شريط الأخبار
مهرجان الهجن والشعر النبطي الخامس .. رعاية سامية من ولي العهد وجهود كبيرة لمستشارية العشائر "الأمير فهد بن جلوي آل سعود ".. مثال التواضع والقرب من الناس وانطلاقة عالمية ( فيديو ) سألته...اللبير كامو والغريب شاهد بالفيديو .... النائب أروى الحجايا تتحدث لـ "القلعة نيوز " خلال فعاليات مهرجان الأردن لسباق الهجن والشعر النبطي شاهد الفيديو .... وزير الشباب يتحدث لـ "القلعة نيوز " خلال فعاليات مهرجان الأردن لسباق الهجن والشعر النبطي شاهد بالفيديو ... "مستشار العشائر " يتحدث لـ "القلعة نيوز " خلال فعاليات مهرجان الأردن لسباق الهجن والشعر النبطي إشادة واسعة بتغطية "القلعة نيوز" و"نيروز الإخبارية" لمهرجان الأردن الخامس لسباقات الهجن والشعر النبطي مهرجان الهجن يبرز الدور الكبير للرعاية الهاشمية للتراث الأردني ... والقلعة نيوز تشكر الجهات المنظمة بالأسماء " الشيخ علي المسامرة بني عطية رئيس لجنة رياضة الهجن" وجه وطني بارز وواجهة ألأردن نحو الأشقاء أردنية تبتكر آلة ذكية لترشيد استهلاك الكهرباء "تغطية القلعة نيوز الإعلامية" لحفل ختام بطولة كأس العرب للهجن ومهرجان الأردن لسباقات الهجن والشعر النبطي برعاية ولي العهد ( فيديو +صور ) رئيس مجلس الأمن: أكبر خيبة أمل واجهت الأمم المتحدة عدم حل قضية فلسطين اعلامي سعودي لـ" القلعة نيوز " : يُشيد بنجاح فعاليات كأس بطولة العرب للهجن و مهرجان الأردن للهجن والشعر النبطي وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان جهود إيصال المساعدات وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وفد إعلامي بريطاني يختتم زيارة إلى المملكة مؤتمر العرب المسيحيين الأول بعمّان يبرز الشراكة الحضارية بين المسلمين والمسيحيين العيسوي: الملك يرى التنمية في كرامة المواطن لا في الأرقام والمشروعات ولد الهدى.... الحلقه التاسعه ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن ليصل إلى 46.849 مليار دينار حتى نهاية آب إربد وجرش: 140 دينارًا سعر تنكة زيت الزيتون من إنتاج الموسم الحالي

الزبون يكتب : ياسين الحسبان، هكذا عرفته ... الطبيب الإنسان، والقيادي الفذ

الزبون يكتب : ياسين الحسبان، هكذا عرفته ... الطبيب الإنسان، والقيادي الفذ
الأستاذ الدكتور فواز عبدالحق الزبون / رئيس الجامعة الهاشمية السابق
الحمد لله الذي اصطفى من عباده رجالًا يسيرون على درب العطاء، يزرعون الخير حيثما حلوا، ويتركون أثرًا طيبًا لا يزول، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، محمد بن عبد الله، النبي الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد،
فهذا مقامٌ تنحني فيه الكلمات إجلالًا، وترتفع فيه المعاني توقيرًا، لرجلٍ جمع بين العلم والعمل، وبين القيادة والإنسانية، فأضحى عنوانًا للعطاء في ميادين مختلفة، ومثالًا يحتذى به في خدمة الوطن وأبنائه. نحن اليوم أمام سيرة رجلٍ ليس كغيره من الرجال، إنه معالي العين الدكتور ياسين محمد صايل الحسبان، الطبيب الإنسان، والقائد الملهم، الذي امتدت بصماته من قاعات الطب إلى صروح القيادة، ومن ميادين الإنسانية إلى فضاءات البناء المجتمعي.
ليس من الهيّن أن تُكتب سيرةُ رجلٍ سطّر بحياته فصولًا من العطاء الذي لا ينضب، فهي ليست مجرد مرويات عن إنجازاتٍ وألقاب، وإنما هي شواهد على مسيرةٍ عاشها بكل إخلاصٍ وتفانٍ. ومعالي الدكتور ياسين الحسبان هو مثالٌ حيٌّ للرجل الذي مزج بين العلم والفضيلة، وبين الفكر والعمل، ليُصبح علامةً مضيئة في تاريخ الأردن الحديث.
