شريط الأخبار
حقيقة أمريكا .. المهندسة الحجايا تكتب : الباديه الجنوبيه الامل و الالم...خطوات للمستقبل عروض "الدرون" تزيّن سماء إربد احتفاءً بالمناسبات الوطنية السوداني يهنئ المنتخب الأردني بتأهله للمونديال لأول مرة الرئيس السوري يزور درعا جنوب سوريا لأول مرة وزير الخارجية يلتقي نظيره البريطاني اسم الأردن يسيطر على الفضاء الرقمي بعد تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026 الملك يجتمع في لندن بمسؤولين وبرلمانيين بريطانيين وفد من المجتمع المحلي في خان يونس يزور المستشفى الميداني الأردني غزة 6 القوات المسلحة تحتفل بعيد الأضحى المبارك وكبار الضباط يعودون المرضى في جميع المستشفيات العسكرية وزيرة التنمية تُشارك أطفال مؤسسة الحسين الاجتماعية الاحتفال بعيد الأضحى حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة اللواء الركن الحنيطي يشارك نشامى القوات المسلحة صلاة عيد الأضحى المبارك الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع ولي العهد السعودي بمناسبة عيد الأضحى "الأميرة غيداء طلال" تهنئ بعيد الأضحى المبارك سمو الأمراء الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وعلي بن الحسين وهاشم بن عبدالله الثاني يصلون إلى أرض الوطن برفقة النشامى الملك يهنىء بمناسبة عيد الأضحى المبارك : كل عام وأنتم بخير ولي العهد عبر إنستغرام: : نشكر عُمان على الروح الرياضية العالية الملكة بعد فوز النشامى.. "خليتوا العيد عيدين" الأميرة هيا تهنئ النشامى بالتأهل لكأس العالم

د. منصور الهزايمة يكتب : الأمثال الشعبية: " القدرية " مقابل " الثورية "

د.  منصور الهزايمة يكتب : الأمثال الشعبية:  القدرية   مقابل  الثورية


دراسة تحليلية سريعة ولكنها عميقة لواقع الامثال الشعبية العربية السائدة بين السلبية والايجابية ومدلولالتها


القلعه نيوز - الدوحة - قطر - د. منصور محمد الهزايمة
متخففا من حمولة الزائد من الكلمات، ومن كل القيود والرتوش في المفردات، ومتغاضيا عن المحسنات البديعية، يذهب المثل الشعبي مباشرةً إلى مراده، متجاوزا الشرح والتفصيل، ومختصرا ما يرمي إليه، ليصور حالة اجتماعية اقتصادية تعكس أسلوب حياة، وثقافة شعبوية، تجسدها وحدة الزمان والمكان، وتمثل حالة عامة تعكس مكنونا ينبؤ عن اتجاهات الناس في التعبير عن قيمهم، وعاداتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية البينية، وعلاقتهم بالسلطة التي يمثلها أهل الحكم من عسكر ودرك وجباة ضريبة.
بكلمات قليلة مركزّة سهلة الحفظ والتعبير، تتداولها الألسن، تقوم بنية المثل على تمجيد حكمة شعبية، أو تجربة حياة مختزلة، وموروث يتفرع في القيم والعادات والتقاليد من مأكل ومشرب وعمل ولباس وفرح وترح، بل والنظرة لمجمل الحياة، أي أنه يجسد الحكمة أو الحس الشعبي العام للمجتمع في مكانه وزمانه، بحيث تعكس سلوك الأفراد المحكومين بسلطة شعبية ورسمية.

