شريط الأخبار
وزير الطاقة: المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد خطوة أساسية في استكشاف النفط والموارد الطبيعية وزيرة السياحة تعلن عن اكتشاف أثري جديد جنوب شرقي محمية وادي رم وزير الدولة للشؤون الاقتصادية يعلق على إشادة صندوق النقد الدولي بمرونة الاقتصاد الأردني الجامعة العربية تدعو لتوخي الحذر من تحولات الذكاء الاصطناعي الأردن يدين دعوات تفجير المسجد الأقصى المبارك فراغ حضاري.. 92 شهيدا في قطاع غزة خلال يومين الملك يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري محاميات المفرق: الأردن مُصان بقيادته الهاشمية وجيشه وأجهزته الأمنيه وفيات السبت 19-4-2025 المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة السعودية: على الراغبين في أداء فريضة الحج الحصول على تصريح عيسى الخشاشنة نقيباً للأطباء الأردنيين الوزير الأسبق قفطان المجالي: الأردن قوي بقيادته الهاشميه ووحدته الوطنيه وتماسك شعبه فعاليات عجلونية تشيد بمواقف الملك والأجهزة الأمنية بمواجهة التحديات الإمارات: لا استقرار بالمنطقة دون حل الدولتين فاعليات تؤكد اعتزازها بجهود الأجهزة الأمنية في إحباط المخططات الإرهابية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الشمالية وزير الداخلية يكشف عن خطوات سهلة لإصدار الشهادات عبر تطبيق سند "الأونروا": الحصار الإسرائيلي الراهن على غزة الأشد منذ بدء الحرب

رحيل فارس أردني

رحيل فارس أردني



القلعة نيوز :حمادة فراعنة

لم يكن فارس مجرد ابناً للراحل سليمان النابلسي رئيس آخر حكومة برلمانية في تاريخ الأردن، يستحق المباهاة والانتساب والتفرد، هو كذلك، ولكنه كان إضافة إلى أنه وريثاً لتراث والده، كان شخصية وطنية مستقلة صديقاً وشريكاً لقائد أردني فلسطيني لم يتكرر هو المحامي إبراهيم بكر نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، نقيب المحامين الأردنيين، عضو اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني الأردني.
كان اللقاء الأسبوعي في منزل إبراهيم بكر بمثابة مطبخ الحركة السياسية الأردنية المعارضة، وكان منظمها فارس النابلسي وتضم الشيوعيين والبعثيين، عزمي الخواجا، تيسير الزبري، صالح ارشيدات، علي أبو الراغب، ياسر عمرو، إبراهيم قبعة، ساجي سلامة وحمادة فراعنة، وربما عدد آخر فقدتهم الذاكرة، وفي هذا المطبخ السياسي اتُّخذت القرارات الوطنية الصائبة التي ساهمت بالدفع الإيجابي نخو تغيير الوضع السائد من مرحلة الأحكام العرفية إلى الانفتاح الديمقراطي، استعادة شعبنا الأردني حقوقه الدستورية المعطلة، المشاركة في الانتخابات النيابية، التجاوب مع رغبات وتوجهات رأس الدولة الراحل الملك حسين في المصالحة الوطنية، المشاركة في لجنة الميثاق الوطني، ترخيص الأحزاب السياسية وخاصة اليسارية الثلاثة: الشيوعي والشعب الديمقراطي والوحدة الشعبية، والقوميين: البعث الاشتراكي والبعث التقدمي.
حكمة وعمق وقوة شخصية إبراهيم بكر كانت النافذة، وحيوية وتحرك ومكانة فارس النابلسي كانت الأداة لتمرير التفاهمات والاتفاقات بين الأطراف وجعلها قابلة للتنفيذ، ولذلك يمكن الاستخلاص والقول بثقة أن النقلة النوعية التي اجتاحت الأردن بعد أحداث نيسان 1989 والتحولات باتجاه إلغاء الأحكام العرفية والتحول نحو الانفتاح الديمقراطي يعود إلى:
أولاً الراحل الملك حسين وأداته المنفذة الواعية المتمكنة عدنان أبو عودة.
ثانيا المحامي إبراهيم بكر القائد الوطني المميز ورفيقه المحامي فارس النابلسي.
ثالثاً استجابة الأحزاب المعارضة اليسارية والقومية الخمسة بتأثير مطبخ الحركة السياسية الأردنية بقيادة إبراهيم بكر وفارس النابلسي.
رحل إبراهيم بكر وإبراهيم قبعة ويعقوب زيادين مبكراً، وعاد ياسر عمرو وعزمي الخواجا وتيسير الزبري وساجي سلامة إلى فلسطين، وها نحن نفتقد فارس النابلسي ويرحل بهدوء بعد رحلة مرض مؤذية، غاب فيها عن الناس وعن محبيه، ورواد بيته في جلسة صباحية توسلت لأن تكون امتداداً للمطبخ السياسي الذي ولد في منزل الراحل إبراهيم بكر.
بغياب فارس النابلسي لا نخسر شخصية محببة لها مكانتها بين جيل مضى، بل تكون مرحلة سياسية قد طُويت، عنوانها التحول في الأردن والمصالحة الوطنية وتركت آثارها إلى اليوم وإلى الغد، وإن كانت لم تتطور حقاً، ووقع التراجع والانحسار بعد معاهدة السلام مع المستعمرة الإسرائيلية، على الرغم من حالة التصادم الأردني مع سياسات المستعمرة بسبب التطاول على المسجد الأقصى، وانتشار الاستيطان، وعمليات الضم التدريجية، وعدم استجابة الفريق الثلاثي الحاكم لدى المستعمرة للاتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية ومع مطالب الدولة الأردنية.
لروح فارس النابلسي السكينة، ولمكانته الخلود مع رفاق سبقوه ورفاق سيلحقوه.