شريط الأخبار
الرواشدة : فخور بوجودي مع كادر وزارة الثقافة في لقاء يفيض شغفًا بالإبداع والفنون الوسطاء يجتمعون في القاهرة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة الملكة: بين أبنائي وبناتي في الجامعة الأردنية رئيس الأعيان يُجري مباحثات مع نظيره الياباني في طوكيو الملكة رانيا تزور الجامعة الأردنية وتطلع على مشروع رقمنة التعليم وزير الثقافة وسفير جمهورية جورجيا يبحثان تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الملك وولي العهد السعودي يبحثان هاتفيا التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية قروض بمليار دولار.. تعاون جديد بين فيفا والسعودية فائض الميزان التجاري السعودي ينمو بأسرع وتيرة في 3 أعوام نتنياهو يتهم حركة الجهاد الإسلامي بخرق الاتفاق بزعم تأخيرها تسليم جثة أسير تسوية تاريخية.. 14 مليون دولار لتعويض جماهير نهائي كوبا أمريكا 2024 وزير المالية الروسي: اقتصادنا تخلّص من الاعتماد على عائدات الهيدروكربونات الدفاع الرومانية: تسجيل اختراق مسيّرتين أجواء البلاد رقصة "التأهل المبكر" تنقلب كابوسا.. واحدة من أغرب اللحظات في كأس العالم للناشئين وزير الثقافة وسفير كوريا الجنوبية يبحثان توسيع مجالات التبادل الفني والمعرفي الملك يدعو لتبني نهج حكومي موحد يسهم في تبسيط الإجراءات وتسهيل رحلة المستثمر الصفدي: الأردن قادر على إدخال 250 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة الرواشدة يعقد اجتماعًا لمديري مديريات الثقافة ويؤكد ضرورة الاهتمام بالصناعات الثقافية والتراثية وفد من القيادة العامة لشرطة أبو ظبي يزور مديرية الأمن العام الداية يكشف لأول مرة: عرفات اغتيل بالسم عبر الدواء ومقربون متورطون (فيديو)

حقّ العودة قاب قوسين أو أدنى… البراهين و الأدلّة

حقّ العودة قاب قوسين أو أدنى… البراهين و الأدلّة
حقّ العودة قاب قوسين أو أدنى… البراهين و الأدلّة

د. محمد العزة

قد يُعطي عنوان هذا المقال، للوهلة الأولى، انطباعًا عند بعض القرّاء بأنّ الكاتب إمّا حالِم أو واهم، يعيش خارج معادلات الواقع السياسي الراهن، داخل فقاعة من خبال اليقين والإيمان بحتمية نهاية الاحتلال الصهيوني، وقيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقد يبدو ذلك غريبًا في ظل غياب أي نصر عربي عسكري حاسم يعيد ميزان الصراع العربي–الإسرائيلي إلى نقطة الصفر المطلوبة.
غير أنّ هناك حقيقة لا يمكن إنكارها: صمود شعبٍ أسطوري، وثبات أمّةٍ من المحيط إلى الخليج على موقف لا يسقط بالتقادم منذ ثمانية عقود. ورغم كل الظروف، لم تتراجع هذه الأمّة يومًا عن التمسّك بحقوقها الأصيلة.

إنّ هذه المقدّمة ليست لتجميل الأوهام أو تهيئة القارئ لصورة بعيدة المنال، بل لتأكيد أن الصراع مع آخر احتلال كولونيالي عنصري في القرن العشرين—وأكثره دمويّةً—ما زال قائمًا، وأنّ الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل جرت تحت سمع العالم وبصره، وبغطاء من قوى دولية صنعت لهذا الكيان شرعية زائفة خدمةً لمصالحها في الهيمنة على المنطقة.
البراهين على أن حق العودة بات أقرب من أي وقتٍ مضى، لا تُستمدّ من الأمنيات، بل من تصريحات رموز الكيان منذ غولدا مائير وشامير وأريئيل شارون، وصولًا إلى قادة اليمين الإسرائيلي المتطرّف اليوم: نتنياهو، بن غفير، سموتريتش، وآخرهم وزير الطاقة إيلي كوهين.
هذه التصريحات، التي تتكرّر في سياق استهداف الأردن ومحاولة فرضه وطنًا بديلاً، تكشف هوسًا ديمغرافيًا وفكريًا متجذّرًا في بنية الكيان، يهدف إلى تهيئة البيئة لتهجير الفلسطينيين.

