القلعة نيوز:
كتب تحسين أحمد التل: بالتأكيد، لن تسمح أمريكا والغرب بهزيمة إسرائيل في الحرب، لأنه سيكون هناك إسناد، ودعم طويل المدى، بسبب الفضيحة المدوية التي رافقت إسرائيل منذ إثني عشر يوماً، ما جعل الرئيس الأمريكي يضطر الى زيارة المنطقة، والتلويح بالتدخل إذا توسعت دائرة الحرب، وفتح باب الدعم المطلق، وغير المحدود لإسرائيل، سياسياً، وعسكرياً.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الباردة ترسل سفنها البحرية وحاملات الطائرات كلما فعل الإتحاد السوفيتي ذات الفعل، وكأنهما كانا يتسابقان لإثبات الوجود، وما يحمله كل طرف من تهديد للطرف الآخر، والأمثلة والنماذج على ذلك كثيرة، ويمكن للمتابع أن يفهم ما الذي أقصده من تحريك السفن الحربية، وناقلات الطائرات.
بالتأكيد، هزيمة إسرائيل تعني هزيمة الغرب كله في المنطقة العربية، لأن إسرائيل؛ قاعدة أمريكية متقدمة، تشبه قاعدة بيرل هاربر التي دمرها الطيران الياباني في الحرب العالمية الثانية، والتي بسببها ضربت أمريكا اليابان بالقنابل النووية.
هناك سيناريوهات محتملة، قادمة، لا بد من أن نشير الى إمكانية وقوعها، وهي على النحو التالي:
أولاً: أن تكتفي إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا بما تم تدميره في غزة، وبالآلاف من الشهداء الذين استشهدوا خلال القصف الوحشي، كنوع من رد الاعتبار على القتلى والجرحى الذين سقطوا من الجانب الإسرائيلي.
ثانياً: أن تصبح حماس وجميع الفصائل المسلحة ضمن قيادة فلسطينية واحدة، تأتمر بأمر السلطة الفلسطينية، مع نزع سلاح حماس، وتحويلها الى تنظيم أو حزب سياسي.
ثالثاً: البدء بعملية سلام شامل بين إسرائيل، والسلطة الفلسطينية، مع مشاركة الدول العربية، والأجنبية برعاية أمريكية وروسية، تؤدي الى الموافقة على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها السياسية رام الله، مع التأكيد على أن القدس ستبقى دولية تحت إشراف دولي، أي أن لا تخضع لسلطة أحد، وأن تكون عاصمة دينية لجميع الأديان.
أو تقسيم القدس؛ الشرقية للفلسطينيين، والغربية لليهود، مع إمكانية منح اليهود ممراً خاصاً لحائط المبكى...؟
الحل الوحيد الذي يمكن أن ينهي الصراع بين الشعب الفلسطيني والعربي، وبين إسرائيل كدولة محتلة، الجلوس على طاولة المفاوضات، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي (242) والذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وبغير ذلك ستبقى المنطقة خاضعة لعدم استقرار طويل الأمد، وحروب تنتهي في كل مرة بكارثة إنسانية...