د. نسيم ابو خضير
قرأت بوست لأحد المشايخ يذكر أن خطبته يوم الجمعة القادمة ستكون بهذا العنوان " أين الله مما يحدث"
أعتقد أن هذا العنوان فيه شبهة وهو أقرب إلى أن يكون سؤالاً إستنكارياً تعجبياً على عدم نصره المؤمنين ودحر الكافرين ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول إتقوا الشبهات ، فمن إتق الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه . " أين الله مما يحدث ؟! ننصر دينه ولا ينصرنا ! أين الله؟!
( أين الله مما يحدث فى غزة ؟…أين العدل والرحمة ؟…لماذا لا يدافع الله عن الذين آمنوا ؟ لماذا لا يدافع الله عن بيت المقدس ؟…ومحدش يقولى وعد الله فى القرآن…لأن الناس فى غزة حرفيا بتنذبح في فلسطين ؟) منقول.
إن هذا الفهم تألي وتهكم على الله ، والبعض يفهمه هكذا ، كقولهم - ياأخي وين الله من هذا اللي بيصر بغزه؟! أستغفر الله العظيم، إن مسلماً يفكر بذلك ، أويتفوه به آثمٌ لامحاله ، الله موجود ، والله أعلم بما يجري لنا ، هو المدبر ، وهو يفعل مايريد ، اللهم دبر لنا فإنا لانحسن التدبير .
أين الله مما يحدث ؟ كلنا يعلم أن الله موجود ، يدبر الأمر ، يبتلي المؤمنين في أموالهم وأولادهم وإيمانهم ، وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .
كان الأولى أن نقول أين المسلمين ممايحدث؟ أين الأخوة الإسلامية مما يحدث ؟ أين الحكومات والقادة مما يحدث؟
ونحن في الأردن والحمد لله لم نتوان عن الوقوف الى جانب إخواننا منذ اليوم الأول ، فجهود جلالة الملك وولي العهد في السعي لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لم تتوقف ، وكذلك صوت الحق الذي صدحت به جلالة الملكة وهذا ليس بالغريب عن الأردن ملكا وحكومة وشعباً.
كان الأولى حتى لانضع الناس وعامتهم في تعمية المفاهيم ان نقول " الله معنا فلنصبر على الإبتلاء" أو " الله معنا ولن يخذلنا " أو " لاتحزن إن الله معنا" وهكذا.
هل ضاقت وزارة الأوقاف عليها العناوين إلا هذا العنوان ، وإن كان له أصل في التاريخ في مناسبة معينة معه صلى الله عليه وسلم وتلك المرأة التي ردت " أين الله..." سؤال على إجابه أرى انها لاتصلح في هذا المقام وهذا الزمان ، فتلك الحادثة كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
سبق أن قرأت هذا العنوان على جوجل قبل مايزيد على الشهر " أين الله مما يحدث في فلسطين ؟! وقبل أيام " أين الله مما يحدث في غزة " ورأيت التهكم من البعض الذي لايليق بالخالق سبحانه وتعالى . فلماذا نحن اليوم نكرر مثل هذا العنوان" أين الله مما يحدث " لنضع الماء أمامنا بأيدينا ولانتبع السراب ونلهث وراءه ، لدينا علماء قادرون على إيجاد مايليق بديننا وعقيدتنا بعيداً عن الشبهات والمتاهات.