شريط الأخبار
الأشغال المؤقتة ٧ سنوات لامرأة وصاحب ملهى بتهمة استغلال فتاة قاصر في الاتجار بالبشر مصادر لبنانية: بايدن وماكرون سيعلنان هدنة بين إسرائيل وحزب الله خلال 36 ساعة بالأسماء ... مدعوون للمقابلة الشخصية واستكمال اجراءات التعيين القلعة نيوز تعزي بوفاة شقيق وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات والقاضي عمار الحنيفات . الملقي : الأردن يواجه حملات ممنهجة مشبوهة لزعزعة أمنه الوطني واستقراره المحكمة العليا الإسرائيلية تباشر مداولات عزل نتنياهو نائبان من حزبي ميثاق وتقدم: التوافق بشأن انتخاب اللجان الدائمة كان إيجابيا الأمم المتحدة تحذر من تقويض الحل السلمي للقضية الفلسطينية وزير الخارجية يشارك في اجتماع مجموعة الدول السبع بايدن وماكرون يعلنان الثلاثاء وقفاً للنار بين لبنان وإسرائيل "النواب" يختار أعضاء لجانه كافة بالتوافق رسميا.. أنشيلوتي يؤكد غياب 6 لاعبين أساسيين عن مواجهة ريال مدريد ضد ليفربول الوظائف الأعلى أجرا في روسيا ليندسي غراهام يكشف السبب الحقيقي لدعم واشنطن نظام كييف نتيجة مفاوضات ليفربول مع رامي عباس لتمديد عقد صلاح المملكة المتحدة تفرض عقوبات على شركتي تأمين روسيتين المحكمة الإسرائيلية ترفض طلبا جديدا قدمه نتنياهو لتأجيل الإدلاء بشهادته في قضايا الفساد رونالدو يقود خط هجوم النصر في مواجهة الغرافة وزير المالية يطمئن الاردنيين :: لا تغيير على دعم السلع الاساسيه رغم تخفيض المخصصات في ردهما على خطاب العرش :الفايز والصفدي :نصدع بكل مسؤولية وايجابيه للتوجيهات الملكيه

( فيديو ) ... عام على “كورونا” : اللقاح عدو أم صديق... ام هو الحل الوحيد ؟

( فيديو ) ... عام على “كورونا” : اللقاح عدو أم صديق...  ام هو الحل الوحيد ؟

كما مع كل وباء مر عبر العصور، يظهر علينا أولئك المشككون بفعالية اللقاحات، أو الرافضون إياها والمروجون لمقاطعتها بسبب معتقداتٍ أو معلوماتٍ مغلوطة. الا ان لقاحات الاوبئة التي ضربت العالم اثبتت انها هي الحل الوحيد وان العالم يستحيل ان يعيش بامن وسلامه وصحه دون اللقاحات واخرها وليس اولها لقاحات كورونا التي اصبحت ضرورة قصوى لحياة الانسان لايمكن ان يستغني عنها والا فانها سيقى اسير الخوف والرهبة من مرض قد يودي بحياته .. فماذا يقول المشككون واين هي الحقيقة ؟



القلعه نيوز- ندى محمد - باحثة في علوم الاحياء - جامعة اكسفورد البريطانيه *

كما مع كل وباء مر عبر العصور، يظهر علينا أولئك المشككون بفعالية اللقاحات، أو الرافضون إياها والمروجون لمقاطعتها بسبب معتقداتٍ أو معلوماتٍ مغلوطة.

لا شك في أن تصميم لقاح فايروس "كوفيد- 19” ودراسته وإنتاجه في وقت قياسي خلال عام واحد فقط منذ بدء الأزمة، هو إنجاز علمي يحسب للبشرية جمعاء، إلا أنه في الوقت نفسه أثار أسئلة كثيرة.

ما يبقى مؤكداً أن اللقاحات هي من أعظم قصص النجاح البشري، فللأوبئة التي أصابت البشر جذورٌ تبدو ضائعة في زمن ما قبل التاريخ، والتي ساعدتنا اللقاحات على الانتصار على الكثير منها عبر الأزمنة وحتى يومنا هذا.

قبل اللقاحات كان العالم مكاناً أكثر رعباً بكل تأكيد، كان الواحد منا ليخسر عزيزاً بسبب حصبة مثلاً، مرض ننظر إليه الآن على أنه مرض سخيف أو كنا نرى أطفالنا عاجزين بسبب شلل أطفالٍ بات بالنسبة إلينا الآن ماضياً لا عودة إليه. ولأن ذاكرة الإنسان سريعة العطب ربما، نحن ننسى ملايين الضحايا وسنوات الرعب التي كان على أجدادنا الخضوع لقهرها بسبب أوبئة الزمن الماضي، ولكن ما يجب ألا يغيب عن ذاكرتنا أن اللقاحات هي التي خلصت البشرية من شبح تلك الحقبات ولها يعود الفضل.

