القلعة نيوز : كتب / قاسم الحجايا
حين تنبش في سيرة ومسيرة وزير الثقافة الأسبق الدكتور بركات عوجان ، فإنّك حتما ستجد نفسك أمام شخصية مختلفة ، تعبّر دوما عن وطنيتها المخلصة ، ورغبتها في رؤية الوطن وقد وصل إلى مجد سام وتألق في مختلف الميادين والمجالات ، هكذا هو الدكتور عوجان .
لم يغره المنصب الوزاري أبدا ، ولم يسع إليه ، وكان مستعدا لتقديم استقالته في أيّ لحظة ، إن شعر بالإخفاق ، أو عدم تقديم مايليق بالثقافة في بلادنا ، في حين أن شخصية مثل الدكتور عوجان هي أكبر من منصب وزير أو أيّ موقع رفيع ، وأحيانا تكون مواقف الشخص الوطنية والقومية دليلا على ترفّعه عن كل المناصب .
وحين يتحدث في الشأن السياسي ، فلا بدّ من الإستماع والإنصات لما يقوله هذا الرجل المثقف ، هو يدرك ما يجري حولنا أو حتى في الداخل ، يتفت يمينا ويسارا ، وكأنه يراقب العالم بأجمعه ، وكثيرا ما انتقد ازدواجية المعايير حين كان في الموقع الرسمي ، وخاصة ما يتعلق بفلسطين وقضيتها وشعبها ، هذا الشعب الذي مازال يعاني من جرائم الإحتلال في ظلّ صمت دولي مريب ، مع مساواة بين الضحية والجلاد .
ويؤكد عوجان على أن مايجري في فلسطين جرائم ضد الإنسانية يمارسها الإحتلال ، وأن المقاومة الفلسطينية مشروعة حسب كل القوانين الدولية ، ويتساءل عن هذه المواقف الدولية تجاه القضية الأوكرانية التي مضى عليها فقط عام ونصف العام ، ولماذا لا نشهد ذلك تجاه ما يجري بحق الفلسطينيين ؟
بركات عوجان ، الأردني الوطني الأصيل ، ابن معان ، درّة الجنوب ومصنع الرجال ، ينظر بعينيه تجاه غزّة ، ويقول عبارة ولا أجمل .. إنّ أطفال غزة علّموا البشرية كيف يكون الصمود من أجل الوطن والكرامة ، وهي دعوة وطنية صادقة نحو إيلاء الإهتمام بهذا الوطن العزيز الذي يحتاج منّا جميعا تقديم كل ما يليق به .
وفيما يتعلق بالشباب ؛ فإن الدكتور عوجان حريص على هذا الجيل ، فيحثّ دائما على بناء الوعي السياسي لدى الشباب ، داعيا إلى الإهتمام بالثقافة لبناء الوطن على أساس الحوار والمشاركة ، مؤكدا أنّ واجب الدولة تحقيق الأمن والحياة الكريمة والرفاهية لكافة المواطنين .
شخصية الدكتور بركات عوجان من الشخصيات المحببة لدى الجميع ، فهو يحظى بوافر الإحترام والتقدير من كل من عرفه ، دماثة الأخلاق لا يختلف عليها إثنان ، والتميّز والحصافة والبلاغة ودفء الكلام .
وفي سيرته العطرة نجد أن الدكتور عوجان هو رئيس ومؤسس الجمعية الاردنية للعناية بالأسرة ، ورئيس جمعية الصداقة الأردنية المكسيكية ، والرئيس الفخري لفرقة فرسان البادية ، والرئيس الفخري لجمعية ملتقى الفكر والإنسان ، وهو عضو في العديد من الجمعيات الثقافية والإجتماعية .
كل معاني الفخر والإعتزاز بالشخصية الوطنية الكبيرة معالي الدكتور بركات عوجان وزير الثقافة الأسبق .