لكنّ هذه التعبيرات المتخمة بالمعاني، كانت تتراوح بين النقائض من التسليم بقدرية ترى أن الطبقية والفقر والغنى هي أمور مكتوبة على الجبين، ومُسلّم بها من باب القسمة والنصيب، ولا رادّ لها إلّا الله،
لذا يُلح المثل الشعبي على تبرير الفرق بين الغني والفقير، وبين العامة والخاصة من أهل السلطة والثراء، المتحكمين بوسائل العمل والإنتاج
مثال هذا الاتجاه "لما انا امير وانت امير مين يسوق الحمير" ومثله كذلك "العين ما تعلى على الحاجب"، و"اللي بطّلع لفوق تنكسر رقبته" و"على قد لحافك مد رجليك"
هذه الامثلة هي تعبيرعن تسليم تام لظرفية تقر التفاوت بين الناس، وترسخ نظرة القدرية التي ترتضي الخضوع والسكون بحكم الواقع الأليم،
كما هناك المناداة بالتسليم لحالة القهر أو الظلم الذي تجسده السلطة، ممثلة برجالها المتنفذين وضرورة المهادنة معهم في زمن ما مثل

"اسجد للقرد في زمانه" و"اليد اللي ما تقدر تعضها بوسها" و"اذا الك عند الكلب حاجة قله يا سيدي" و"اذا الناس عبدت جحش حش وارميله "
هذه الامثلة تطالب بامتهان كرامة الإنسان أمام الغير، غريبا كان أو قريب، وأمام السلطة الجائرة سواء كانت رسمية أو اجتماعية،
بل إن ظلم السلطان في هذه الثقافة مبرر كما هي الامثال التالية : "إن عدل السلطان جارت الرعية" فالرعية ضمن هذه النظرة محتقرة فهي مثل الثور "إن شبع نطح". هذه نظرة تؤسس للخضوع ونبذ فكرة التصدي للظلم، بل من الحكمة التسليم لأهل السلطة، لما يمتلكونه من قوة وبطش
والتسليم لهم بالظلم والفساد، مثل: "اللي إله ظهر ما ينضربش على بطنه" في تمجيد للوساطة التي تتجاوز على العدالة، وهذا كله يؤسس للفساد وقرينه الاستبداد.

لكن على النقيض تماما، نرى أن هناك من "الأمثال الشعبية" ما يعكس نظرة مغايرة- لما ورد آنفا - ممّا يحث على الثورة في وجه الظلم والخضوع، خاصة أن نهج التدين لا يقبل ذلك، بل ويحث على مقاومة الظلم، ولو في أدنى حدوده من قبيل الهجرة في أرض الله الواسعة،
ودلالة ذلك أن وقعت حالات من الثورة على القهر والظلم، وبرز أبطال تغنّى الناس بشجاعتهم، ويُضرب المثل بصنيعهم عبر الزمن، ومن تلك الأمثال
"ما بقطع الراس غير اللي ركبه" و"اللي بسقط من السما بتتلقاه الأرض"، وهنا تسليم عكسي للقدر، يحث على الشجاعة من باب أن العمر واحد والموت واحد، وفي هذا تمجيد للشجاعة وحث على التمسك بالحق وإن طال الزمن
"ما ضاع حق وراءه مطالب" و "يا فرعون مين فرعنك قال ما لقيت حد يردني". أيضا كان هناك العديد من الأمثال التي تنبذ الضعف من مثل
"إذا لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب" و "لا يفل الحديد الا الحديد" و "الجور ما بحمله الثور" والحيط الواطي كل الناس بتنطه"
لكنّ الحق يحتاج لقوة تحميه، فالظالمون يجتاحون الضعيف، ولا أعتقد أنني بحاجة لتفسير كل مثل على حدة، لوضوح المراد منه، كما لا يلزم ضبط كلماتها لكونها شعبية غير مقيدة.
من خلال الطرح السابق نرى أن اتجاه "المثل الشعبي" ينتعش في زمن ما تبعا لطبيعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة، وكما تكون قبضة السلطة السائدة في حينه، ونجد أيضا أن هذه الأمثال بمعانيها يتداولها كل العرب وإن اختلفت كلماتها، وهذا يعبر بدوره عن وحدة العرب في ظرفي المكان والزمان، والحال المشترك الذي يعيشونه، فالمقارنة بينهم كانت دائما ما تقع بين مرٍ وأمّر.