
الشهوان : ( الهوية الوطنية لا تقبل القسمة على إثنين )
القلعة نيوز:
محمد نوفان الشهوان
يستهويني دائماً عندما أُشاهد الندوات و الجلسات الحوارية التي تستضيف النُخب السياسية و بعض من الذينَ كانوا في المناصب العامة مفهوم ( الهوية الوطنية ) ، إذا تأملنا قليلاً و عرّفنا الهوية الوطنية ماذا سيكون تعريفها ؟! و على ماذا ترتكز و ماذا يجب علينا للحفاظ عليها ؟! هُناكَ عدة إجابات تجول في خاطري و لكن يجب على كل أُردني أن يكونَ في حالة وعيٍ تام بمفهوم هويته الوطنية بشكلها الصحيح ، فالهوية الوطنية ليست عبارات و كلمات مُنمقة ولا وسيلة لمن يُريد إعادة تموضعه في المشهد السياسي أو لمن يُريد دخوله ، الهوية الوطنية ليست غطاءاً او رداءاً نرتديه وقتَ ما نشاء و ننزعهُ وقتَ ما نشاء حسب ما تقتضيهِ مصالحنا الشخصية ولا تقتصر فقط على أصحاب الدولة و المعالي لكنها في مفهموها العميق تُشكّل حالة من الوجدان الوطني الصادق لأنها لا تقبل القسمة على إثنين ولا تتسع الا للأردنيون الشرفاء ، الهوية الوطنية تعني الكثير و الكثير خصوصاً للأردني صاحبَ الملامح الأردنية الأصيلة ذو سُمرةٍ اختزلتها شمس الصباح بينَ بيادرِ القمح ،
الهوية الوطنية الأردنية هيَ وصفي التل و حابس المجالي ، هيَ عرار و حبيب الزيودي ، هي دلال القهوة التي يعدّنها الأردنيات المدقدقات ، هي الشماغ المهدب الذي يتلثم بهِ الأردنيَ عندَ الفرحِ و الحزن ، هي عاداتنا و تقاليدنا التي ورثناها من الآباءِ و الأجداد ، هي سنابل القمح و الجبل و الوادي ، اذهبوا الى جبال الجنوب ، اذهبوا الى سفوحِ الشمال و أرصفة البلقاء ستُشاهدوا هُناكَ الهوية الوطنية تتجسد أمامَ مرأى أعينكم ، الهوية الوطنية ترتكز على تاريخنا و موروثنا و دماء شهدائنا التي روّت تراب الوطن لصوّن الأرض و العرض ، هذهِ هيَ هويتنا و هذهِ هيَ أُردنيّتنا التي جعلت الأردن خالداً بينَ حنايا القلب ، إنَّ أخطر ما يُمكن أن يذهب بالهوية الأردنية الى الضياع هي الأفكار و المعتقدات التي تسوّقها بعض النُخب تحتَ ما يُسمى ( بالهوية الجامعة ) نعم الهوية الوطنية الأردنية جامعة و حاضنة و لكنها غير قابلة سوى للأردنيون الشرفاء ،
حتى نُحافظ عليها يجب أن لا نتجرد من أُردنيتنا التي يعتليها حُبنا و انتماءنا للأردن و يجب أن تبقى ضمائرنا الوطنية مستيقظة اتجاه ما يُحاك لنا و لبلدنا .