شريط الأخبار
نتنياهو: حرب غزة ستنتهي بعد انتهاء المرحلة الثانية من الهدنة ونزع سلاح حماس النائب القبلان: 35 مستشارًا في مجلس النواب يأخذون رواتبهم في منازلهم حكومة نتنياهو تعلن استمرار إغلاق معبر رفح "حتى إشعار آخر" منتدى تكنولوجيا المعلومات في لندن: الأردن يمتلك منظومة تكنولوجية مزدهرة إطلاق برنامج عمليات أممية واسعة النطاق لإزالة الأنقاض في غزة "الأمن" يوضح تفاصيل توقيف احد الاشخاص على ذمة قضية جنائية السفيران الكندي والأسترالي يطلعان على استراتيجية "البوتاس" التوسعية سفارة فلسطين في القاهرة تعلن فتح معبر رفح يوم الاثنين وزيرة نمساوية سابقة توضح أفضل نتيجة ممكنة لمفاوضات بوتين وترامب حماس تعلن تسليم جثتي محتجزين اسرائيليين الرواشدة يرعى انطلاق مؤتمر دارة الشعراء الأردنيين في دورته الثانية المجالي وآل المقدادي نسايب .... "الوزير الأسبق قفطان المجالي" يقود جاهة الشاب ايهم وائل المجالي العنف الجامعي.. الأسباب والحلول الجامعة الأردنية بين منارة العلم والعنف الجامعي "الصحفيين" تحيل ملف تسويات المواقع الإلكترونية المالية للدائرة القانونية الرواشدة يلتقي الشاعر النبطي زياد الحجايا نائب يطالب بإجراء استفتاء شعبي حول إعادة التوقيت الشتوي إيران: لم نعد ملزمين بالقيود المرتبطة بالبرنامج النووي من هو توفيق أبو نعيم .. المرشح لخلافة السنوار في غزة؟ اعتصام أمام بلدية الجفر احتجاجا على انهاء خدمات مدراء تنفيذيين والنائب أبو تايه يتدخل وينهي الاعتصام

العالم الذي يبكي بعين واحدة

العالم الذي يبكي بعين واحدة
العالم الذي يبكي بعين واحدة


في مشهدٍ يتكرّر يومياً عبر نشرات الأخبار، يبدو العالم وكأنه يبكي بعينٍ واحدة.

العدسات تتابع تفاصيل الجثث الإسرائيلية، وتنقل صور العائلات الإسرائيلية، وتُخصّص تحليلات مطوّلة عن "الكرامة الإنسانية” و"حق إسرائيل في الأمان”.

لكن في الجهة الأخرى من الصورة، تُنتشل مئات جثث الفلسطينيين من تحت الأنقاض بصمتٍ مطبق، دون هوية، دون اسم، ودون حتى جملة عزاء في وسائل الإعلام الدولية.

يُعامل موضوع الجثث الإسرائيلية كحدثٍ استثنائي، بينما يُختزل الموت الفلسطيني في أرقامٍ وإحصاءات.

في الخطاب في كل النشرات، يُمنح الضحية الإسرائيلية مكانة "الإنسان الكامل”، الذي تُستدعى من أجله جلسات مجلس الأمن وبيانات الإدانة،
في حين يُقدَّم الضحايا الفلسطينيون في سياقٍ تبريري، وكأن موتهم يحتاج إلى تبريرٍ مسبق ليُمنح شرعية الحزن.

هذه ليست مجرد ازدواجية إعلامية، بل أزمة أخلاقية أعمق؛ إذ تحوّل الإنسان الفلسطيني إلى استثناءٍ في مفهوم الإنسانية المعاصر.

العالم الذي يرفع شعار "حقوق الإنسان” يمارس عملياً انتقائية في تطبيقه، فيُقاس الحق بالحجم السياسي لا بالقيمة الإنسانية.

في فلسفة "إيمانويل كانط”، الإنسان غاية في ذاته، لا يُستَخدم كوسيلة لأي هدف.

لكنّ الفلسطيني اليوم يُعامَل كوسيلة لتبرير السياسات والجرائم، لا كقيمة قائمة بذاتها.

دمه يُستثمر في الخطابات السياسية، لا في ضمير العدالة.

أما الإنسان "الجدير بالحزن” فهو فقط من يحمل هوية الدولة الأقوى، لا من يسقط تحت القصف بلا حماية ولا صوت.

جثةٌ إسرائيلية واحدة تُحرك الحكومات والمنظمات الدولية، وتُعيد صياغة الأولويات السياسية.

أما آلاف الجثث الفلسطينية، فلا تُحدث سوى "أسفٍ” باهت في بياناتٍ دبلوماسية خالية من الفعل.

يبدو أن الضمير العالمي لا يستيقظ إلا حين يكون الضحية من طرفٍ محدد،
وكأن الإنسانية نفسها خاضعة لميزان القوة والنفوذ.

غزة ليست مجرد صراع عسكري، بل اختبار أخلاقي للعصر الحديث.

اختبارٌ يفشل فيه العالم كل يوم، لأنه لم يعد يرى الإنسان كإنسان، بل كهوية سياسية.

في هذا العالم، لا تُقاس المأساة بعدد الجثث، بل بموقعها الجغرافي، ولا يُحدَّد الألم بعمقه، بل بهويته.

إن المطلوب ليس أن يقلّ الحزن على أي ضحية، بل أن يتساوى الحزن على جميع الضحايا.

أن يُستعاد معيار العدالة على أساس الإنسان، لا السياسة.

فالعالم الذي يبكي بعينٍ واحدة، لا يرى الحقيقة كاملة، ولا يمكنه أن يكون عادلاً ما دام يرى الدم بلونين مختلفين.

كابتن أسامة شقمان

.