الكاتبة افنان العنتري
لم يكن على أهل غزة إلا أن ينتظروا مطرا ، يغسل أوجاع عام من حرب أشبه بكابوس لا ينتهي .
لم يكن مني إلا أن أنتظر طويلا ، كي ألملم أوراقي التي بعثرتها الريح ..
ريح صرصر .
عيناي وذر التراب ، كلاهما يمقتان بعضهما بعضا .
ولم يكن على نورس الأبيض إلا أن يواجه الغراب ، فوق ذاك الموج ..
اهدأ أيها الموج ..
او ابتلع الغراب .
ولم يكن على الأفواه الصغيرة إلا أن تتجرع ذاك الملح ..
ملح البحر !
هو الملح الذي جف على مقلة الثاكل بل صرخة الثكلى .
ولم يكن على إذاعة ومذياع إلا أن يصمتا خجلا من صوت ضمير ، لربما جرفه فيضان يحمل خيبة أم نكسة !
لم يكن على أولئك المحاورين إلا أن يمزقوا كتبا جمعت باسم الحقوق ، او يبدلوا سطور الوهم والزيف والكذبة ،
في غصة التاريخ ، تلك التي خطتها يد ليس لها أصابع خمسة .
ولم يكن على تلك العجوز إلا أن تقد خرقة العفة ، غطاء الستر في ضفة ، لتكفن الصبي والشيخ والطفلة .
لم يكن على قارئ النص إلا أن ينقر ( اليوتيوب ) ، ليسمع اللحن ، فيلامس الكلمة ، و يغرف الدمعة ..
و من بعدها يأخذ النفس العميق ، كي يرشف القهوة ..
ويعود ( للتيك توك ) .