رشا الشوابكة
يشكّل ملتقى الأصايل لابسات المدارق، برئاسة الشيخة ريما الرتيمه العبادي، نموذجاً فعّالاً في دعم السيدات في مختلف أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية فقد استطاع الملتقى خلال السنوات الماضية تحقيق نجاحات عديدة عبر مساندة المشاريع التنموية المستدامة، والوقوف إلى جانب السيدات والشباب منذ المراحل الأولى لأفكار مشاريعهم حتى مرحلة الإشهار، مروراً بمتابعة تطور تلك المشاريع لضمان استمرارها ونجاحها فهذا النهج القائم على الدعم الفعلي والتواصل المباشر بين الملتقى والمجتمعات المحلية أسهم في ترسيخ حضور قوي للملتقى داخل المحافظات والمناطق المختلفة ومع استمرار هذا التوجه، بدأ الملتقى مرحلة جديدة من خلال دعمه لمنطقة عمّان الشرقية عبر تأسيس أصايل شرق عمّان، حيث جسّد هذا الفرع روح المشاركة المجتمعية بين سيدات المنطقة من مختلف العشائر في أجواء تسودها الأخوّة والترابط والإصرار على الإنجاز.
ويأتي إشهار فرع أصايل شرق عمّان ليؤكد استمرار الملتقى في دوره الوطني والاجتماعي، إذ يمثّل خطوة تعزز الهوية الأردنية التي تقوم على التآخي والالتفاف حول القيم الأصيلة وقد عكس الحضور والتفاعل روحاً تعبر عن ارتباط السيدات بوطنهن، وسعيهن للمساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخها من خلال العمل المجتمعي. فالهوية الاردنية ليست مجرد تعبير ثقافي، بل هي ممارسة تظهر في التعاون، والتكافل، والإيمان بأن النجاح الفردي جزء من نجاح الجماعة.
ويمثل هذا الفرع مساحة جديدة لتمكين المرأة عبر منحها الفرصة لتطوير مهاراتها والمشاركة في مبادرات تنموية تنعكس على المجتمع المحلي إذ يسهم وجود هذه المنصة في دعم المشاريع الصغيرة، وبناء قدرات السيدات، وتعزيز حضورهن في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتماشى مع الرؤية الوطنية التي تعطي للمرأة دوراً محورياً في البناء والإنجاز ومع هذا التوجه، يصبح الملتقى جسراً يربط بين المبادرات الفردية والجهود الوطنية الكبرى التي تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع وتعزيز الاعتماد على الذات.
ويأتي الدور المجتمعي لأصايل شرق عمّان امتداداً لنهج الملتقى في تعزيز المشاركة الوطنية، إذ يؤمن القائمون عليه بأن الهوية الأردنية تتجذّر أكثر عندما تتواصل الجهود بين أبناء الوطن لتحقيق أهداف مشتركة.فالعمل المجتمعي القائم على الأصالة والقيم الأردنية يشكّل قاعدة لبناء مبادرات قادرة على إحداث تغيير إيجابي، خاصة عندما يعتمد على التعاون بين مختلف مكونات المجتمع، كما هو الحال في هذا الفرع الذي جمع سيدات من مختلف العشائر بروح واحدة تتطلع إلى التقدّم.
ومن خلال هذا المسار، يبرز أصايل شرق عمّان كخطوة إضافية في مسيرة ترسيخ الهوية الوطنية وتمكين المرأة فهو يعكس قناعة بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الناس، ومن قدراتهم، ومن المبادرات التي تنطلق من حاجاتهم الواقعية. وبذلك يمهّد هذا التوجه لصياغة مستقبل مشرق تُبنى فيه المبادرات على القيم الأردنية الأصيلة، وتشارك فيه المرأة بدور رئيسي في صنع التغيير وتعزيز قوة المجتمع.




