شريط الأخبار
وفاة رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه بحادث طائرة فوق أنقرة مقتل ضابط مخابرات سوري سابق بظروف غامضة الأمن العام : وفاة وإصابتان بانفجار جسم متفجّر قديم عثر عليه أشخاص في أثناء جمع الخردة بمنطقة الظليل في الزرقاء بالفيديو.. لحظة حدوث انفجار يعتقد أنه ناجم عن سقوط طائرة تقل رئيس الأركان الليبي في تركيا وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي أسلحة ورواتب وخرائط.. دعم إسرائيلي لقوات الهجري الجيش الاسرائيلي يزعم احباط تهريب اسلحة على الحدود الاردنية "الخضير تفزع للزهير" منع ١٤ شخصا من السفر و٢٦ مشتكي في قضية "الشموسة" جعفر حسان في وزارة الخارجية! طقس العرب: تغيرات مرتقبة على الأنظمة الجوية تعيد الأمطار إلى الأردن نهاية العام وزيرا الخارجية السعودي والمصري يبحثان مستجدات غزة استعدادا لاجتماع "التنسيق الأعلى" السعودية.. المسجد النبوي يودّع مؤذنَه فيصل النعمان (فيديو) لافروف سيلتقي الشيباني في موسكو فلسطين تتهم إسرائيل بـ"إحكام السيطرة الاستعمارية" في الضفة الغربية البكار: قرار إنهاء خدمة من أمضوا 30 سنة أثّر سلبا على استدامة المركز المالي للضمان غنيمات تستقبل الخطاط والفنان التشكيلي المغربي محمد قرماد عباس لزوجة مروان البرغوثي: إطلاق سراحه على رأس أجندتنا الشرفات من اليرموك: نُدافع عن التعددية السياسية من وحي الدستور عاجل : هيئة الإعلام تمنع التصوير الميداني أثناء امتحانات التوجيهي دون تصريح وزير الخارجية يلتقي نائب الرئيس الفلسطيني

العجارمة يكتب : أزمة الواجهات الحزبية وغياب الخطاب السياسي

العجارمة يكتب : أزمة الواجهات الحزبية وغياب الخطاب السياسي
شامخ حكم السمور العجارمة
تشهد الساحة السياسية اليوم حالة من الجمود الواضح، لا يمكن تفسيرها فقط بتراجع الاهتمام العام أو بضعف الظروف السياسية، بل ترتبط بشكل مباشر بطبيعة الوجوه التي تتصدر العمل الحزبي والخطاب الذي تقدمه. فعدد غير قليل من الشخصيات الحاضرة في الواجهات الحزبية يفتقر إلى الفهم الحقيقي للعمل السياسي، ولا يمتلك أدوات التحليل ولا الجرأة في اتخاذ المواقف، ما يجعل وجوده شكليًا أكثر منه فاعلًا.
السياسة، في جوهرها، ليست منصبًا ولا لقبًا، بل وعي بالواقع، وقدرة على قراءة التحولات، وامتلاك خطاب يعكس هموم الناس ويقترح حلولًا قابلة للنقاش والتنفيذ. لكن ما نراه في كثير من الأحيان هو خطاب إنشائي، مكرر، يفتقد إلى الوضوح، ويتجنب القضايا الحساسة، وكأنه صيغ خصيصًا للهروب من المسؤولية لا لتحمّلها. هذا النوع من الخطاب لا يبني ثقة ولا يصنع رأيًا عامًا، بل يعمّق الفجوة بين الأحزاب والمجتمع.
الشباب هم أول من يلتقط هذا الخلل. فهم جيل يتابع، ويقارن، ويحلل، ولم يعد يقبل بالاستهانة بوعيه. حين يرى الشاب أن الواجهات الحزبية لا تعكس طموحاته، ولا تفهم لغته، ولا تتحدث عن مشاكله الحقيقية كالبطالة، والتعليم، والعدالة الاجتماعية، وحرية التعبير، فمن الطبيعي أن يبتعد عن العمل السياسي أو ينظر إليه كمساحة مغلقة لا تمثله.
المشكلة تتفاقم عندما تتحول الأحزاب إلى هياكل جامدة، تُدار بعقلية قديمة، تعتمد على تدوير نفس القيادات، وتقصي الكفاءات الجديدة، خاصة الشباب. في هذه الحالة، لا يصبح الحزب أداة للتغيير، بل عبئًا على الحياة السياسية. فالسياسة التي لا تتجدد تموت، والأحزاب التي لا تراجع نفسها تفقد معناها.
كما أن غياب الخطاب السياسي الحقيقي يفتح المجال لانتشار الشعبوية أو اللامبالاة، وكلاهما خطر على أي مجتمع يسعى إلى بناء حياة سياسية صحية. فإما خطاب سطحي يبيع الوهم، أو انسحاب عام من الشأن السياسي، وفي الحالتين تكون النتيجة إضعاف المشاركة وتآكل الثقة.
إن إنقاذ العمل الحزبي يبدأ من الاعتراف بالأزمة، لا إنكارها. يبدأ من إعادة الاعتبار للسياسة كفعل أخلاقي ومسؤولية وطنية، لا كمسار شخصي أو واجهة اجتماعية. كما يتطلب الأمر تمكينًا حقيقيًا للشباب، ليس عبر شعارات المشاركة، بل عبر إشراكهم الفعلي في صنع القرار، وصياغة البرامج، وبناء الخطاب.
الشباب لا يطالبون بالمستحيل، بل بخطاب صادق، وقيادات تمتلك الكفاءة والشجاعة، وأحزاب تشبه المجتمع الذي تدّعي تمثيله. وإذا لم تستجب الأحزاب لهذه المطالب، فإنها ستظل حاضرة في المشهد الإعلامي، لكنها غائبة عن التأثير الحقيقي.
في النهاية، إما أن تختار الأحزاب طريق التجديد والانفتاح، أو تستمر في الدوران داخل حلقة مغلقة، تخسر فيها الشباب، وتخسر معها مستقبلها السياسي.