شريط الأخبار
مسؤولون أميركيون وروس يجتمعون في فلوريدا لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة "أطباء بلا حدود": أطفال غزة يموتون بردا وندعو إسرائيل لإدخال المساعدات مقتل 5 عناصر على الأقل من تنظيم داعش بالضربات الأميركية في سوريا تفاصيل أكبر صفقة غاز بين إسرائيل ومصر حسان وابو السمن يتفقدان بدء أعمال البنية التحتية في عمرة الجيش: الأردن يشارك في عملية استهداف مواقع لعصابة داعش الإرهابية النشامى في كأس العالم .... محرك حقيقي لمراكمة النمو الاقتصادي وزير الصناعة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع الولايات المتحدة الحكومة تبذل جهدا استثنائيا بتأمين منظم يحمي الأردنيين من السرطان رئيس غرفة التجارة الأوروبية بالأردن : الاتحاد الأوروبي شريك اقتصادي رئيسي للمملكة نجوم عرب يشيدون بتألق النشامى في كأس العرب ويتوقعون تمثيلا مشرفا بالمونديال غدا بداية فصل الشتاء فلكيا مجلس الأمن الدولي يمدد البعثة الأممية في الكونغو سنة كاملة أجواء باردة نسبيًا في اغلب المناطق حتى الثلاثاء 87.80 دينار سعر غرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية اليوم تاريخ وزير الصناعة: عام 2026 سيكون نقطة تحول في العلاقات التجارية بين الأردن والولايات المتحدة ولي العهد يطمئن على صحة لاعب النشامى أدهم القرشي هاتفيا من جبل قاسيون الرئيس الشرع يوجه رسالة للشعب السوري الملك وولي العهد يباركان للمغرب ويشكران قطر على حسن التنظيم

الفاهوم يكتب : حين تُنقذ المعرفة الذاكرة: موسوعة البالستينيكا

الفاهوم يكتب : حين تُنقذ المعرفة الذاكرة: موسوعة البالستينيكا
الأستاذ الدكتور أمجد الفاهوم
تنبثق موسوعة البالستينيكا (Palestinica) في سياقٍ معرفي تتزايد فيه الحاجة إلى توثيق الرواية الفلسطينية توثيقًا علميًا منهجيًا، بوصفها أحد أهم المشاريع الأكاديمية المعاصرة التي تسعى إلى تقديم فلسطين للقارئ العالمي عبر الوثيقة والمصدر والتحليل العلمي الرصين، بعيدًا عن الاختزال أو السرد الانتقائي.

تُعدّ البالستينيكا من أضخم الأعمال الأكاديمية الصادرة عن فلسطين باللغة الإنجليزية خلال العقود الأخيرة، ويأتي اختيار اللغة الإنجليزية خيارًا استراتيجيًا واعيًا يهدف إلى مخاطبة المؤسسات الأكاديمية الدولية، والباحثين، والمكتبات العالمية بلغة البحث العلمي المتداولة، بما يعزز حضور الرواية الفلسطينية في الفضاء الأكاديمي العالمي.

تتكوّن الموسوعة من أربعةٍ وعشرين مجلدًا، وتضم ما يزيد على سبعة آلاف صفحة، تحتوي على كمٍّ كبير من الوثائق التاريخية، والخرائط، والرسومات، والصور الأرشيفية، يعود بعضها إلى ما قبل القرن التاسع عشر الميلادي. ويعتمد العمل، في جوهره، مقاربة توثيقية تحليلية لا تكتفي بالجمع الأرشيفي، بل تسعى إلى تقديم المادة التاريخية ضمن سياقها الزمني والاجتماعي والجغرافي، بما يتيح للقارئ فهمًا أعمق لمسار تطور فلسطين ومجتمعها.

تتجلّى القيمة العلمية للموسوعة في شمولية موضوعاتها؛ إذ توثق جوانب متعددة من الحياة الفلسطينية، تشمل البنية الاجتماعية والاقتصادية والدينية، والعائلات الفلسطينية، والخرائط والأراضي، والجغرافيا الطبيعية والبشرية، والتاريخ، والمعالم الدينية والأثرية، إضافة إلى الطبيعة، والمكتبات، والأوقاف. ويمنح هذا الامتداد الموضوعي العمل طابعًا مرجعيًا، ويجعله مصدرًا مهمًا للباحثين في مجالات التاريخ، والجغرافيا، والأنثروبولوجيا، والدراسات الدينية، والدراسات الثقافية.

تعكس الموسوعة، من الناحية الشكلية، عناية خاصة بطريقة الإخراج والطباعة، إذ تصدر بطباعة فاخرة توازي أهمية مضمونها، في تأكيدٍ على أن توثيق التاريخ والذاكرة لا يقتصر على النصوص وحدها، بل يشمل أيضًا أسلوب العرض واحترام المادة العلمية، بما ينسجم مع المعايير المعتمدة في نشر الموسوعات الأكاديمية الكبرى.

يشارك في إعداد موسوعة البالستينيكا نخبة واسعة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين من خلفيات علمية متعددة، ما يمنح العمل طابعًا جماعيًا رصينًا يعكس تنوّع المقاربات البحثية وتكاملها. ويسهم مؤرخون وجغرافيون، وباحثون في الدراسات الاجتماعية والدينية، وخبراء في الأرشيف والخرائط والتوثيق، إلى جانب مختصين في التراث والآثار والدراسات الثقافية، في بناء محتوى الموسوعة وفق معايير علمية دقيقة. ويعمل أكاديميون من جامعات ومراكز بحثية عربية ودولية على تحرير المواد، وتحقيق الوثائق، وتحليل الخرائط والمصادر الأولية، بما يضمن سلامة المنهج ودقة المعلومات، ويؤكد أن البالستينيكا ثمرة تعاون علمي موسّع لا جهدًا فرديًا معزولًا.

تمثّل موسوعة البالستينيكا، بما تقدمه من مادة موثقة ومنهجية متعددة الأبعاد، إضافة نوعية إلى المكتبة الفلسطينية والعالمية، وتؤكد أن المعرفة العلمية الرصينة تبقى من أكثر الوسائل فاعلية في صون الذاكرة التاريخية، وتعزيز الفهم الموضوعي للقضية الفلسطينية في الأوساط الأكاديمية الدولية.

وتخلص القراءة التحليلية للموسوعة إلى أنها لا تُختزل في كونها عملًا مرجعيًا فحسب، بل تُجسّد مشروعًا معرفيًا طويل الأمد يفتح آفاقًا جديدة للبحث والدراسة، ويؤكد حضور فلسطين في الوثيقة، وفي الخريطة، وفي البحث العلمي الجاد، حضورًا يستند إلى الدليل والتحقيق وأمانة النقل.