شريط الأخبار
الخشمان: شركات الطيران تواجه تحديات كبيرة وتتطلب دعماً حكومياً عاجلاً افتتاح أول محطة لتعبئة غاز المركبات من حقل الريشة في الموقر اليوم المنتخبات الوطنية تحصد 8 ميداليات في البطولة الآسيوية للجودو مذكرة تفاهم أردنية ـ صينية لتنفيذ دراسات جدوى لمشاريع الهيدروجين الأخضر أعراض التسنين- كم يوم تستمر عند الأطفال؟ دراسة تربط بين الحساسية العالية والاكتئاب والقلق! هل رقائق البطاطس المخبوزة صحية أكثر من المقلية؟ وفاة الشاعر سعود معدي القحطاني إثر سقوطه من جبل في عُمان 10 خرافات تكنولوجية لا تزال شائعة حتى اليوم مجلس الوزراء يقر استكمال تمويل مشاريع بنية تحتية وسياحية في عجلون والبحر الميت محمد مسلم مديراً عاماً للمنارة الاسلامية للتأمين .. سيرة ذاتية تحديد موعد نتائج التوجيهي نقل الأمين العام للأشغال لمنصب جديد اقرار نظام صندوق دعم أنشطة التعليم والتدريب المهني والتقني الملكة تنشر صورة (القهوة الصباحية) أخطر عملية نصب هاتفي تسلب زوجين روسيين ثروتهما بالكامل الكعابنة يجمعون الأردن والسعودية والعراق والكويت وسوريا على مائدة واحدة الأردنيون خامس أكبر المشترين العرب للعقارات في تركيا خلال 2025 وفيات الأربعاء 20-8-2025 الإقراض الزراعي يطرح مبادرة لتمويل مستلزمات الإنتاج بأسعار تفضيلية

ليمون بَطعمِ ( أحمد ) ونكهة " رَمون "

ليمون بَطعمِ ( أحمد ) ونكهة  رَمون
القلعة نيوز- كتب ايمن بدر

ما بين بلدة " أبوديس " شرقي القدس وبلدة " رَمون " شمال شرقي مدينة رام الله قصة عشقٍ بنكهة أحمد وكوب ليمون
مخزون كبير من الذكريات وأحداث جليلة وجسيمة تَحتلُ حيزاً كبيراً من الفكر والقلب إستباحت الواقعَ وارتسمت ثلاثة عقودٍ ونيف من
الزمان وكأنها واقعٌ أعيشه الآن حين نُعِيّ الي رحيل أحمد. وكأن زمناً كاملاً تلاشى وذهب بغيابه .
يتغنى الكثير بالزمن الجميل ، ويسقطون من حساباتهم أن الزمن ثابتٌ لا يتغير ، فجمال الزمان لا يَكمُنُ بالماضي القريب أو السحيق
فما يزين الزمان والمكان هم الأشخاص الذين يعايشونه.
فأي جمالٍ هذا لزمانٍ ومكانٍ قد خلا من الأب والأم والأحبةِ والخلان ؟؟
كلمّا غاب خِلٌ تَقَلَصت وتناقصَت جماليةُ الأشياء والأماكن والأسماء ، ومع صفائها فكأنما تلبدت من فوقك السماء
، وحتى وان كانت مُخصبةً تغدوا الأرضُ في محيطك قاحلةٌ جراداء . ما عدت أرى التكوين المادي والروحي للأنسان كما يراه جُلُهُم ،
فقد غدا المكون الأنساني عندي هو مجموع الأحبة والأهل والخلان ، كلما غادر احدهم ذهب بعضي.
يصعب تجَرُعَ فكرةَ ان أحدهم قد غادر ولن تستطيع رؤيته ، ويتمنى المرء ان يعود قليلاً للوراء ليحتضن ويعانق أٌناسٍ كُثُر لم يخبروه
بموعد رحيلهم .
تتضائل حدة الخوف من الموت كلما فقدت حبيب أو عزيز ، فأحد اسباب الخوف من الموت هو الخوف نفسه من فراق
الأحبة ، فكيف حين يغدو الموت هو السبيل لِلَمِ الشمل بأمك وأبيك وأحبابك .
هناك أمام بيت أحمد وبيت أبيه كنا نجتمع وننتظر أحمد يأتي لنا بكوب الليمون ليروي ظمأنا مع انه لم يكن بنا العطش ، انما الظمأُ
لجمال الزمان والمكان الذي يتلألأ بِأٌناسٍ يختصره أحمد ببشاشة وجهه وطلاقة مُحياه وطفولة قلبه الذي كلما تقدم في العمر زاد هذا القلب
طفولةَ ونقاء .
ومع كوب الليمون من يديه كنا نرتوي رضاَ وسكينةَ ومحبةَ وأُلفة ، فهو لم يكن كوباً من العصير من بين يدي أبو تيسير
بل كان مذاقاً لألفةٍ وصُحبةٍ وكان شراباً بنكهةٍ لزمنٍ جميلٍ.
رَحَلَ أحمد الرموني ، وحَطَ الرحال بباب ربٍ جوادٍ رحيمٍ كريم ، غادر الأسقام والألآم والأوجاع ، وخلفنا ورائه نتجرع مرارة فقد الأب
والأم والأحبة . وكأني به يردد قوله تعالى ( وما عند الله خيرٌ للأبرار )