عواد عليان الشرفات
في بلد يشتعل فيه الغلاء من كل جانب، ويصارع فيه المواطن فواتير الماء والكهرباء والمحروقات والجامعات وحتى الخبز اليومي تبدو الحكومة وكأنها فقدت حسّها تجاه صوت الشارع الناس تئنّ بوضوح والرواتب بالكاد تغطي الأساسيات لكن الحكومة تصرّ على خطاب متكرر: "سننظر في زيادة الرواتب العام القادم."
أي عام؟ وأي انتظار؟ الناس لم تعد تحتمل شهراً إضافياً من هذا النزيف فكيف تُطلب منها سنة كاملة أخرى تحت وطأة الوعود؟
الأدهى أن مجلس النواب، الذي من المفترض أنه صوت الشعب وحصنه الأخير، اختار الانحياز للحكومة لا للناس أغلبية ساحقة رفعت أياديها للموازنة، وكأن جيوب المواطنين ليست مشتعلة، وكأن الصرخات التي تتصاعد كل يوم مجرد ضوضاء يمكن تجاهلها أي دور رقابي هذا؟ وأي أمانة بقيت إن كان التصويت يتم بخفة بينما حياة المواطن تهبط بسرعة السهم؟
واقع الحال اليوم واضح: حكومة تتجنب المواجهة، وبرلمان يبارك تمرير الأعباء، وشعب يختنق دون أن يجد يدًا تمتد إليه.
إن تجاهل الحكومة لرفع الرواتب لم يعد مجرد تقصير ؛ بل أصبح رسالة مباشرة بأن معاناة الناس ليست أولوية، وأن الأزمات تُدار بعبارات مؤجلة لا تعالج شيئًا.
وفي ظل هذا النهج، لا يبقى للمواطن الأردني إلا أن ينظر إلى المشهد بمرارة قاسية ويقولها بصدق موجوع:حسبنا الله ونعم الوكيل.




