شريط الأخبار
"القلعة نيوز " تُهنئ : إنجاز مشرّف بدعم ملكي هاشمي العين الحمود مُهنئًا : مبارك يا وطن النشامى رئيس الوزراء مُهنئًا النشامى : دائماً رافعين الرأس ولي العهد: مبارك للنشامى وتبقى السعودية شقيقة عزيزة الأميرة هيا للنشامى: لقد جسّدتم بروحكم القتالية وأدائكم المشرّف صورة الأردن الأبية القاضي: "مبارك للنشامى الأبطال وتحية تقدير لإخوتنا السعوديين" الفايز يُهنئ منتخب النشامى بالوصول لنهائي "كأس العرب" موقع سويسري : صندوق النقد الدولي : الاقتصاد الاردني ينمو بوتيرة اسرع رغم كل التحديات السلامي: النشامى كانوا في الموعد وسعيد بلقاء المغرب لأول مرة : الأردن يتأهل لنهائي كأس العرب والاحتفالات تعم المملكة الاحتلال يصعد عدوانه على غزة.. وغارات على جنوب ووسط القطاع مسؤول أميركي: الاتفاق بشأن أوكرانيا يشمل ضمانات أمنية "قوية" على غرار ما يوفره حلف الأطلسي أكسيوس: البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف إطلاق النار في غزة الأمير الحسن يترأس اجتماع مبادرة "السلام الأزرق – الشرق الأوسط" في بيروت وزير الخارجية: دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله بأي جهة أخرى الأردن وتركيا يؤكدان ضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكسيوس: البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف النار في غزة الملك يؤكد : شراكة قوية مع الهند تعود لاكثر من 75 عاما براك يلتقي نتنياهو وحديث عن رسالة شديدة اللهجة "النشامى" إلى نهائي كأس العرب بعد فوزهم على السعودية

قراءة في الحضارة النبطية لاستشراف مستقبل الاردن

قراءة في الحضارة النبطية لاستشراف مستقبل الاردن

قراءة في الحضارة النبطية لاستشراف مستقبل الاردن

المحامي معن عبد اللطيف العواملة

يواجه اردن اليوم تحديات مماثلة لتلك التي واجهتها الحضارة النبطية و استطاعت بنجاح توظيفيها لبناء دولة عظيمة حفرت مجدها في الصخر. ان دراسة تاريخ الانباط ترشدنا الى كتيبات للنجاح الاقتصادي والاجتماعي و السياسي في بيئة قاسية، كما انها توفر لنا خارطة طريق نحو الازدهار. فقد ترك لنا العرب الأنباط دروساً عظيمة، أهمها أن الإرادة والابتكار يمكنهما تحويل التحديات إلى نقاط قوة استراتيجية مستدامة.

الدرس الاول الذي يعطينا اياه الانباط هو ادارة المياه. لقد حفروا الخزانات والبرك والقنوات الصخرية، ومدوا الأنابيب الخزفية والحجرية عبر الجبال، محققين بذلك الإمداد المائي المستمر للتجمعات السكنية والقوافل التجارية على مدار العام. هذه العبقرية التقنية تعلمنا أن إدارة الموارد المائية يجب أن تتجاوز الحلول العادية لتصبح جزءاً من الهوية الوطنية. فهي تدعونا اليوم إلى مضاعفة الجهد في مشاريع حصاد المياه، واستخدام التقنيات الحديثة في كل قطرة، تماماً كما فعل أجدادنا الأنباط الذين أظهروا معرفة فنية مذهلة. فالأردن، بذاكرته الحضارية، لديه المؤهلات ليصبح رائداً في تكنولوجيا المياه المستدامة على مستوى المنطقة.

الدرس الثاني الذي يجب ان نتعلمه هو ان مجد الأنباط لم يقم على القوة العسكرية، بل على ذكائهم التجاري و براعتهم في تأمين القوافل. لقد كانوا العقل المدبر لطريق البخور من اليمن و عُمان الى اوروبا، عن طريق البر و البحر. و توج نجاحهم نموذج الخدمات اللوجستية التي تم توفيرها للبعثات التجارية، من مياه و امن و امدادات. و في منطقتنا المتقلبة اليوم، يبقى الأردن واحة استقرار، مما يجعله الخيار الأول كبوابة آمنة للتجارة بين الصين و جنوب اسيا و دول الخليج العربي وبلاد الشام والعراق ومصر و العالم اجمع. علينا أن ندرك أن الاستثمار في البنية التحتية اللوجستية، وتأمين الحدود، وتعزيز دور العقبة كمنفذ بحري حيوي، هو الاستثمار المعاصر في "طريق البخور".

و الدرس الثالث يرتبط بالارث اللغوي للانباط و هويتهم العربية. تشير النقوش إلى أن الخط الآرامي النبطي هو الجسر الذي تطور منه لاحقاً "خط الجزم"، الذي هو أساس الخط العربي الحديث. يدل هذا على ان الاردن كان الوعاء الذي احتضن المراحل التكوينية المهمة للهوية العربية المدونة. يضع ذلك على عاتقنا مسؤولية وطنية وقومية في الحفاظ على هذا المخزون الحضاري الفريد، وتدريس تاريخ الأنباط وحضارتهم بشكل معمق للتأكيد على دور الأردن كحارس أصيل لتاريخ العرب.

إن قراءة تاريخ الأنباط بعين المستقبل تكشف لنا أن النجاح لا يولد من الوفرة، بل من العبقرية في الإدارة والتكيُّف. الأنباط، الذين حولوا صخر البتراء إلى أيقونة معمارية مزجت الفن الآشوري والفرعوني والإغريقي، تركوا لنا دليلاً عملياً على فاعلية تحويل التحدي الجغرافي و المواردي إلى ميزة، والاستثمار في الأمن كأداة اقتصادية و اجتماعية. ليست البتراء ملحمة تاريخية فحسب، بل هي رؤية استراتيجية قابلة للاستنباط و التجدد.