شريط الأخبار
أبو شهاب: الأصول الافتراضية والرقمية تعزز من النشاط الاقتصادي منتخب الشباب يفوز على نظيره الهندي مدير الضريبة: لا أعباء مادية على الفئات الملزمة بإصدار الفاتورة الإلكترونية الاحتلال يتسلم جثث 8 محتجزين خلال الأيام المقبلة مدرب المنتخب الوطني يشيد بدعم ولي العهد بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض اللجنة الأولمبية تدعم مشاركة الزوايدة بالألعاب الآسيوية الشتوية كريشان يؤكد أهمية إصلاح القطاع العام كجزء أساسي من عملية التحديث الشامل للدولة الأردنية وزير الخارجية يبحث ونظيره التركي تطورات الأوضاع الإقليمية الحرة الأردنية السورية تستأنف عملها بإدخال 39 شاحنة إلى الأراضي السورية مجلس النواب يقر قانون الإحصاءات العامة أحذية رياضية مريحة لتمارينك اليومية وأنشطتك الرياضية تمديد ترتيبات اتفاق لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي: الأردن لن يكون وطناً بديلاً ومن يحرص على غزة لا يخدم أجندة الصهيونية التوسعية افتتاح مركز تدريب موظفي بنك القاهرة عمان بحلة جديدة مذكرة تفاهم بين البلقاء التطبيقية و جمعية المهندسين العسكريين المتقاعدين زخات من المطر في مناطق متفرقة اليوم انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية لمقاومة أعراض الشيخوخة .. تناول هذا الطعام السحري

د. زيد المحيسن يكتب : القوانين والتشريعات لوحدها... لاتصنع الديمقراطية المنشودة

د. زيد المحيسن يكتب : القوانين والتشريعات لوحدها... لاتصنع الديمقراطية المنشودة


القلعة نيوز - الدكتور زيد احمد المحيسن*


على عشاء جمعني ببعض الاعزاء وجه لي سؤال عن مستقبل الاحزاب والعمل الحزبي في بلدي ومستقبل الديمقراطية في الوطن العربي .حاولت ان اعتذر عن الاجابة فألح علي بانه يحب ان يستئنس برأيي كباحث وكاتب في قضايا الشأن العام – فكان جوابي –كما يلي:


ن القوانين والتشريعات مهما كانت عالية الجودة لاتصنع حياة سياسية ولا تؤسس لثقافة ديموقراطية لان الوعي الشعبي غائب ومغيب عن المشهد السياسي وقضايا الشأن العام وان الحكم الشمولي في عالمنا العربي ليس من مصلحته نشر مبادىء الديموقراطية لان الديموقراطية تشكل خطرا على كينونته الشمولية المزمنة


فكيف بالله عليكم ان تكون الديمقراطية هبة من الحاكم تمنح وتلغى بمرسوم! وليست ارادة شعب يقف خلفها. من هنا لامستقبل للعمل الحزبي في بلدي قبل خلق حالة من الوعي الشعبي بأهمية الديمقراطية كنهج حياة وضرورة يومية وايمان بها كقيمة وجودية والتضحية من اجلها وبناء مؤسساتها الحاضنة لها فكرا وسلوكا وتطبيقا يكون القانون سيد الموقف يعلو ولا يعلى عليه. لا احد ينكر ان اسوأ ديموقراطية في الدنيا هي افضل من اعدل ديكتاتور.


فالنهج الديموقراطي يحقق الطمانينة للمواطن ويساهم في عملية الاستقرار للمجتمعات البشرية لهذا فمفهوم الديموقراطية وركائزها هو اكبر واكثرمن قانون الاحزاب وقانون الانتخاب والعملية الانتخابية برمتها , فالديموقراطية تعني الحرية بكافة مسمياتها واشكالها من تعبير وحرية الصحافة وحرية عقد الاجتماعات وحرية التنظيم الحزبي والمسيرات السلمية في اطار سيادة القانون والنظام العام , وهي ايضا تعني المحافظة على حقوق الانسان وكرامته وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية التي ينعم بها الجميع في اطار سيادة القانون ,وكذلك تعني حرية المشاركة في العملية السياسية والايمان بالتعددية وقبول الاخر والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات والالتزام القانوني والاخلاقي بمخرجات الانتخابات وبالشفافية والمساءلة فالدولة الديمقراطية دولة قانون ومساءلة والمعارضة في النظم و النهج الديمقراطي هما جزء اصيل في العملية الديموقراطية ,


لهذا فنحن في العالم العربي نفزع من كلمة معارضة وفي نفس الوقت نزعم اننا دول ديموقراطية !!! لهذه الاسباب يمكن القول وبوضوح تام انه لاتوجد ديموقراطية حقيقية في بلادنا العربية انما توجد تجارب انتخابية فاشلة , وحتى نتمكن من بناء نهج ديموقراطي في ديارنا العربية علينا ايضا - ان نؤمن بالمعارضة - كجزء اصيل في العملية الديموقراطية وليس- صفر حافظ منزلة


– ان مشكلة امتنا العربية – هي في انظمتها التي ولدت ليس من رحم العمل الديموقراطي بل كانت ولادتها في الاصل لاب غير شرعي حدد لها وظائفها وواجباتها لخدمته فاصبحت مصالح هذه الانظمة ومصالح شعوبها خطين متوازيين لايلتقيان – لهذا زاد الشرخ بين الحاكم والمحكوم وتعذرعلى الانظمة رتق سواتها فتكرس الفساد بكافة اشكاله – وفي هذا الواقع الفاسد – برز السياسي الخائن لوطنه والمطبع مع عدوالامة والمترهل الاداري الفاسد الذي لايقوم بواجبه خير القيام واللص المالي الذي لايحرم ولايحلل صاحب اليد الطويلة على نهب المال العام وفي نفس الوقت ظهر البرلماني المشرع الفاسد الذي لايهمه حكم القانون وسيادته على الجميع بقدر مايهمه افساد التشريع وتحقيق المكاسب المادية لصالح جيبه الخاص


– لهذا فالمعارضة في مجتمعاتنا العربية تغيب وتحارب وتلفق لها التهم الجاهزة من اجل تكريس دولة الاستبداد ودولة الرجل الواحد حتى يبقى الفساد هو سيد الموقف فمثل هذه الحالات الاستبدادية في الحكم لا يمكن لاصحابها البقاء الى مالا نهاية – فأرادة الامة قادرة ان تحصد التغيير المنشود وتسقط كل ما علق بالعملية الديموقراطية من شوائب اذا ما توحدت الارادة الجمعية للامة – صوب هدف و بوصلة الاصلاح والتغيير الجذري للنهج الاستبدادي وتكريس خيار الديموقراطية الكاملة وغير المجتزئة - كخيار وجودي وحياتي لا رجعة عنه من مبدأ – نكون او لا نكون .


* الكاتب : - تولى العديد من المناصب داخل وخارج الاردن اخرها مستشار امين عمان الكبرى - - رئيس نادي خريجي الجامعات الباكستانيه في المملكه - ناشط وباحث سياسي - له مجموعة من المؤلفات المنشورة