شريط الأخبار
الرواشدة يلتقي رئيس وأعضاء جمعية السوسنة الثقافية التحالف الإسلامي يختتم في عمّان ورشة عمل إعلامية لمحاربة الإرهاب الخارجية: وصول الأردنية لانا كتاو إلى عمّان بعد الإفراج عنها في اليمن قطر تشيع ضحايا الهجوم الإسرائيلي بحضور الشيخ تميم بن حمد حماس: الجريمة الإسرائيلية بالدوحة إعلان حرب على الدول العربية وزير الخارجية يشارك بجلسة طارئة لمجلس الأمن حول العدوان الإسرائيلي على قطر ولي العهد من القيادة العامة : يثمن دور الجيش في حماية حدود الوطن وصون أمنه واستقراره اسرائيل تفرج عن رجل وابنه بعد ساعات من اعتقالهما بريف درعا المصري يتفقد البنية التحتية لمشروع مستشفى الأميرة بسمة الجديد هولندا تعتزم حظر استيراد السلع من المستوطنات الإسرائيلية الداخلية: أكثر من 150 ألف سوري عادوا إلى بلادهم طوعًا وزير الادارة المحلية يتفقد بلديتي بلعما ورحاب الخيرية الهاشمية: 35 شاحنة أردنية عبرت لقطاع غزة الأسبوع الحالي العيسوي يلتقي فعاليات شعبية من الرصيفة ودير علا الدكتور بني خالد يكتب : تصريحات الرفاعي تعيد النقاش حول التوريث السياسي ودور أبناء المسؤولين في خدمة الوطن الأمير حسن بن طلال يزور الشيخ برجس الحديد ترامب يوبخ نتنياهو بعد ضربة الدوحة الكويت: استهداف الدوحة اعتداء على الخليج بأسره ويُهدد استقرار المنطقة وزير الخارجية المصري: المساس بأمن قطر يعد مساسا مباشرا بالأمن القومي العربي السلطة تعتقل سمير حليلة الذي قدم نفسه حاكماً محتملاً لغزة

(الوطن لا يُحمل على الأكتاف… بل يُحمل في القلوب)

(الوطن لا يُحمل على الأكتاف… بل يُحمل في القلوب)


(الوطن لا يُحمل على الأكتاف… بل يُحمل في القلوب)
القلعة نيوز:
بقلم الدكتور ابراهيم النقرش

الوطن ليس قطعة قماش تُعلق على الأسطح، ولا شعارات تُردد صباح مساء. الوطنية الحقيقية لا تُفرض بالقوانين ولا تُشتري بالألوان أو ألاغاني والطبول. حب الوطن يعيش في القلوب، يظهر في سلوك المواطن اليومي، في عدله، في كرامته، وفي دفاعه عن وطنه حين يحين الوقت.
ومن يفرض على الناس رفع العلم على كل بيت، لا يريد وطنًا، بل صورة مزيفة لولاء كاذب. الوطنية ليست لعبة للمتنفذين ليقولوا "نحن محبون للوطن"، ولا وسيلة لتسجيل نقاط إعلامية. رفع العلم بالقوة يولد النفور أكثر من الولاء.انها كلمة حق أريد بها باطل، ظاهرها وطنية وباطنها تسلط ونفاق.
المواطن الأردني اليوم مشغول بما هو أهم: لقمة عيش، دواء لأولاده، إيجار منزله، أو فرصة عمل تحفظ كرامته. أن تُطلب منه تكلفة إضافية لشراء علم، بينما يعاني الفقر والبطالة، هو إهانة واضحة لعقله وقلبه.
حتى أعظم الرموز الدينية لم تضع الزينة فوق حاجات الناس. عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عن الكعبة: "إنما الكعبة بيت، إنما شرفها قيام الناس إليها لا بذهب ولا فضة"، ثم وزع الذهب على الفقراء. إذا كانت أعظم رموز الدين تخضع لحاجات الناس قبل المظهر، فكيف يُطلب اليوم من الفقراء تعليق قطعة قماش باسم الوطن؟
العلم رمز فقط، وقطعة قماش لا تصنع حبًا للوطن. رفعه قد يكون نفاقًا، خوفًا، أو تقيّة، بينما قلب الإنسان يغلي غضبًا على الظلم والفشل. الوطنية الحقيقية تُبنى بالعدالة الاجتماعية، تكافؤ الفرص، المساواة، والمحاسبة الحقيقية للفاسدين.
الجائع والعاطل عن العمل لا يهمه الرموز. الوطنية تبدأ حين يُشبع المواطن جوعه، يؤمن له مسكنه، ويوفر له عملًا كريمًا يحفظ كرامته. حب الوطن ليس أناشيد ولا حملات إعلامية فارغة. هو العدالة، الأخلاق، الالتزام الديني، ومخافة الله.
الفساد والمحسوبية هما السرطان الذي يقتل الانتماء. المواطن الذي يرى المناصب تُمنح بالمحسوبية، والفرص تحجز لأبناء الذوات، لن يحب وطنه. العدالة والمساواة هما الأرض التي تُزرع فيها الوطنية. الحرية والكرامة أساسها، والمواطن الحر الذي يملك الحق في التعبير والصحافة الحرة هو من يحب وطنه بصدق.
نصيحة صريحة للمنافقين والمتسلقين: دعوا المواطن يحب وطنه وملكه بحرية وعفوية. لا تفتنوا بينه وبين وطنه، ولا تبيعوا انتماءه بالمناصب أو النفوذ. عند الخطر، لن تدافعوا أنتم بل ستتبخروا من محيطه وبحره، بل أبناء الفلاحين والرعيان وبسطاء المواطنين وعوامهم, هم من سيحمون الوطن. الوطنية الحقيقية تُبنى بالعدل والكرامة، لا بالأعلام أو الطبول.
الوطن ليس حجارة أو ترابًا فقط ، بل كرامة الإنسان وحقوقه . الوطنية تُبنى بالحرية، العدالة، والمساواة، ومحاسبة الفاسدين. المواطن يحب وطنه حين يشعر بالعدل والكرامة، لا بالخوف أو الإكراه.
الوطن لا يُحمل على الأكتاف… بل يُحمل في القلوب. الوطنية لا تُفرض بالأعلام، ولا تُصنع بالقوانين، بل بالعدل والكرامة والحرية لكل مواطن.