
القلعة نيوز- ألقى عالم الروبوتات والذكاء الاصطناعي الدكتور أسامة الخطيب، مساء أمس الاثنين، محاضرة في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، سلطت الضوء على الجانب الأخلاقي والقانوني للروبوتات والذكاء الاصطناعي، وقضايا الخصوصية والأمان.
وأكد الخطيب، الذي يُعد أحد أعمدة علم الروبوتات في العالم، في المحاضرة التي أدارها وزير الاستثمار السابق المهندس مثنى غرايبة، بعنوان "تجربته في عالم الروبوتات والذكاء الاصطناعي"، أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيغيران وجه العالم بسرعة غير مسبوقة، ومن المرجح أن يكون لهما تأثير عميق وشامل على المستقبل في مختلف جوانب الحياة.
وقال: "أصبحت الروبوتات اليوم جزءًا من حياتنا اليومية بشكل متزايد؛ نجدها في المصانع، في غرف العمليات الطبية، في المنازل على هيئة مساعدين ذكيين، بل وعلى الطرقات كسيارات ذاتية القيادة."
وأشار إلى أن شغفه بالبحر والطبيعة قادة إلى تخصيص جزء من أبحاثه لاستكشاف أعماق البحار، لافتًا إلى أنه، وفي خطوة معبّرة عن هذا الشغف وإحساسه بالمسؤولية تجاه البيئة، قرر عقب فوزه بجائزة نوابغ العرب تخصيص قيمتها البالغة مليون درهم إماراتي لدعم مبادرات الحفاظ على المحيطات.
وشدد الخطيب على ضرورة إيجاد بيئة حاضنة للعلماء العرب، مشيرًا إلى أن العديد من الطلاب الموهوبين يفتقرون إلى الفرص.
وأعرب عن أمله في أن يشهد يومًا نهضة علمية عربية تستعيد أمجاد الماضي حين كان العلماء العرب في طليعة الحضارة.
وعرض أهم المجالات التي ستتأثر بالذكاء الاصطناعي، ومنها: القطاع الصحي، والتعليم، وسوق العمل، والنقل والمواصلات، والحياة اليومية بشكل عام.
وفي ختام المحاضرة، كرّمت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، فالنتينا قسيسية، الدكتور الخطيب تقديرًا لإنجازاته وإسهاماته العلمية الكبيرة التي أحدثت ثورة في عالم الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وترك الخطيب بصمة بارزة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي عبر أكثر من 300 بحث علمي، وكان من أوائل مطوري منهجيات مثل الحقول الكامنة الاصطناعية (1978) وفضاء العمليات (1980)، إلى جانب ابتكارات أساسية في التحكم الحركي والتخطيط التفاعلي للروبوتات. وساهمت أعماله في تطوير منصات روبوتية شكلت أساسًا لعدد من الروبوتات المتقدمة.
ونال العديد من الجوائز والتكريمات، منها: جائزة نوابغ العرب 2024، ووسام الاستحقاق الوطني الفرنسي 2023، وجائزة إنجلبرغر للروبوتات 2022، إلى جانب جوائز IEEE المرموقة. وهو عضو في الأكاديمية الوطنية للهندسة في الولايات المتحدة، وزميل IEEE، ويُعد من أبرز رواد علم الروبوتات على المستوى العالمي.
يشار أن الخطيب وُلد في مدينة حلب السورية عام 1950، وانتقل إلى فرنسا عام 1971، حيث نال البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة مونبلييه، ثم الدكتوراه في الأنظمة الأوتوماتيكية من مدرسة الطيران والفضاء العليا في تولوز عام 1980، ثم انضم في عام 1981، إلى جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، حيث تدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذًا متفرغًا، ويشغل حاليًا كرسي الأستاذية في علوم الحاسوب.
--(بترا)