
الوثائق التي جاءت تحت عنوان "وثائق حرب أكتوبر 1973.. أسرار الحرب"، شملت تقارير العمليات القتالية، ووضع القوات، وسجلات المعلومات الاستخبارية، ومعلومات مفصلة عن التخطيط الإستراتيجي للحرب، وتقييما للوضع الداخلي لمصر وإسرائيل، وتفاصيل أخرى.
وجاء نشر الوثائق المصرية بعد أشهر من إفراج تل أبيب في سبتمبر/أيلول الماضي عن الأرشيف الكامل للحرب.
ورفْع القاهرة السرية عن وثائق حرب أكتوبر، التي سبق أن نشر قادة الحرب جزءا كبيرا منها في مذكراتهم، أثار تساؤلات حول الدلالة الزمنية لنشرها، في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، وما يثار عن أن العلاقات المصرية الإسرائيلية في أدنى مستوياتها. خاصة أن القاهرة أعلنت مشاركتها في الترافع أمام محكمة العدل الدولية، غدا الأربعاء، بشأن ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
-
مباحثات الكيلو 101
أشارت الوثائق إلى أنه بعد اليوم الـ16 للحرب صدر قرار من مجلس الأمن يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءا من 22 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما قبلته مصر لكن إسرائيل خرقته، مما أدى إلى صدور قرار آخر يوم 24 التزمت به إسرائيل بداية من يوم 28 من الشهر ذاته.
وأوضحت أن إسرائيل اضطرت بعد ذلك إلى الدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات، في شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني 1973، والمعروفة بـ"مباحثات الكيلو 101″ وهي منطقة على طريق السويس- القاهرة، اتُفق فيها على وقف النار، وتولي قوات الطوارئ الدولية المراقبة، مع بدء تبادل الأسرى والجرحى، وهذا الاتفاق كان مرحلة افتتاحية في إقامة السلام بين الجانبين.
-
تقرير الجمسي
من بين ما كشفته الوثائق العسكرية تقرير سري في الشهر التالي للحرب، لرئيس الأركان الجمسي عن العمليات العسكرية، وضّح فيه أبرز العقبات التي قابلت الخطة العسكرية للهجوم، وكيف تم التغلب عليها؛ ومنها:
- الدعم الأميركي لإسرائيل دبلوماسيا وعسكريا.
- الدفاعات الإسرائيلية على طول القناة.
- إضافة إلى المانع المائي وخط بارليف، والساتر الترابي، والخطوط الدفاعية للعدو في عمق سيناء، والتفوق الجوي الإسرائيلي.
- ومضيق تيران (على خليج العقبة بالبحر الأحمر)، كونه أحد الأسباب الرئيسة لحرب 1967، بعد أن أغلقت مصر المضيق الذي كان شريانا رئيسا تعتمد عليه إسرائيل تجاريا، ويُعدّ الطريق الوحيد لإمدادها بالبترو
-
خسائر إسرائيل
قدَّر تقرير الجمسي خسائر إسرائيل في الحرب، بسقوط حوالي 5 آلاف قتيل في المعارك على الجبهة المصرية وحدها، وحوالي 12 ألف جريح، وإسقاط 270 طائرة تمثل نصف طائراتها الجديدة، و36 قطعة بحرية تمثل ثلث قطعها البحرية، و900 دبابة، دون أن يكشف عن عدد أسرى العدو، أو الخسائر المصرية في الأرواح والمعدات، بيد أنه شدد على أنها لا تقارن إطلاقا بخسائر إسرائيل.
-
الدعم العربي
وكشف التقرير عن عدد من المحادثات العسكرية المصرية مع الدول التي دعمت مصر وسوريا خلال الحرب، وأمدّتها بمقاتلات وجنود؛ ومنها: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا والسعودية والعراق والسودان ويوغسلافيا (صربيا).
وذكر الجمسي في تقريره عن الحرب، أن سلاح البترول والأرصدة والعلاقات الاقتصادية كان لها دور فعّال في دعم الموقف المصري، وتحقيق العزلة الدولية لإسرائيل، وتعميق الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها، ما أظهر الوحدة العربية في أقوى صورها المعاصرة.