القلعة نيوز : تزايدت، في الآونة الأخيرة، الرسائل والأبحاث والدراسات العلمية في المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة التي نوقشت بلغات غير تلك المعهودة، على الرغم من أن اللغة المعتادة بهذه المعاهد هي اللغة الفرنسية.
احتضن المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بتزنيت واحدة من هذه المناقشات مشكلة سبقا في تاريخ المملكة المغربية، بصمت من خلالها الطالبة على تفوق غير مسبوق.
السابقة تقف وراءها هداية الحسناوي، الطالبة بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بتزنيت، التي ناقشت بحث تخرجها لنيل شهادة الإجازة في العلوم التمريضية باللغة الإنجليزية، إنجازا وتقديما وهمت موضوع "العوامل الديموغرافية والسريرية والمناعية لمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال المغاربة”.
وأوضحت هداية لهسبريس أن اختيارها للغة الإنجليزية شكل لها تحديا في البداية، قبل أن يصبح شغفا ومتعة، مشيرة إلى الانتشار الواسع للغة الإنجليزية وغزارة الإنتاج والمراجع والنصوص العلمية بها، ومدافعة بذلك عن اختيارها.
وأضافت المتحدثة ذاتها أنها تأمل أن يشكل هذا الحدث قيمة مضافة في مسار المنظومة الأكاديمية في معاهد العلوم التمريضية وتقنيات الصحة بالمغرب.
وأبرزت الطالبة الشابة أن اعتماد الفرنسية يعيق تواصل الممرض ويجعل تعلمه محدودا نوعا ما، ويعرقل تواصله مع الباحثين في العالم، حيث تسود الإنجليزية لا الفرنسية كلغة عالمية للعلوم، مشيرة في هذا السياق إلى اعتمادها على ما يزيد عن 127 مرجعا علميا باللغة الإنجليزية حديث النشر.
ودعت هداية الحسناوي إلى ضرورة اعتماد اللغة الأجنبية الثانية كلغة أساسية إلى جانب الفرنسية في التدريس داخل المعاهد في المغرب، والانفتاح وتشجيع الطلبة المغاربة على تطوير مستوى لغاتهم وتكوينهم.
وأوضحت أنها أنجزت بحثا علميا باللغة الإنجليزية يتسم براهنتيه العلمية وقلة الأبحاث المتعلقة به في المغرب؛ بالنظر إلى أهميته في تحسين جودة الخدمات الصحية لصالح مرضى السكري.
وتتطلع الطالبة الشابة إلى تعميق مضامين هذا البحث بالإنجليزية ضمن سلكي الماستر والدكتوراه في إطار إكمال مسارها الأكاديمي والمهني بعد الإجازة التي حصلت عليها بميزة حسن جدا، تحت إشراف البروفيسور لحسن المومو، أستاذ باحث بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمدينة تزنيت، بوأها إلى جانب مثابرتها في الاختبارات الكتابية والشفوية والتطبيقية المرتبة الأولى على فوجها، لتدخل بذلك باب تاريخ التمريض من أوسع أبوابه بلسان شكسبير.
كما تحرص هداية على رسم صورة مشرقة لها ولبنات جنسها وزملائها في هذه المهنة النبيلة من خلال الانفتاح على لغات العلم والبحث العلمي، آملة في تغيير الصورة النمطية التي لازمت ملائكة الرحمة، بإشارة واحدة مفادها أن العلم والأخلاق هما الفيصل بين الأطر والباحثين في درب العلوم.