القلعة نيوز :
أوّل لقاح ضد السرطان أصبح حلماً على وشك التحقيق.. هذا ما بشّرت به شركة "موديرنا" الأمريكية، مشيرة إلى أن لقاحها ضد السرطان حصل على موافقة منظّمة الصحة العالمية، واصفة هذه الخطوة بـ"المتقدّمة" نحو التوصل إلى علاج فعال للمرض الخبيث.
ووفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن اللقاح الجديد يوصف مع دواء العلاج المناعي، للمرضى الذين يتعافون من سرطان الجلد المتقدّم والمعرّضين لخطر عودة الأورام.
وإذ أظهرت تجربة المرحلة الثانية أن الجمع يقلل من فرصة الانتكاس أو الوفاة لدى المرضى بعد الجراحة بنسبة 44%، مقارنة بعقار العلاج المناعي بمفرده، دفعت النتائج الواعدة "إدارة الغذاء والدواء العالمية" (FDA) إلى إصدار موافقتها بشكل يمنح الفرصة لتحويل اللقاء إلى الأسواق خلال فترة 8 أشهر، ويصبح معتمداً رسمياً في علاج الحالات الخطيرة".
مكونات اللقاح:
أوضحت دورية "علوم الطب الإنتقالي" أن العلاج التجريبي يتماهى مع لقاحات كورونا، بحيث يعتمد اللقاح الواعد على الحمض النووي المرسل (mRNA) الذي تنتجه شركة موديرنا، بالتزامن مع تناول عقار العلاج المناعي "كيترودا" الذي تنتجه الشركة الألمانية "ميرك".
وآلية عمله تتم عبر تلقيح الجسم بنسبة من الحمض النووي الخاص بالفيروس، فيعمد الجسم إلى ترجمتها وإنتاج بروتينات تخلق مناعة ذاتية للجسم ضد هذا الفيروس، ما يوفر للجسم استجابة أقوى إذا واجه الفيروس مستقبلاً.
وفي لقاح السرطان، يشفّر الحمض النووي المرسال طفرات خاصة بالورم السرطاني تسمى "المستضدات الجديدة". ينتج الجسم نسخاً من هذه المستضدات الجديدة، ويتعلم التعرف عليها، ويخلق المزيد من الخلايا المناعية التي يمكنها استهداف الخلايا المصابة، وبالتالي محاربة السرطان.
عملية معقدة باهظة الثمن:
بدوره، كشف "المعهد الوطني للسرطان CDC" أنّ إنتاج اللقاح يتم بشكل فردي، بمعنى يختلف اللقاح من مريض إلى آخر، رغم اعتماد نقس الآلية، أي أنه يتم جمع عينات من أنسجة المريض، ثم استخراج الحمص النووي المرسل منها للبدء بالعمل على إنتاج لقاح، وهي عملية تستغرق ما بين شهر إلى شهرين، وبتكلفة تصل 100 ألف دولار للشخص الواحد.
تجارب ضرورية:
لكن تحتاج معظم الأدوية أو اللقاحات إلى اجتياز المرحلة الثالثة من التجارب قبل الموافقة على استخدامها على نطاق واسع، إلا في الظروف الخاصة، كما حصل خلال فترة تفشي كورونا، حين تبيّن أن اللقاح آمن في المرحلة الأولى والثانية من التجارب، فتمت الموافقة عليه.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، أعلنت الشركتان "ميرك" و"موديرنا" أنهما تخططان لبدء دراسة المرحلة الثالثة من العلاج خلال 2023، بحيث سيتم اختباره على الآلاف من المرضى، كما أنه سيجري التوسّع للنظر إذا ما كان بالإمكان تطبيق اللقاح على السرطانات الأخرى، كسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة مثلاً.
وفي حال التوصل إلى النتيجة النهائية، فستكون آلية العلاج مقسمة على 9 جرعات كل 3 أسابيع، إضافة مع جرعة واحدة من "كيترودا" كل ثلاثة أسابيع.
ارتفاع معدل الإصابات:
وكانت "جمعية السرطان الأمريكية" أعلنت العام الماضي أنّ معدلات الإصابة بسرطان الجلد زادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، حيث تم تشخيص 99 ألفاً و780 إصابة خلال 2022، 57 ألفاً و180 من الرجال، و42 ألفاً و600 من النساء، وهذا في الولايات المتحدة الأمريكية فقط.
وفيما يُعد سرطان الجلد حالياً الأكثر شيوعاً بين الرجال، إلا أنه دون سن الـ50 يكون أكثر انتشاراً عند النساء، ومن المحتمل طبياً أن يتوفى 7650 شخصاً بسبب سرطان الجلد (5080 رجلاً و 2570 امرأة).
وكشفت الجمعية عن أنّ احتمالية الإصابة بسرطان الجلد تزيد بأكثر من 20 مرّة لدى أصحاب البشرة البيضاء، مقارنة بأصحاب البشرة السمراء والداكنة، إذ يبلغ خطر الإصابة بسرطان الجلد مدى الحياة 2.6% (واحد من 38) للبيض، و0.1% (واحد من كل 1000) للسود، و0.6% (واحد من كل 167) لذوي الأصول الملوّنة.