شريط الأخبار
قوات الاحتلال تعلن استهداف "مدخل مجمع الأركان العامة في دمشق" المساعيد يكتب عن السويداء : أما "وجود عربي حقيقي" يحفظ الشعوب وكرمتها واما "إسرائيل كبرى" المساعيد يتفقد الخدمات في لواء الشونة الجنوبية في محافظ البلقاء مدير الأمن العام يرعى افتتاح ندوة "الإدارة المتكاملة للحدود" 21 شهيدا فلسطينيا عند احد مراكز توزيع المساعدات برفح شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على عدة مناطق في غزة تعديلات على نظام هيئة الخدمة والإدارة العامة قرارات مجلس الوزراء الجمارك تضبط 30 ألف عبوة “جوس تدخين” مقلدة ضبط شبكة احتيال مالي، أنشأها شخص من جنسية عربية عبر شركة وهمية ووظّف لتلك الغاية 15 موظفاً من جنسية آسيوية عودة فرق الإطفاء الأردنية بعد مشاركتها بإخماد حرائق الساحل السوري ارتفاع أسعار النفط بفضل توقعات استمرار الطلب ونمو الاقتصاد العالمي طقس صيفي اعتيادي اليوم وحار الخميس والجمعة طقس صيفي اعتيادي اليوم وحار الخميس والجمعة الصين: العالم يشهد "اضطرابات وتحوّلات" في مجال التجارة الذهب يصعد مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة وفيات الأربعاء 16 - 7 - 2025 الجيش يحبط محاولتي تسلل وتهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة بنك صفوة الإسلامي وجامعة الحسين التقنية يوقعان اتفاقية تعاون لتعزيز التعليم التقني والتطوير المهني مهيدات يوجه رسالة مع قرب انتهاء فترة خدمته

المهندسة الحجايا تكتب : مشروع المنطقة العازلة الدرزية: تأثيرها على الاستقرار واهمية المرونه السياسية الديموقراطيه الأردنيه

المهندسة الحجايا تكتب : مشروع المنطقة العازلة الدرزية: تأثيرها على الاستقرار واهمية المرونه السياسية الديموقراطيه الأردنيه

القلعة نيوز:

بقلم: المهندسة رنا الحجايا، رئيسة بلدية سابقة

تُعد المناطق العازلة أداة جيوسياسية حيوية تهدف اما إلى منع الصراعات المباشرة بين القوى المتنافسة من خلال إنشاء فضاءات محايدة أو شبه محايدة تعمل كحواجز جغرافية وسياسية او لخلق هذة الصراعات لاستنزاف موارد الدول المحيطه بها .

برزت فكرة إنشاء منطقة عازلة ذات أغلبية درزية في جنوب سوريا، تشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، كتطور محوري. تدعم إسرائيل هذه المبادرة لتأمين حدودها الشمالية ومواجهة الميليشيات المدعومة من إيران، لكنها تحمل تداعيات معقدة على الاستقرار الإقليمي، خاصة بالنسبة للأردن، الذي يشترك بحدود طولها 375 كيلومترًا مع سوريا، ولبنان، حيث تمتلك الطائفة الدرزية نفوذًا سياسيًا كبيرًا. مما يثير مخاوف الأردن ولبنان من التداعيات السياسية والطائفية.

في الوقت ذاته، يواجه الأردن تحديات داخلية ناتجة عن الإجراءات الحكومية والتي يدعو بعض متخذي القرار الى تبني نموذج "دولة سبارتا" القائم على السيطرة المركزية والقمع بحجة تعزيز الجبهة الداخلية.

تتشكل ديناميكيات المنطقة العازلة الدرزية من تفاعلات معقدة بين الأردن وسوريا ولبنان، وتأثير القوى الإقليمية مثل إسرائيل وتركيا والولايات المتحده حث ظهرت التوترات الطائفية و التي شهدتها السويداء وجرمانا وهي صراعات طائفية بين الدروز وميليشيات سنية وبدوية بعد انتشار تسجيل مزعوم يسيء للنبي محمد، مما أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصًا بحلول يوليو 2025. هذه التوترات زادت من مخاوف الدروز من الحكومة السورية الانتقاليه. علينا ان ندرك ان هذة المنطقه العازله تعزز موقف إسرائيل، مما قد يضعف نفوذ الأردن ولبنان. تركيا والولايات المتحدة تضيفان تعقيدًا، مما قد يحول المنطقة إلى نقطة اشتعال.

بالنسبة للأردن، تزيد المنطقة من مخاطر التهريب، مع احتمال تدفق لاجئين من السويداء. لبنان يواجه تحديات مماثلة، حيث قد تنتشر التوترات الطائفية إلى نظام الدوله اللبنانيه الهش بسبب وجود سلاح حزب الله ، مما يضع ضغوطًا على مواردهما.و اقتصاديًا، و قد تعطل المنطقة التجارة عبر معبر جابر، مما يضر بالأردن ولبنان.

