تغاضى البلجيكي فيتال بوركلمانز المدير الفني لمنتخب النشامى، عن كشف الأسباب التي أدت إلى الخسارة أمام طاجكستان 0-1 في المباراة الودية التي جرت الجمعة على هامش معسكره التدريبي في دبي استعداداً لاستكمال تصفيات المونديال.
فيتال اكتفى بالحديث عن رأيه حول المباراة في تصريحات للموقع الرسمي قائلاً «الفائدة الفنية تحققت من اللقاء، بإشراك العديد من الأسماء للمرة الأولى، للوقوف على مستواهم، وإدخالهم في أجواء المنافسة تأهباً للاستحقاقات القادمة».
تلك الأسماء الجديدة إن قصد فيتال أنها سببا في الخسارة، فهو مبرر غير مقنع على اعتبار أن التشكيلة الرئيسة شهدت تواجد 4 او 5 لاعبين يشاركون لأول مرة فيما بقية العناصر سبق لها المشاركة وتتمتع بالخبرة الطويلة.
ولو تأملنا تلك الأسماء الجديدة فهي كانت الأفضل في دوري المحترفين فيزن النعيمات وعلي علوان وأنس العوضات وسعد الروسان وابراهيم سعادة وزيد ابو عابد وابو الجزر قدموا مؤخرا مستويات فنية تفوق ما قدمه كثير من اللاعبين الذين مثلوا النشامى منذ سنوات.
كان الأولى لفيتال أن يبرر الخسارة بكشف معاناة المنتخب في عملية البناء الهجومي وسوء اللمسة الأخيرة، وافتقاد الفاعلية الهجومية، فليس من المنطق أن يبقى التركيز دائما على تنفيذ الواجبات الدفاعية والتغني بأن شباك منتخبنا لم تتلقف أي هدف في المباريات السابقة.
المنتخب الوطني لم يشهد أي تطور تكتيكي في الشكل الهجومي، وهذه حقيقة يلمسها الكثير من المتابعين، وعلى فيتال أن يعمل ويجتهد، لا أن يبقى معتمدا فقط على ما يتمتع به مهاجمينا من مهارات فردية وسرعة، فلا بد من تفعيل المنظومة الهجومية ككل، ووضع أسلوب تكتيكي مدروس يعتمد عليه النشامى في صناعة الفرص وتسجيل الأهداف.
كذلك لا ينبغي أن تبقى محاولاتنا الهجومية ترتكز على المهارات الفردية لمن يشغل الجناحين الأيسر والأيمن، فالمنتخب بحاجة لتوغلات من العمق وتسديدات من بعد، وتناقل للكرات بشكل أفضل في منتصف الملعب، وبحيث نمتلك المرونة التكتيكية والخيارات الهجومية المتعددة.
وندرك أن الخسارة في المباريات التجريبية لا تعتبر مقياساً، بيد أنها تعطي مؤشراً على وجود أخطاء مستمرة لم تجد العلاج، فالفوز على طاجكستان 0-2 ثم الخسارة 0-1 لم تكن مستساغة وكان على الأقل يمكن تفادي الخسارة.
منتخب النشامى يضم مواهب مميزة، والتفوق على طاجكستان كان من الممكن أن يتحقق في المباراتين، لو أحسن فيتال القراءة، والأسماء الجديدة لم تضعف المنتخب بل زادته حيوية وقدرة، والخسارة ربما تكون لسوء في توظيف اللاعبين أو محدودية في الخيارات الهجومية ليس إلا.
الأسماء الجديدة لو تم توظيفها كما يجب لربما خرج المنتخب فائزا بنتيجة تفوق الـ «2-0» وبخاصة أنها اسماء متشوقة لاثبات نفسها وتأكيد حضورها بعدما أبدعت في المسابقات المحلية.
ورغم ما سبق، يسجل لفيتال بأنه قام باشراك هؤلاء اللاعبين الذين كانوا الأبرز في دوري المحترفين، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل سيتم الاعتماد على بعض هذه الأسماء الجديدة في المواجهات الرسمية أم التشكيلة التي اعتدنا عليها في السابق ستخلو من التغييرات وبخاصة مع التحاق المحترفين في الخارج.
نعتقد أن الفرصة سانحة أمام فيتال ليحدث تغيرا مهما في تشكيلة المنتخب، وبحيث نتمكن من مباغتة من سنواجه من منتخبات في المرحلة المقبلة بعدما أصبحت التشكيلة السابقة مكشوفة بقدرات لاعبيها وطريقة وأسلوب اللعب.
لقاء ودي جديد
يخوض المنتخب الوطني بعد غد الثلاثاء لقاء وديا جديدا مع فريق زينيت سانت بطرسبرغ الروسي، ثم يختتم معسكره بلقاء منتخب أوزبكستان 15 الجاري.
أن يتضمن المعسكر 5 مواجهات يعني أن الاستفادة ستكون كبيرة، والبحث عن الانتصارات المعنوية أمر مهم وبخاصة أن منتخب النشامى يضم لاعبين يتمتعون بجاهزية اكتسبوها من دوري المحترفين.