ولد الدكتور ياسين في بيئةٍ أردنية أصيلة، في محافظة المفرق، حيث تنشأ القلوب على حبّ الأرض والناس، فشبّ شابًا يحمل في صدره طموحًا كبيرًا. ارتحل في سبيل العلم، فحصل على شهادة البكالوريوس في طب الأسنان من جامعة إسطنبول عام 1969م، ثم تابع مسيرته العلمية العريقة، فحصل على ماجستير علم صناعة الأسنان من جامعة لندن عام 1976م، ثم شهادة الكفاءة الأمريكية للاختصاص العالي في صناعة الأسنان من جامعة ولاية نيويورك في بافلو عام 1983م.
هذه المسيرة العلمية أضاءت طريقه، لكنه لم يتوقف عند حدود التحصيل الأكاديمي، بل شقّ طريقه نحو ميادين العمل بخطى ثابتة. خدم طبيبًا في صفوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، حيث تفانى في خدمة أبناء الوطن، متنقلًا بين المستشفيات العسكرية مديرًا وقائدًا وإداريًا حكيمًا. فمن إدارة مستشفى الأمير علي بن الحسين في الكرك، إلى مستشفى الملكة علياء العسكري، وصولًا إلى إدارة مستشفى الحسين الطبية، ترك بصماتٍ لا تُنسى في تطوير الخدمات الصحية، واضعًا نصب عينيه راحة المرضى وجودة الخدمة الطبية.
إنّ الحديث عن معالي الدكتور الحسبان لا ينحصر في كونه طبيبًا بارعًا أو إداريًا محنكًا فحسب، بل يمتد ليشمل إنسانيته التي جعلته قريبًا من الجميع. فقد جسّد قيم الرحمة والعطاء، سواء في عمله كطبيبٍ، أو في مواقعه القيادية التي شغلها، من بينها منصب وزير الصحة، إذ قاد الوزارة برؤيةٍ شاملة، تُوازن بين التطوير المؤسسي والحرص على تلبية احتياجات المواطنين، فكان أبًا حانيًا على موظفي الوزارة، ومعلمًا يُلهمهم معاني التفاني والإخلاص.
لم يكن معالي الدكتور ياسين الحسبان يومًا شخصيةً تكتفي بالإنجاز المؤسسي، بل تجاوز ذلك إلى العمل الخيري والاجتماعي. فقد أنشأ مدرسةً في محافظة المفرق، سمّاها باسم والده، كوقفٍ تعليمي يُخلّد ذكرى هذا الأب الكريم، ويعكس وفاءه لقيم الأسرة وأصالة العشيرة. كذلك بنى دارًا لإيواء كبار السن، احترامًا وتقديرًا لدورهم في بناء الأجيال. كانت هذه الأعمال الخيرية نموذجًا يُحتذى في تحويل التبرع والوقف إلى أداةٍ للتنمية المجتمعية وخدمة الوطن.
ولا يخفى على ذي لبّ دوره البارز في الجامعة الهاشمية، التي يشغل فيها موقع رئيس مجلس أمنائها، وقد عملت معه عن قرب حين كنت رئيسا لها، فقد ساهم بفكره النيّر وقيادته الرشيدة في تعزيز مسيرة هذه الجامعة الوطنية، التي تحمل اسمًا محفورًا في القلوب. لقد عمل معالي الدكتور الحسبان –وما يزال- على تمكين الجامعة من تحقيق رسالتها، متيحًا لرؤسائها الاستقلالية والقوة في اتخاذ القرارات، الأمر الذي انعكس إيجابًا على مسيرتها الأكاديمية والإدارية.
إنّ سيرة معاليه مليئةٌ بالمواقف النبيلة والإنجازات الفريدة التي لا تسعها المجلدات، لكن أجمل ما فيها أنّها تنبض بروحٍ إنسانية صادقة. فهو الرجل الذي حمل بين جنبيه قلبًا كبيرًا، يفيض بالحب والوفاء لوطنه وأهله، وأعطى من وقته وجهده وفكره لخدمة الناس، حتى استحق أن يكون رمزًا وطنيًا، يُشار إليه بالبنان.
وإنّي إذ أخطّ هذه الكلمات، لا أجد فيها ما يفي هذا الرجل حقّه، ولا أزعم أنّي أحصيت كل مآثره، لكنّي أرجو أن أكون قد قدّمت شهادةً صادقة لرجلٍ عظيم، قلّما يجود بمثله الزمان. مواقف كبيرة كثيرة، وبصمات عطاء فريدة لم تتوقف، بل لم تزل مستمرة في مسيرة هذا الرجل الذي يستحق كلّ التقدير والاحترام، وأن تكون شخصيته البارزة والبطلة درسا في مناهجنا؛ لنعلم أبناءنا الطلبة حبّ الأردنيين لوطنهم وقيادتهم، وتفانيهم لخدمته، وبذلهم لأجله، ويصدق فيه قول الجواهري:
الطاهرون كأنّهم ماءُ السما * لم يلتصق درنٌ فيهم وعيوبُ