في هذا الإطار، جاء وباء "كورونا” لينعش ذاكرتنا قليلاً، ولكن كما مع كل وباء مر عبر العصور، يظهر علينا اليوم أولئك المشككون بفعالية اللقاحات، أو الرافضون إياها والمروجون لمقاطعتها

بسبب معتقداتٍ أو معلوماتٍ مغلوطة. إن خوف البشر من المجهول ليس بجديد بل متوقع ومفهوم، ولكن ما ليس مقبولاً هو تعزيز هذه المخاوف من دون وجه حق أو علم من وجوه فنية أو سياسية أو حتى طبية عبر نشر المغالطات ومحاولات محو ذاكرة الجموع لإعادتنا إلى شبح الأزمان الغابرة التي يفترض أن نكون قد تخطيناها.

ففي الأونة الأخيرة ظهرت علينا وجوه معروفة أحدثت جدلاً بدءاً من الون ماسك صاحب شركات تسلا وSpace-xالذي شكك بدقة فحوصات "كوفيد- 19” التي خضع لها، وصولاً إلى فنانين لبنانين كهيفاء وهبي التي أعلنت موقفها الرافض تلقي لقاح "كوفيد- 19″، أو كارول سماحة التي اعتبرت اللقاح "لعبةً” عالمية، وكانت صرحت في وقت سابق عن رفضها اللقاحات والتلقيح عموماً، لأن بعضها يسبب مرض التوحد بحسب سماحة. هذا الادعاء الذي كان أثبت العلماء عبر دراساتٍ علمية منشورة أن لا أساس له من الصحة بتاتاً. على ما يبدو لم تسمع سماحة بالدارسات العلمية بعد! أو لعلها لا تريد. ما علينا! لم يخلُ التاريخ من مجموعات شبيهة عبر العصور، ولكن تأثير هؤلاء كان محدوداً، فهل نحن جاهزون ليعيدنا أمثال وهبي وسماحة إلى أزمنة ما قبل اللقاح؟ إلى زمان كان فيه الملايين من أطفالنا ليموتوا من الحصبة أو الجدري أو شلل الأطفال؟

هل لقاح "فايزر” قاتل؟

إضافة إلى ما سبق، وقع كثر كما المواقع الإخبارية في لغط آخر حول أنباء عن وفاة 6 أشخاص خلال التجارب السريرية على لقاح "فايزر/ بيونتيك”، ما أثار ذعر كثيرين. مثال على ذلك، نشر موقع قناة "الميادين” الخبر بعنوان مقلق قبل العدول عنه وتصحيح الخبر لاحقاً. علماً أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDAكانت أفادت في تقريرها بأن 4 من هذه الوفيات كانت من المجموعة التي تم اعطاؤها لقاحاً وهمياً ولم تتلق أبداً لقاح "فايزر/بيونتيك”. أما حالتا الوفاة الأخريان، فكانتا في فئة كبار السن ولأسباب لا علاقة لها باللقاح بحسب ما جاء في تقرير إدارة الغذاء والدواء الأميركية، التي أكدت عدم وجود مخاوف تتعلق بالسلامة.

وبناءً عليه فقد أعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الجمعة 11 كانون الأول/ ديسمبر الترخيص على طلب الاستخدام الطارئ للقاح "كوفيد- 19″، الذي كانت تقدمت به شركة "فايزر/ بيونتيك”، في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر على أن يتبعها تراخيص مشابهة للقاحات أخرى في القريب العاجل.

إذاً لا داعي للقلق. وبحسب النتائج الأولية وتقرير إدارة الغذاء والدواء، فإن العوارض الجانبية للقاح "فايزر/ بيونتيك”، شبيهة بتلك المرافقة لأي لقاح آخر وتتضمن ارتفاعاً موقتاً في الحرارة، وجعاً موضعياً عند الحقن، أو تعباً عاماً في بعض الأحيان، وحالات رد فعل تحسسي عند بعض الأشخاص وغيرها، وهي مضاعفات محتملة طفيفة يعرفها كل شخص منا ممن تلقى أي لقاح آخر ولا تشكل أي خطر أو تستدعي القلق. على ضوء ما تقدم، فإن متابعة متلقي اللقاح ستستمر لفترات طويلة، يمكن أن تصل إلى سنوات لجمع المزيد من المعلومات، للإجابة على المزيد من الأسئلة، وإزالة أي مخاوف يمكن أن تقلق الجموع.

لقاح "كورونا” الروسي بقيادة الكرملين؟

ماذا عن عبث اللقاح بجيناتنا؟ هل هذا وارد؟

الجواب البسيط سيكون كلا، هذا غير وارد وغير دقيق علمياً.

