
القلعة نيوز:
بقلم: المهندس ثائر عايش مقدادي
في مرحلةٍ تاريخية دقيقة تمر بها الأمة العربية، ويشهد فيها العالم تحولات سياسية واقتصادية متسارعة، يبرز القائد الاستثنائي الذي يقرأ الواقع بعين الحكمة، ويتقدم الصفوف بثبات المبادئ وبصيرة المستقبل. جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين،الذي يجسد في شخصه ورؤيته ومواقفه النموذج القيادي الذي يجمع بين الشرعية التاريخية، والرؤية العصرية، والالتزام القومي، ليكون بذلك بوصلة الحق التي يلتف حولها الأردنيون، وينظر إليها العرب والعالم أجمع باحترام وتقدير.
جلالة الملك، وريث الرسالة الهاشمية، لا يمثل فقط قيادة سياسية، بل يعبر عن امتداد حي لإرث عريق قائم على العدالة والاعتدال والنهج الإنساني. فمنذ أن تسلم أمانة العرش في السابع من شباط عام 1999، أثبت أنه قائد يتمتع ببعد نظر ورؤية واضحة، ترتكز إلى مصلحة الوطن والأمة، وتقوم على تعزيز الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات وتعميق المشاركة السياسية والتنمية الشاملة.
وفي مواقف لا تحصى، كان صوت الملك عبدالله الثاني صوتًا للحق والعدالة في وجه التحديات الكبرى التي تمر بها المنطقة. وقد ظل ثابتًا في دفاعه عن القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية الأولى، مؤكدًا في كل منبر دولي على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكد على الدور الهاشمي التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهو الدور الذي يحظى بإجماع عربي وإسلامي ودولي.
ولم يغب صوت جلالة الملك عن المحافل الدولية، حيث شكّل حضوره ركيزة للاعتدال، ومصدرًا لإعادة التوازن في الخطاب السياسي الدولي حول قضايا المنطقة، وعلى رأسها مكافحة التطرف، وحماية الهوية الإسلامية الوسطية، والدفاع عن حق الشعوب في العيش بكرامة وأمن. وقد أطلق مبادرات فكرية وإنسانية عالمية من أبرزها "رسالة عمّان" و"كلمة سواء" و"أسبوع الوئام بين الأديان"، لتكون منابر حوار وتفاهم بين الشعوب، تفضي إلى مجتمعات قائمة على الاحترام والتعايش.
وفي الداخل الأردني، يحرص جلالة الملك على أن تكون علاقته بالشعب علاقة مباشرة وعميقة، تتجسد في حضوره الميداني، وحرصه الدائم على التواصل مع المواطنين والاستماع إلى مطالبهم وهمومهم. هذا التواضع القائد، وهذه الإنسانية التي تميز نهجه، جعلت من الملك رمزًا للوحدة الوطنية، ومصدرًا للثقة والتلاحم بين الشعب ومؤسسات الدولة.
ما يجعل من جلالة الملك عبدالله الثاني بوصلة للحق ليس فقط مواقفه السياسية أو خطاباته الدبلوماسية، بل هو ذلك الاتزان بين الثبات على المبادئ والانفتاح على المستقبل. فهو قائد لا تحكمه ردود الأفعال، بل تحركه القيم والمصالح العليا للوطن والأمة، وهو صوت العقل في زمن التشتت، ودرع الاستقرار في محيط يعاني من الاضطراب.
اليوم، ونحن نرى العالم يمر بتقلبات معقدة، يزداد الأردنيون تمسكًا بقيادتهم الهاشمية، ويجد العرب في جلالة الملك رمزًا للعقلانية والبصيرة، وموقفًا لا يحيد عن درب العدل والكرامة. فبقيادته الحكيمة، يظل الأردن قلعة آمنة، ومنبرًا للحق، ومرتكزًا عربيًا راسخًا في زمن الحاجة إلى القادة الذين يصنعون الفارق ويقودون برؤية ومسؤولية.