
القلعة نيوز- كتب . خالد آل دغيم رئيس الجمعية السعودية للإعلام السياحي.
يشكل المؤتمر الإقليمي "السياحة المستدامة - نحو مستقبل أفضل" الذي استضافته المملكة الأردنية الهاشمية منصة رائدة جمعت بين صناع القرار والخبراء والمهتمين في السياحه بهدف تعزيز التعاون وتبادل الرؤى حول مستقبل السياحة.
وبجهود القائمين على المؤتمر المتميزة وضحت بصمته في دعم التنمية المستدامة وإبراز المقومات السياحية وترسيخ مكانة المنطقة كوجهة عالمية جاذبة.
وقد نجح القائمين المؤتمر بكل جدارة على اداء رسالتهم فلهم خالص الشكر والتقدير نيابة عن كل مهتم في السياحه السعودية والخليجية والعربية
ويُعد المؤتمر منصة عربية مهمة جمعت خبراء السياحة والإعلام من مختلف الدول لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات وبناء شراكات استراتيجية تعزز التنمية السياحية المستدامة.
وجاء المؤتمر في توقيت مناسب وحيوي يعكس أهمية السياحة المستدامة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويؤكد دور الإعلام كشريك فاعل في بناء خطاب تحفيزي يسهم في دعم هذا القطاع الحيوي للمستقبل.
ولاشك ان السياحة المستدامة تمثل اليوم أحد أهم مرتكزات التنمية في الوطن العربي حيث فتحت آفاقًا جديدة للاستثمار في الإنسان والمكان، وربط الماضي بالمستقبل من خلال استحضار الهوية الوطنية واستثمار المقومات الثقافية والبيئية والاقتصادية.
واصبحت السياحة والاستدامة مساران متكاملان نحو خطاب تحفيزي للأجيال القادمة.
ومن واجبنا أن نُهيئ للأجيال المقبلة بيئة حاضنة للفرص لا أن نُورّثهم تحديات لم تُحل وهذا يتطلب أن ننظر إلى السياحة بمنظور أبعد من كونها ترفيهاً أو نشاطاً موسمياً، بل بوصفها صناعة استراتيجية تُسهم في تحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
والسياحة المستدامة هي التي تحمي الموارد الطبيعية والثقافية، وتُسهم في تعزيز فرص العمل، وتمكين المجتمعات المحلية، وتُرسّخ الشعور بالانتماء والاعتزاز بالهوية.
لم يعد الإعلام السياحي مجرّد ناقل للمعلومة أو مروج للوجهات بل أصبح شريكاً تنموياً في صناعة الوعي وبناء السرد الإيجابي حول المكان والإنسان. الإعلام الفعّال هو الذي يُنتج خطاباً تحفيزياً يدفع الشباب للإبداع، ويُشجّع المستثمرين على استكشاف الفرص، ويُحفّز صناع القرار على تبنّي مبادرات مستدامة.
إن صياغة خطاب إعلامي تحفيزي يعزز قيم الاستدامة يتطلب:
-تسليط الضوء على النماذج الملهمة في مشاريع السياحة البيئية والتراثية.
- إبراز جهود الدولة في تهيئة البيئة التشريعية والبنية التحتية.
- تشجيع الحوار المفتوح بين الخبراء، والجهات الحكومية، والمجتمعات المحلية، والشباب.
- دمج الثقافة والهوية الوطنية في سرد الرحلات والتجارب السياحية بأسلوب جذاب وواقعي.
ولنستذكر أن الاستثمار في السياحة المستدامة ليس خياراً للمستقبل فقط بل هو مسؤولية اليوم تجاه أجيال الغد. علينا العمل معاً لنحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس يستفيد منه الوطن والمواطن.