العملية الفزيولوجية وراء التلقيح معروفة علمياً وراسخة. الهدف من ورائها تحفيز الجهاز المناعي والاستجابة المناعية، ما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة وتوليد خلايا ذاكرة مناعية قادرة على مكافحة الاصابة الفعلية المحتملة لاحقاً. أما الحقن الدوري لبعض اللقاحات فهو لتحسين الفعالية ولضمان استمرارية الحماية التي يمكن أن تكون مؤقتة في بعض الأحيان

سر فعاليه اللقاح الامريكي

الفايروسات، ومنها "كوفيد- 19″، معقدة في تركيبتها ولكن شركة "فايزر/ بيونتيك”، كما شركات أخرى كـ”موديرنا”، اختارت ألا تستخدم الفايروس كاملاً في تصميم اللقاح إن كان بشكله الموهن مختبرياً، أو المعطل كما فعلت الصين مثلاً. بل إن اللقاح في هذه الحالة هو عبارة عن حمض نووي ريبوسيmRNA يرمز إلى بروتين واحد فقط لا غير، وهو بروتين السبايك الضروري لتوليد أجسام مضادة neutralizing antibodies، ضد الفايروس، وبذلك يمنعه من دخول خلايانا. عندما تصاب بفايروس "كوفيد- 19″، فأنت تصنع هذا البروتين في أي حال، ولكن إضافة إلى بروتينات أخرى يحتاجها الفايروس في هجومه.

فإذا كان اللقاح سيعبث بجيناتنا بحسب ما يروج البعض فهل هذا يعني أن من أصيبوا بـ”كورونا” قد عبث الفايروس بجيناتهم أيضاً؟ هذا ليس بوارد إذ إن عملية ترجمة الحمض النووي الريبوزي هذه إلى بروتين تتم خارج نواة الخلية، مكان حفظ جيناتنا، على أن يتم التخلص منها سريعاً بعد ذلك،

وبالتالي لا تأثير للقاح على جيناتنا. أما لحماية هذا الحمض النووي الريبوزي من التكسر ولكي يصل إلى داخل الخلايا المنشودة، فقد غلفه العلماء داخل ناقل متناهي الصغر يعرف بالجسيم النانوي أو ما يعرف بين الناس بتكنولوجيا النانو. هذه الجسيمات الصغيرة تصنع عادةً من مركبات دهنية (يمكن استخدام مواد أخرى أيضاً) وهي آمنة، فاستخدامها العلاجي ليس بجديد، بل هنالك تجارب مستمرة منذ سنوات طويلة لاستعمال هذه التقنية لإيصال مركبات علاجية لأمراض أخرى كالسرطان مثلاً أو حتى في مساحيق التجميل.

إذاً إلى جانب المضادات الحيوية، يمكن أن نقول بكل ثقة إن اللقاحات هي أفضل دفاع لدينا حتى الآن ضد الأمراض المعدية والمميتة في الكثير من الأحيان. معظمنا إن لم أقل جميعنا قد تلقى لقاحات مختلفة إن كان في مرحلة الطفولة أو حتى بشكل دوري خلال حياتنا (الإنفلونزا، الكزاز… إلخ). على رغم ذلك لا ننظر عادةً بعين الشك إلى سلامة هذه اللقاحات علينا، لأنه لا داعي له.

منذ جينر وحتى اليوم عملية تصميم اللقاحات ودراستها، تخضع للتطوير المستمر، للأفضل طبعاً، في خضم تقدم علمي وتكنولوجي سريع من أجل الحصول على لقاحات أكثر فعالية وأمان باستمرار.

اللقاحات آمنه جدا

ولذلك فإن اللقاحات تخضع لمراحل طويلة ومعقدة من التجارب السريرية والدراسات على آلاف البشر، قبل تصريح استخدمها لعامة الناس. مع الوقت، أصبحت هذه العملية تخضع للمزيد من الحذر والعناية والدقة، لضمان الفعالية والكفاءة والأهم السلامة.

أما في ما يتعلق بالموافقة على أي لقاح جديد، فعلى العلماء اختبار اللقاح المحتمل على نطاق واسع والالتزام بمجموعة من القواعد الدولية لضمان الشفافية ورصد أي آثار جانبية محتملة لأي لقاح جديد. كما يعتبر ترخيص أي لقاح عملية طويلة قد تستغرق سنوات في بعض الأحيان، تخضع خلالها نتائج الاختبارات على اللقاح المحتمل للتدقيق والمساءلة من قبل لجان مختصة.

تسريع هذه العمليات جميعها كان ضرورة ملحة مع بدء انتشار وباء "كوفيد- 19” عالمياً. هذا الوباء الذي فرض حالة من الطوارئ تحول سريعاً إلى أولوية، تطلّب العمل على لقاح ضده جهود العلماء في مختلف أصقاع الأرض مع تعاون دولي لضمان الحصول على النتائج بشكل أوفر وأسرع ولكن من دون المساومة على الدقة أو الفعالية أو السلامة العامة. وفي خضم تطور تكنولوجي سريع يقود البحث العلمي ويسمح بإمكانات أفضل في هذا المجال، فإنه لا دعي للقلق.

ختاماً،وبناءًعلى هذه المعطيات جميعها من واجبنا أن نثق بالمجتمع العلمي هذه المرة أيضاً كما وثقنا به في اللقاحات السابقة،وأن نتذكردائماً أهمية اللقاحات وضرورتها،ودورهاالحيوي المستمر وأثرها على التجربة البشرية،عسى أن ننتصرمرة أخرى على ظلمة ما نعيشه اليوم وعلى ملوك الليل بالمعرفة والعلم والوعي.

* التقريرعن " موقع درج"- موقع عربي لبناني للصحافة الاستقصائيه

- الفيديو - نقلا عن قناة ا لجزيرة