
بقلم / محمد المكسور العمران الحويطات
في مشهد نادر يلخص المعنى الحقيقي للوفاء والإخلاص، وثّق حفيد العم ناصر سويلم المكسور العمراني من أبناء قبيلة الحويطات، صورة جمعت جده مع صديقيه العم علي سلمان القرعان العمراني والعم محمد عيد النخيري العمراني، وجميعهم تجاوزت أعمارهم الثمانية والثمانين عاماً، ولا يزالون يحافظون على صداقة بدأت منذ الطفولة في البادية.
القصة بدأت عندما قاد العم ناصر سيارته لزيارة صديقيه، حيث قام باصطحابهما من منازلهما ليجتمعوا حول مائدة غداء واحدة، كما اعتادوا على مدى عقود طويلة. لحظة اللقاء العفوية هذه، التقطها الحفيد بعدسته ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لتلقى تفاعلاً واسعاً، عكست تعليقات المتابعين من خلالها إعجابهم بصدق المحبة وعمق الصداقة التي لا تعرف الزيف أو المصلحة.
الأصدقاء الثلاثة يعيشون حياة بسيطة في البادية، ويعتمدون على تربية وبيع الأغنام والماشية كمصدر رزق، إلا أن ما يميزهم حقاً هو محافظتهم على صلة الود والرحم، واستمرار جلساتهم التي لم تنقطع رغم تقادم السنين.
وقد عبّر أحد المتابعين عن المشهد بأبيات شعرية مؤثرة قال فيها:
بانت تجاعيد الزمن يالله العون
بوجيههم والعلم واضح وماكود
لا شك في طيب السلوم يتواصون
على النقا منهجهم الخير والجود
رحم الله من توفي منهم، وأطال في أعمار الأحياء، لتبقى قصتهم مثالاً يُحتذى في الصداقة الصادقة والوفاء الممتد عبر الأجيال.