المجاهد عبد الله التل وتسمية أحد الشوارع باسمه، مطلب شعبي.
كتب تحسين أحمد التل: تعودنا منذ الصغر على التسميات القديمة للشوارع والميادين، وبقيت حاضرة في ذاكرتنا حتى لو أُزيلت تلك التسميات واستبدلت بأسماء جديدة.
على سبيل المثال: دوار القيروان، دوار البريد، شارع السينما، شارع إيدون، شارع الحصن في إربد، تغيرت بعد أن طرأ عليها كثير من التعديلات، فالقيروان أصبح إشارة ضوئية، والبريد بلا ميدان، وشارع الحصن اسمه الأصلي شارع عزمي المفتي، وشارع إيدون هو شارع شفيق ارشيدات، وهكذا.
خلال بحثي المطول شاهدت العجب العجاب في المدينة، أسماء شوارع نعرفها وأسماء لا نعرفها، مثلاً هناك شوارع رئيسية وفرعية أطلق عليها الأسماء التالية: شارع العروس، الروضة، السعادة، البطولة، الأحرار، الهدى، التقوى، النعيم، المجد، الوفاء، الحرية، الدستور، الإتحاد، الطليعة، العمارة، الخضراء، الوادي، المشاريع، الصفا، الأجيال، الأمة، الزهور، النضال، الرضا، الغدير..
ومما لفت انتباهي، شارع باسم: الوالي العثماني أحمد باشا الجزار الذي قتل الأمير ظاهر بن عمر الزيداني في عهده، واحتل عكا، وسمي الجزار لكثرة عدد القتلى من العرب والمسلمين الذين قتلهم، وعلق مشانقهم...؟
أما في عمان فقد شاهدت أسماء شوارع عجيبة، ولا أدري هل ما زالت التسمية كما هي أم تم تغير أسماء هذه الشوارع، مثل شارع أحمد زكي، وشارع المجداف، وشارع الربابة، وهناك الكثير من الشوارع التي تحمل أسماء لا تمت للوطن أو لرجالات الأردن بأي صلة.
خمسة وعشرون شارعاً في إربد، سميت بأسماء لا لزوم لها، ولا داع لحجزها بأسماء لا تعني شيئاً، ويوجد عندنا أبطال من القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، وقادة كبار شاركوا في معارك الشرف والبطولة على أرض فلسطين، وغيرها من أراضي الأمة العربية والإسلامية، دخلوا التاريخ من أوسع الأبواب، وخلدهم الى يوم يبعثون.
أطالب بلدية إربد الكبرى أن تعيد النظر بأسماء عدد من الشوارع، وتطلق إسم القائد عبد الله اليوسف التل على أحد الميادين الكبرى، إضافة الى تسمية شارع باسمه، وهذا أقل ما يمكن أن تقدمه البلدية والمجتمع المحلي لقائد كبير مثل عبد الله التل.
يُعد القائد التل أحد كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية الباسلة، وهو مجاهد كبير، استطاع أن يهزم اليهود، ويطردهم من مدينة القدس، بقيادة الكتيبة السادسة، وقد حافظ على مدينة القدس الشرقية حوالي ثلاثة أشهر كاملة، بعد ذلك بقيت القدس بيد العرب مدة تسعة عشر عاماً دون احتلال حتى عام (1967)، وهذا بفضل من الله، وبقوة وعزيمة أبطال الكتيبة السادسة، إحدى كتائب الجيش الأردني العظيم.
عينه الملك الراحل الحسين بن طلال سفيراً في الخارجية، ومن ثم عضواً في مجلس الأعيان الى أن توفاه الله عام (1973)، ودفن في مقبرة عشيرة التل بمدينة إربد مسقط رأسه، وعلى هذا ألا يستحق القائد عبد الله التل أن يسمى أحد شوارع المدينة الرئيسية باسمه.
نتمنى على دائرة التسمية والترقيم أن تستبدل الأسماء التي لا تعبر في تسميتها عن أي شيء، وتستبدلها بأسماء رجالات الوطن الذين تركوا بصمات واضحة يمكن للأجيال القادمة أن تنساها، أو يطويها الزمن إذا لم نعيد صياغتها وإبرازها بالشكل الذي يليق بتاريخها المجيد.