ويظنّ قادة الاحتلال أن تكرار تلك التصريحات سيصنع حالة هلع وتوتّر تؤدي إلى انهيار الجبهة الأردنية–الفلسطينية، أو تدفعها نحو قبول سيناريوهات تصفية القضية. إلّا أنّهم لا يدركون أنّ هذه التصريحات ذاتها تمثّل اعترافًا ضمنيًا بدولة فلسطين وشعبها.
فذكرهم للاجئين الفلسطينيين في سياق الحديث عن "الحلول” أو "المخاوف” يُعدّ نسفًا للرواية الصهيونية التي ادّعت أنّ فلسطين "أرض بلا شعب”، ويُسقط شرعية احتلال جمع شظاياه من شتات العالم دون جذور أو صلة بالأرض.

ومن هنا، يجب التعامل مع تلك التصريحات لا كتهديد، بل كوثائق إدانة تاريخية تُثبت اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم إلى الشتات.

لغة الأرقام… الديمغرافيا تحسم الرواية
بلغ عدد الفلسطينيين في العالم منتصف عام 2025 نحو 15.2 مليون نسمة، نصفهم تقريبًا خارج فلسطين التاريخية و النصف الآخر داخلها متفوق على الاسرائيلي عدديا وهذا ما يفسر هواجس الكيان بتدبير مخططات التهجير و تفجير الداخل الفلسطيني.
في المقابل، يبلغ عدد اليهود في العالم حوالي 15.8 مليون، مع تمركز رئيسي داخل إسرائيل والولايات المتحدة.

خمسة عشر مليون فلسطيني ينحدرون من جذور شجرة زيتون واحدة، أنارت قلب العالم عبر التاريخ، في أرضٍ مشى عليها المسيح وعرج منها محمد عليه السلام، وسكنها الأنبياء زكريا وإبراهيم الخليل.
يقابلهم خمسة عشر مليونًا آخرين من فروع لا جذور لها، جُمِع بعضهم بأدوات الاستعمار خدمةً لدورٍ وظيفي هدفه إطفاء قناديل الأرض الفلسطينية و إغراق المنطقة في عتمة الظلم.

رغم محاولات الاحتلال طمس القضية عبر الحرب أو عبر استهداف وكالة الأونروا (الشاهد الحي على النكبة) ما زال الشعب الفلسطيني، ومعه الأمة العربية وتوأمه الأردني، يناضل منذ ثمانين عامًا لنيل الحرية وإقامة الدولة المعترف بها بعد نهاية الحكم العثماني و توقيعةاتفاقية لوزان عام 1923

أما حق العودة، فهو حق لا يسقط بالتقادم، أقرّته الشرعية الدولية:
قرار 194 الذي يؤكد وجوب السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم ودفع التعويضات و الخسائر من الدولة أو الحكومة المسؤولة .

قرار 3236 لعام 1974 الذي نصّ على أنّ حق العودة "حق غير قابل للتصرف”.
شعب لا يُمحى
القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية الأمة العربية كلها. وهي القضية التي ما زالت جذورها تنبض بالحياة والحنين مهما طال الزمن. شعبٌ صمد ثمانية عقود تحت أقسى ظروف البطش تكفي لإذابة جسده و قتل روحه ، حافظ على وجوده وثقافته، ودافع عنها بالبندقية، وبأدب الشاعر، وصنعة الحرفي و التاجر ، وريشة الفنان، وقلم المثقف، ومعرفة العالم.
شعبٌ كهذا… لا يمكن لعابرٍ أن يسقط حقه أو يمحو تاريخه.

أختم بأن هذا المقال لم يكن الاول ولن يكون الأخير دفاعا عن الاردن و فلسطين لاستشهد بما قاله الشاعر السعودي مهذّل الصقور:

أنكَ عندما أحرَقْتَنِي
ورَقَصْتَ كالشيطانِ فوق رُفاتي
وتَرَكْتَنِي للذَّارِياتِ تَذُرُّنِي
كُحلاً لعين الشمس في الفلواتِ
أتظن أنك قد طَمَست هويتي
ومَحَوْتَ تاريخي ومعتقداتي
عبثاً تُحاول ... لا فناء لثائرٍ
أنا كالقِيامةِ ذاتَ يومٍ آتِ
أنا مثلُ عيسى عائدٌ وبقوةٍ
من كل عاصفةٍ أَلُمُّ شتاتي
سأعودُ أقدمَ عاشقٍ متمردٍ
سأعودُ أعظمَ أعظمَ الثَّوراتِ
سأعودُ بالتوراةِ والإنجيلِ والـ
قرآنِ والتسبيحِ والصلواتِ
سأعودُ بالأديانِ ديناً واحداً
خالٍ من الأحْقادِ والنَّعَراتِ
رجلٌ من الأخدودِ ما من عودتي
بُدٌّ ... أنا كلُّ الزَّمانِ الآتي.