شريط الأخبار
سيدة تتعرض للطعن على يد طليقها في إربد .. والأمن يبحث عن الجاني الفراية يدعو طلبة الأردن أن لا يشكلوا عبئا على الوطن المومني: مشاريع كبرى منها الناقل الوطني وسكك الحديد والطاقة تنطلق العام المقبل السعودية تُرحِّب باعتراف سوريا بكوسوفو خلال لقاء ثلاثي في الرياض سوريا تعلن اعترافها بجمهورية كوسوفو الشرع: السعودية مفتاح سوريا استثمارياً ... ورهاني على شعبي الذي انتصر الشرع وعيد ميلاده والصدفة البيت الأبيض: ترامب يلتقي الرئيس الصيني الخميس الحنيطي يلتقي وزير الدفاع السويدي ونائب وزير الخارجية المومني يشارك في حفل تخريج نخبة من الصحفيين والإعلاميين العرب المشاركين بمشروع "صحافة الحوار" السفير القضاة يشارك في احتفال السفارة التركية بدمشق الصفدي يجري مباحثات موسّعة مع وزير الخارجية الألماني الصفدي يناقش كتّابًا ومحللين سياسيين توجيهات ملكية لإرسال مركبتين إضافيتين لدعم مبتوري الأطراف في غزة أهالي الصفاوي في البادية الشمالية يناشدون الجهات المعنية التدخل الفوري لحل مشكلة الكلاب الضالة ( فيديو ) رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يعلن موعد التسجيل لامتحان الشامل للدورة الشتوية لعام 2026 "الكاف" يعلن عن أماكن إقامة مباريات الملحق الإفريقي المؤهل لكأس العالم 2026 البنك الدولي يتوقع ارتفاعا إضافيا في أسعار الذهب "محادثة سرية ونوم متأخر".. حجج نتنياهو الجديدة في جلسة محاكمته بقضايا الفساد الأولمبية المصرية تعلن عقوبة عمر عصر ومحمود أشرف بعد مشادتهما في بطولة إفريقيا

القاضي يكتب : الخفافيش ورجال الصدفة: معركة الشرفاء في زمن الانحدار

القاضي يكتب : الخفافيش ورجال الصدفة: معركة الشرفاء في زمن الانحدار
جميل سامي القاضي
في مسرح الحياة، حيث تتصارع المبادئ مع المصالح، وتختبر القيمُ صدقَ حامليها، تظهر فئة غريبة تتقن أدوار الظلال وتعتاش على الفوضى إنهم الخفافيش ورجال الصدفة أولئك الذين اتخذوا من الظلام مأوى، ومن التآمر منهجا، ليشنّوا هجومهم على كل من يقف شامخا في وجه الانحدار.
فالخفافيش هم سادة مملكة الظلام، الذين يفقدون بصيرتهم عند بزوغ النهار، وينشطون حيث تُحاك المؤامرات وتُغتال القيم.
يتسللون بين الصفوف كالأشباح، يزرعون الشك في النفوس، ويقوّضون ثقة الناس ببعضهم، فيسعون إلى هدم ما بناه الشرفاء بسنواتٍ من الجدّ والإخلاص ويعمل هؤلاء بنظامٍ دقيق، وتجمعهم لغة المصالح المشبوهة. فهم كائنات ليلية بامتياز، يزدهرون في ظلام الفساد، ويخشون ضوء النزاهة والشفافية، لكن الخطر الأكبر يظهر حين يتحالف هؤلاء الخفافيش مع رجال الصدفة؛ أولئك الذين قذفتهم الظروف إلى مواقع لم يستحقوها، لا بالكفاءة ولا بالاستحقاق، بل بالوساطة والمحسوبية وصدف الأقدار.
هولاء رجال الصدفة أدوات طيّعة في يد الخفافيش يُحرَّكون بإشارة، ويُنفّذون بلا تفكير ، يظنون أنفسهم محظوظين، لكنهم في الحقيقة مجرد بيادق في رقعة الفساد، تُحرَّك لتؤذي ثم تُرمى حين تنتهي مهمتها ، فهم يفتقرون إلى الموهبة والخبرة والرؤية، لكنهم يحملون مزيجا خطيرا من الغرور والجهل والحقد، فيرتفعون كطائرات ورقية دفعتها رياح المصادفة، لكنهم ما يلبثون أن يتهاووا عند أول مواجهة مع رياح الحقيقة.
حين يلتقي الظلام بالجهل، يولد ذلك التحالف المشبوه الذي يشنّ حربا شرسة على الشرفاء
الذين يمثلون الضمير الحي، والمبدأ الثابت، يهاجمونهم بالإشاعات، ويغتالون سمعتهم بالكذب، ويحاولون عزلهم عن مراكز التأثير، لأن النور وحده يكشف ضعفهم، والحق وحده يُعري زيفهم.
الا أن الشرفاء، رغم العواصف، يبقون صامدين بأسلحتهم النبيلة ، الوضوح في مواجهة الغموض، والحق في مواجهة الزيف، والإتقان في مواجهة الادعاء.
والتاريخ لا يرحم الخفافيش، ولا يكرم رجال الصدفة، بل يكتب صفحات الخلود بأسماء من بنوا بعرقهم وشرفهم ، وعليه فأن معارك الخفافيش ضد الشرفاء خاسرة مهما طال ليلها، في حين أن الخفافيش ورجال الصدفة، مصيرهم الزوال، لأنهم يهدمون ليُفنَوا، بينما الشرفاء يبنون ليبقوا.
وفي نهاية المطاف، تبقى المعركة أزلية بين النور والظلام، بين البناء والهدم، بين الصدق والزيف والشرفاء وحدهم من يحملون مشعل الحضارة،
بينما لا يزيد الخفافيش ورجال الصدفة عن حطّابين في غابة الإنسانية قد يقطعون بعض الأغصان، لكنهم لن يوقفوا الربيع.