شريط الأخبار
عروض "الدرون" تزيّن سماء إربد احتفاءً بالمناسبات الوطنية السوداني يهنئ المنتخب الأردني بتأهله للمونديال لأول مرة الرئيس السوري يزور درعا جنوب سوريا لأول مرة وزير الخارجية يلتقي نظيره البريطاني اسم الأردن يسيطر على الفضاء الرقمي بعد تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026 الملك يجتمع في لندن بمسؤولين وبرلمانيين بريطانيين وفد من المجتمع المحلي في خان يونس يزور المستشفى الميداني الأردني غزة 6 القوات المسلحة تحتفل بعيد الأضحى المبارك وكبار الضباط يعودون المرضى في جميع المستشفيات العسكرية وزيرة التنمية تُشارك أطفال مؤسسة الحسين الاجتماعية الاحتفال بعيد الأضحى حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة اللواء الركن الحنيطي يشارك نشامى القوات المسلحة صلاة عيد الأضحى المبارك الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع ولي العهد السعودي بمناسبة عيد الأضحى "الأميرة غيداء طلال" تهنئ بعيد الأضحى المبارك سمو الأمراء الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وعلي بن الحسين وهاشم بن عبدالله الثاني يصلون إلى أرض الوطن برفقة النشامى الملك يهنىء بمناسبة عيد الأضحى المبارك : كل عام وأنتم بخير ولي العهد عبر إنستغرام: : نشكر عُمان على الروح الرياضية العالية الملكة بعد فوز النشامى.. "خليتوا العيد عيدين" الأميرة هيا تهنئ النشامى بالتأهل لكأس العالم الصفدي: النشامى يرفعون الرأس..ومعهم حتى الوصول للمونديال الفايز يهنئ المنتخب الوطني تأهله لمونديال كأس العالم لكرة القدم

الفلسطينيون ليسوا هنودا حمرا

الفلسطينيون ليسوا هنودا حمرا

ماهر ابو طير

يأتي من يشبه الشعب الفلسطيني، بالهنود الحمر أو السكان الأصليين في الولايات المتحدة، او نيوزيلندا، او استراليا، والتشبيه هنا ان كان بحسن نية يتجاهل حقائق كثيرة، ويتورط من حيث لا يحتسب بتصنيف الفلسطينيين باعتبارهم مجرد هنود حمر في بلادهم المحتلة.


يتم تداول فيديوهات مجهولة المصدر للمقاومين الفلسطينيين وطبيعة حركة أجسادهم في بعض نقاط المواجهة، وإجراء مقارنة جائرة مع ذات طريقة رقص الهنود الحمر أي السكان الأصليين في الولايات المتحدة، لكن هذه سذاجة لان المقارنة هنا جائرة، فالشعب الفلسطيني ليس مجموعة من الهنود الحمر، وان كان القصد المقارنة بين الفلسطينيين وبين شعوب كانت على أرضها فتمت إبادتها بشكل تدريجي، هذا مع تشكيكي أصلا بحسن نوايا من يتورطون في هذه المقارنات، وتوظيف هذه المقارنات للصورة بطريقة تثير التساؤلات حقا.

إذا عدنا الى التاريخ فإن مذبحة الهنود الأصليين تعد جريمة مرعبة وكانت ممتدة زمنيا لفترة ليست قصيرة، وبدأت بعد اكتشاف البحارة الإسبان للقارة الأميركية في القرن السادس عشر، وتم تنفيذ هذه المذابح والحروب بشكل رئيسي من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية، وخاصة إسبانيا والبرتغال وفرنسا والمملكة المتحدة والأميركيين الوافدين، من أجل السيطرة على أجزاء مختلفة من القارة الأميركية وبغرض الاستحواذ على ممتلكات الهنود الأميركيين الأصليين والتي أسفرت عن تدمير مدن كاملة للهنود الحمر وأدت إلى مقتل 100 مليون شخص منهم.

الولايات المتحدة آنذاك ذبحت مائة مليون هندي أحمر، أو أميركي أصلي، فلماذا ستقلق اليوم أمام استشهاد مليون عراقي في حروب العراق وحصاره، أو استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مثلا، والكلام هنا لا يؤشر فقط على الطبيعة الاستعمارية القاتلة للانظمة السياسية، لكنه يؤشر من جهة ثانية على ان استدرار وتوسل عطف الدول المتنفذة في العالم لوقف الحرب في غزة، لن يؤدي إلى أي نتيجة، فأنت تناشد من تاريخه اسوأ بكثير من واقعه، وفي سجلاته التاريخية والسياسية أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في مواقع مختلفة أيضا.

في كل الأحوال فإن تشبيه الفلسطينيين بالسكان الأصليين، أو الهنود الحمر، تشبيه يوجب الوقوف عنده، لان الهنود الحمر في الولايات المتحدة تمت إبادتهم، وحتى لا يتورط المتعاطفون مع الفلسطينيين بتشبيهات تتنبأ بزوال الفلسطينيين فعليا مقارنة بزوال غيرهم من سكان أصليين في دول كثيرة، لا بد أن يقال أن أكثر من 75 سنة من الاحتلال لم تؤد إلى إبادة الشعب الفلسطييني، داخل فلسطين وفي جوارها، وفي مغتربات العالم، كما أن الفلسطينيين جزء من أمة يصل عددها إلى ملياري عربي ومسلم، وعلاقة الكل بفلسطين على ما يفترض ليست مجرد علاقة وطنية بقطعة أرض محتلة، فهي علاقة عقائدية لايمكن محوها وعلى صلة بالمسجد الأقصى والقدس وما يعنيه ذلك دينيا، وهذه الصلة العقائدية تحديدا، تؤدي الى موقف دمختلف، حتى لو كانت بين أيدينا ادلة على الضعف والخذلان وترك الفلسطينيين أمام هذه المذابح.

السكان الأصليون أو الهنود الحمر كما النموذج الأميركي ربما خسروا أوطانهم لكنهم ما زالوا موجودين ولهم مطالبات حاضرة حتى هذه الأيام، وبرغم ذلك فإن قصة الشعب الفلسطيني قصته مختلفة، فهو ليس مجرد نموذج حديث للهنود الحمر أو السكان الأصليين في فلسطين وستتم ابادتهم، وتدمير مدنهم، ويكفي ان إسرائيل ما تزال منذ تأسيسها حتى اليوم غير قادرة على حل أكبر أزمة في بنية إسرائيل أي الوجود الديموغرافي الفلسطيني داخل فلسطين بما يعنيه ذلك من وقوف عملي في وجه المشروع الإسرائيلي بشأن فلسطين، وكل المنطقة العربية حتى نتذكر ان الفلسطينيين هنا يتلقون كل هذه الضربات الدموية أيضا نيابة عن أمة كبيرة.

لا ليسوا هنوداً حمرا، ولن يكونوا كذلك.

الغد