
القلعة نيوز- بقلم الدكتور محمد فرج
حين نتحدث عن الأردن، فإننا لا نتحدث عن حدود جغرافية أو اسم على خارطة، بل عن شعب إذا دخلت منزله ولم يكن لديه ما يقدمه، صنع من العدم كرمًا لا يُنسى. هذا هو الأردن، كريم بطبعه، أصيل في مروءته، يضع الضيف أولًا، ويقدّم لقمة أبنائه في سبيل أن يطعم أخاه أو ينقذ ملهوفا.
ولعل ما نشهده اليوم من مواقف شعبية ورسمية تجاه غزة، ليس جديدا على الأردن، بل هو امتداد لقيم راسخة في الضمير الجمعي لهذا الشعب. ١٠٠% من الأردنيين مستعدون للتضحية بأبسط احتياجاتهم من أجل أن تصل المساعدات إلى إخوتهم في القطاع المحاصر.
الأردن، وكعادته في الريادة، كان أول من أطلق الحافلات باتجاه غزة، وكان أول من ضغط بكل قوة من أجل تنفيذ الإنزال الجوي الإنساني، صحيح أن هذا الإنزال لا يغطي كل الاحتياجات، لكنه كان الشعلة الأولى التي دفعت العديد من الدول إلى أن تحذو حذوه.
جلالة الملك عبد الله الثاني، بتحركاته واتصالاته المستمرة، كان الصوت العربي الأقوى في المحافل الدولية، وساهم بشكل مباشر في فتح المجال الجوي أمام المساعدات، ومهد الطريق أمام تحركات إغاثية لاحقة من دول أخرى اقتدت بالموقف الأردني.
ورغم ما يثار من أصوات حاقدة في الخارج تسعى لإثارة الفتن والتشكيك، ورغم بعض الردود المرتبكة في الداخل، تبقى القافلة الأردنية تمضي بثبات. قافلة من إرادة، من مواقف مشرفة، من دولة كبيرة بتاريخها وإنسانيتها، تسير حتى يتحقق الهدف الأسمى ، وقف الإبادة، وإنقاذ الأرواح، ورفع الظلم عن أهلنا في غزة.