
أمّ بثوبين… قصة امرأة أردنية هزمت قسوة الحياة
القلعة نيوز:
كتب // وليد بن طريف
حين يرحل السند وتغيب اليد التي كانت تمسك بزمام البيت، تنهار نساء كثيرات، لكن هذه الأردنية سميه الخندق قررت أن تكتب فصلاً مختلفاً. قبل ست سنوات، رحل زوجها وترك لها اربع بنات وصيدلية صغيرة. بدا المشهد قاسياً، لكن قلبها كان أقوى من كل ألم.
أمسكت بزمام الحياة من جديد، ارتدت ثوبين في وقت واحد؛ ثوب الأم الحنونة، وثوب الأب الحامي. وقفت خلف منضدة الصيدلية بابتسامة تخفي الدموع، وبإصرار يُقاوم العجز، لتقول لبناتها: "أنا لكم كل شيء".
لم تنكسر أمام صعوبة الطريق، بل جعلت من دموعها جسراً تعبر به هي وبناتها نحو مستقبل مشرق. علّمت بناتها أن الفقد لا يعني النهاية، وأن قوة المرأة الأردنية قادرة أن تعوض غياب الأب وتكتب حكاية جديدة من الأمل.
كبرت البنات تحت جناحيها، متفوقات شامخات، يحملن في قلوبهن عرفاناً لأم لم تترك لليأس مكاناً في بيتها. وبين رفوف الصيدلية التي كانت مصدر الرزق والكرامة، صنعت هذه السيدة من الحزن قوة ومن الوحدة بطولة.
هذه ليست مجرد حكاية عابرة، بل هي قصة كفاح امرأة أردنية تجسد روح الصبر والعطاء، وتؤكد أن نشميات الوطن قادرات على تحويل الألم إلى أمل، والهزيمة إلى نصر، واليُتم إلى نجاح.
حقاً… لمثل هذه السيدة ترفع القبعات، فهي ليست أماً فقط، بل مدرسة حياة كاملة.
تحيه الى السيدات سميه الخندق ولكل من اسمه نصيب