شريط الأخبار
رؤية النائب الشبيب الاقتصادية : مدينة جديدة في البادية الشمالية مشروع دولة استراتيجي ترامب: سنستهدف شحنات المخدرات الفنزويلية البرية قريبا المنتخب الوطني يلتقي نظيره العراقي اليوم في ربع نهائي كأس العرب 1.129 مليار دينار قيمة الشيكات المرتجعة في الأردن خلال 11 شهراً الصبيحي: الإفصاح عن نتائج الدراسة الإكتوارية الـ 11 للضمان السبت أمانة عمان تنفذ مسحا شاملا للطرق للحد من آثار المنخفض الجوي وزارة الإدارة المحلية تتعامل مع 90 شكوى خلال الحالة الجوية سلسلة غارات اسرائيلية عنيفة على الجنوب والبقاع اللبناني 11 وفاة وانهيارات واسعة خلال المنخفض في قطاع غزة تجارة الأردن: ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يؤكد قوة الاقتصاد الوطني المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الأمن العام : وفاة خمسة اشخاص من عائلة واحدة من جنسية عربية نتيجة تسرب غاز مدفاة بمحافظة الزرقاء الذهب يستقر قرب أعلى مستوى له في سبعة أسابيع سرقة 600 قطعة أثرية عالـية القيمة من متحف بريستول البريطاني أمطار الخير في عجلون تعزز المزروعات الحقلية والموسمية موجة الإنفلونزا تضرب مستشفيات إنجلترا إخلاء منزل في الشونة الشمالية تعرض لانهيار جزئي موجة فيضانات قوية تحاصر السكان في عدد من المناطق باسرائيل جامعة الدول العربية تؤكد أهمية تعزيز الخطاب الإعلامي العربي أجواء باردة في أغلب المناطق حتى الاثنين

هل خدمة العلم ردة فعل آنية أم ضرورة وطنية؟

هل خدمة العلم ردة فعل آنية أم ضرورة وطنية؟
باسل محمد المشاقبة
منذ اللحظة التي أعلن فيها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن إعادة تفعيل خدمة العلم، يتردد السؤال: هل جاءت هذه الخطوة ردًا على تهديدات خارجية، أم أنها ضرورة وطنية ملحّة؟
بعيون تنظر صوب معسكر شويعر، ارتفع النداء من جديد يوم 17 آب 2025، ليعلن سمو وليّ العهد بداية فصل جديد في مسيرة الأردن. فمنذ عام 1991 توقفت خدمة العلم، وها هي اليوم تعود لتكون مرآة لصمود هذا الوطن وإصراره على المضي قدمًا في ترسيخ هويته ووحدته الوطنية.
من يتأمل مسيرة الدولة الأردنية بقيادتها الهاشمية يوقن أن هذا القرار يأتي امتدادا لرؤية استراتيجية بدأت منذ سنوات. فمنذ أن تقرر الاحتفال بيوم العلم، كان واضحًا أن القيادة تجسّد قاعدة وطنية راسخة عنوانها: "قوة الأردن تبدأ من وحدته الداخلية". ثم جاءت مبادرات العمل التطوعي وعلى رأسها جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي، وها نحن اليوم نشهد إحياء خدمة العلم كخطوة متكاملة في مشروع وطني يضع الشباب في قلب المعادلة.
إن خدمة العلم لم تعد تدريباً عسكرياً فحسب، بل هي مدرسة لصياغة العقول والقلوب، وانضباط وصبر، وتربية على العمل الجماعي والتطوعي. إنها قيم تغرس القدرة على تحمّل المسؤولية في كل شاب وشابة، والإيمان بأن الوطن أكبر من الجميع. إنها رسالة أخلاقية تذكّرنا بأن التضحية من أجل الأردن ليست خيارًا، بل واجبًا وشرفًا.
ولا بد في هذا المقام من الإشارة إلى أن رؤية سمو ولي العهد، بصفته أميرًا شابًا من جيل الشباب، تقوم على إدراك عميق لتطلعاتهم وهمومهم، ذلك أنه لم يخاطبهم بصفته وصيًا، بل شريكًا يؤمن أن الشباب هم رصيد الوطن وطاقته الحقيقية. من هنا، فإن إعادة خدمة العلم ليست قرارًا بصفته وصيّا، بل دعوة من أمير شابّ للشباب الأردني ليكونوا في قلب الفعل الوطني. إنها مساحة يتساوى فيها ابن المدينة مع ابن القرية والبادية والمخيم، وابن الوزير مع ابن الغفير، حيث يذوب التفاوت وتتعزز المساواة في المسؤولية أمام الوطن.
تخيّلوا شبابًا يتركون أمهاتهم وهواتفهم وأجواء الراحة، ليعيشوا تجربة الانضباط والتضحية في معسكرات تحمل بين جنباتها قيم الوطنية الصافية. هؤلاء لا يُثقلون بعبء، بل يمنحون وعدًا: وعد حماية الوطن وبناء المستقبل. إنهم يحملون رسالة تقول: "قف.. اخدم.. ابنِ ما هو أكبر من نفسك."
الخلاصة التي يجب أن نستقر عندها: خدمة العلم ليست ردّة فعل عابرة، بل ضرورة وطنية وأخلاقية، تجدد هوية الإنسان الأردني، وتربطه بأرضه، وتعدّه لمستقبل يليق به وبوطنه. إنها جسر يصل بين الماضي والحاضر، بين الأردن الذي ورثناه عن الآباء والأجداد، والأردن الذي سنتركه أمانة للأجيال القادمة. أما لسان حالي..... فإنه يلهج بالدعاء لله بأن يحمي تراب هذا الوطن وأن يحفظ قيادته وشعبه، وهنيئا لشبابنا هذه المكارم، فليس أجلّ من خدمة الوطن وعَلَمِه.