وفي نفس الوقت داخليا في الاردن تصاعدت الإجراءات ضد الإخوان المسلمين منذ 2014، مع حل جمعيتها الخيرية وإغلاق مكاتبها. في يوليو 2025، تم حل الفرع الرسمي، تجميد أصولها، في سياق مخاوف من تأثير الإسلاميين السوريين.وسيناريوهات يتم الاعداد لها للمنطقه. هذه الظروف وما تحمله من مخاوف على الدوله الاردنيه فتحت شهية بعض متخذي القرار في اعلى المواقع السياسيه لصناعة حاله قمعيه مشابهًة لـ مصطلح "دولة سبارتا":متناسيين الاثر السلبي لهذا النهج من تقويض الثقه بين الاردنيين و ظهور التشكيك بأي موقف تتخذه الدوله و خاصه تجاه التطورات المحتمله تجاه القضيه الفلسطينيه حيث ان نهج " دولة سبارتا" لا يفتح المجال للحوار الواقعي حول التهديدات و المخاطر و في زمن التواصل الاجتماعي هذا المنهج الامني القمعي سيكشف و يعرض استقرار الدوله الى الهشاشه مما يدفعنا الى ابراز اهمية الحوار الحقيقي لمنع التوترات الداخليه .

استغلت جماعة الإخوان المسلمين سياسات القمع الحكومي للتحريض ضد الحكومة الأردنية، مستفيدة من الشعور بالتهميش بين قواعدها الشعبية، خلال ثورات الربيع العربي (2011-2012)، استخدمت الجماعة في دول مثل مصر وتونس وسوريا القمع الحكومي كأداة لتعبئة الجماهير، متهمة الأنظمة بقمع الحريات وتغييب المشاركة السياسية، مما أدى إلى احتجاجات واسعة أطاحت بأنظمة في بعض الحالات.

في الأردن، تمتعت المملكة بحصانة نسبية ضد هذه الثورات بفضل مرونتها السياسية القائمة على الديمقراطية النسبية، حيث سمحت الإصلاحات المحدودة، مثل تعزيز دور البرلمان والمجالس المحلية، بامتصاص الضغوط الشعبية وتجنب التصعيد. ومع ذلك، فإن الإجراءات الأخيرة ضد الإخوان في 2025، بما في ذلك الحل والاعتقالات، قد تعيد إحياء استراتيجيات التحريض، حيث تستغل الجماعة هذه السياسات وخاصه حل المجالس المحليه و عدم وجود نية للانتخابات في المدى القريب و عدم موضوعيه اسس التعين للجان ستسغلها لتصوير الحكومة على أنها قمعية، مما قد يؤدي إلى توترات داخلية تهدد الاستقرار في سياق التحديات الإقليمية الناتجة عن المنطقة العازلة الدرزية.

تبني نهج غير ديمقراطي على المستوى المحلي التنموي، مثل حل المجالس المحلية في يوليو 2025 ، قد يحقق استقرارًا ظاهريًا، لكنه يحمل مخاطر كبيرة. أولاً، يقوض الثقة الشعبية لان دور هذة المجالس غير سياسي اساسا بقدر ما هو تنموي و خدمي، مما قد يؤدي إلى تعزيز الاحتجاجات . ثانيًا، القمع قد يدفع نحو التطرف أو الأنشطة السرية، مما يزيد من التحديات الأمنية في المناطق الحدودية. ثالثًا،في ظل سياسات اسرائيل التوسعه و فرض دوله عازله بالاضافه الى طموح اسرائليل بترحيل مئات الاف الفلسطينين من الضفه الغربيه و تفريغها من سكانها غياب الشفافيه سوف يعقد إدارة التحديات الأمنية.

اما على المدى الطويل، لسياسة "دولة اسبارطا " و "تصليب او زيادة صلابة الجبهة الداخليه سيؤدي إلى تآكل شعبية النظام الحكومي، وخاصه مع كل تلك التحديات الاقتصادية مما يزيد من الانقسامات الاجتماعية . كما يحد من الدعم الدولي المرتبط بتعزيز الديموقراطيه و المشاركه الشعبيه ويضعف الحوكمة المحلية، مما يقلل من مرونة الأردن في مواجهة التحديات الإقليمية.حيث علينا ان نتذكر دائما ان وجود فئات سياسيه محليه تشارك في الادارة المحليه و هو جزء اساسي من ادارة الدوله مما سيعزز التوافق الوطني تجاه السياسات و التحديات الخارجيه.

مشروع المنطقة العازلة الدرزية تهدد بتصعيد التوترات الطائفية خارجيا و داخليا و بنفس الوقت فأن النهج غير الديمقراطي، تزيد من التوترات الداخلية وتقوض الاستقرار. الديمقراطية هي المفتاح لتعزيز المرونة السياسية للأردن، مما يضمن دوره كقوة استقرار إقليمية.

فلاشيء حقيقي وواقعي يبرر التوسع في التعين على حساب الانتخابات في الادارة المحليه والتي هي حجر الاساس في التوازن السياسي التنموي المحلي واحد عناصر المرونه السياسيه امام التحريض الاخواني القادم كردة فعل متوقعه من قبل التيار , فما تمثله البلديات من واجهات عشائريه و قيادات محليه فانها ستكون احد عوامل " تصليب الجبهة الداخليه " و زيادة قوتها .