حسين الذكر
ما اقدم عليه المدرب كيروش مدرب البرتغالي بعد مباراة عمان والسعودية في المؤتمر الصحفي لا يمكن فهمه وتبريره فقد حمل ( جهاز عرض اللقطات ) في ردت فعل درامية غير مسبوقة ولا محبذة لنجومية مدرب بتاريخ كيروش الذي استعرض مفردات مشفوعة باعتراض (سيركوي) لم يحرك ساكنا لدى اللجنة التحكيمية كما انه لم يروض اعتراض جماهير الاحمر العماني الغاضبة من الاداء وتخلف النتائج وهي على حق ) .
في مباراة برشلونة واتلتيكو مدريد التي تعد من القمم الاوربية العالمية ليس فقط لتنافس الفريقين وما يحملان من نجوم على ظهر سفنهما الماخرة لبحر الكرة المتلاطم شرقا وغربا .. بل لاتباعهما مدرستين فكريتين مختلفة يقودها في كاتالونيا الالماني فليك معتمدا على مواهبه الشابة وما تبقى من ارث التيكي تاكا فيما الاتلتكي يقوده الارجنتيني سيموني معتمدا على البناء الدفاعي وتماسك الخطوط والقوة البدنية . وقد ابلى الموهوب ( بيدري ) حسنا بما قدم من مستوى مبهر في المراوغات والحيازة الايجابية والتمريرات وخلق الفراغات والتحرك الدائم وفقا للمقتضيات وقيادة ايقاع المباراة وتنظيم خطوط فريقه بواجبات متعددة اتمها بهدوء دون ان يشطح وينطح ويصرخ كان مدربا ولاعبا وقائدا ومايستروا داخل الساحة في انموذج من لمحات الفن الكروي الشامل المنسجم مع عصر العولمة والقرية العالمية الذي عبر عنه النجم المصري محمد ابو تريكة في استوديو تحليل بي ان سبورت مندهشا : ( ايش هذا بيدري جوهرة لا ينتهي عطائها فنان موهوب ممتع بكل ما يمتلك ويهب لنا بكل مباراة ) .
لم اقف عند حدود كلمة ابو تريكة حاولت اقارن بين نجوم العرب والاندية العربية التي لم تخرج بعد من نطاقها المالوف وما زالت تدير عرباتها بذات العقلية التي لم تستوعب مفردات العولمة كانها لم تعي معان (الاستثمار والتسويق والتشويق وغيرها من مصائد الدولار) .
هكذا تبدو الارض صغيرة جدا يتنقلها اهلها من اقصاها لاقصاها لم تعد هناك موانع تحيل دون الاحساس التام بقروية الارض وما عليها .. فيما يخوض المنتخب السعودي مباراته امام جزر القمر في الدوحة يضطر مدربه رينارد التوجه الى واشنطن لحضور قرعة كاس العالم 2026 المنعقدة هناك يوم 5-12- 2025 في مهمة لا تبدو شرفية ولا خطوة اجتهادية اذ اماط الاعلامي السعودي وليد الفراج عما يمكن ان يكون سببا وجيها لسفر رينارد موضحا : ( ليس حضور رينارد للقرعة وحده السبب الوجيه لسفره الاضطراري بل ستُقام على هامش القرعة ورشة عمل لمدربي كأس العالم، وسيحضرها جميع مدربي المنتخبات المشاركة في البطولة.. أهمية هذه الورشة في القدرة على حجز مباراة ودية، خلال مرحلة الإعداد لكأس العالم، بعد أن يتعرف كل منتخب على مجموعته في البطولة).
هنا يكمن الفهم والجدية في التعاطي الاداري مع استحقاق احترافي قادم بكل معنى الكملة فالسفر ينبغي ان لا يكون لغرض السياحة والايفاد والاستجمام والترفيه والتشيك ... فان وقت العاملين بكرة القدم سواء لاعبين او مدربين او اداريين ثمين جدا لا يمكن تعويض دقائقهم المبرمجة الا بصعوبة وتفهم لواقع تنافسي جدير بالامتحان الدائم .




