القلعة نيوز : بينت السجلات الضريبية التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الإثنين، أن برنامج تلفزيون الواقع "المبتدئ" The Apprentice أنقذ دونالد ترامب، وحقق له أرباحاً طائلة وشهرة ساهمت في وصوله إلى البيت الأبيض.
وكشفت "نيويورك تايمز" أنّ ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن تخطيه الصعوبات الاقتصادية التي واجهت شركته وعصاميته التي جعلت منه واحداً من أثرياء البلاد، خلال الحلقة الأولى من برنامج "المبتدئ" عام 2004، ليس إلا "خدعة"، مشيرة إلى أنّه بعد أشهر من بثّ الحلقة المذكورة قدّم إقراره الضريبي الفردي بالإبلاغ عن 89.9 مليون دولار من الخسائر الصافية من أعماله الأساسية للعام السابق.
واعتبرت الصحيفة الأميركية أنّ صورة رجل الأعمال العصامي الذي أنقذ نفسه من التحديات المالية ستظل راسخة في وعي الأميركيين بعد 12 عاماً، وستساعد في انتخاب ترامب رئيساً للبلاد.
كيف إذاً أنقذ البرنامج التلفزيوني ترامب ومنحه فرصة لإعادة ابتكار صورته؟
البرنامج والشهرة التي جرّها على ترامب هي ما ساهم في نجاحه فعلياً، وعبر تحليل السجلات الضريبية، تمكنت الصحيفة من تقييم شهرته هذه؛ بينما تُظهر العائدات أنه حصل على نحو 197 مليون دولار أميركي مباشرةً من برنامج "المبتدئ" على مدار 16 عاماً، فقد كشفت أيضاً أنّ 230 مليون دولار أميركي إضافية تدفقت من الشهرة المرتبطة به.
وأوضحت الصحيفة أنّ شهرة البرنامج جذبت الشركات والمؤسسات التي أرادت الاستفادة من هذه الشعبية، فحصل على 500 ألف دولار أميركي من "أوريو"، و500 ألف دولار أميركي من "دومينوز بيتزا"، و850 ألف دولار أميركي من علامة تجارية لمسحوق غسيل الملابس.
كما عقد ترامب شراكات بعشرات ملايين الدولارات الأميركية مع فنادق، وبعضها لديها خلفيات غامضة، في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ودول نامية أخرى. كما أقيمت ندوات استغلت هذه الثقة بالصورة التي روج لها عبر الشاشة الصغيرة، وروجت للثراء السريع، وبينها ما حمل عنوان "الأسرار والاستراتيجيات التي جعلت دونالد ترامب مليارديراً".
ويبدو أنّ ترامب لم يكن يمانع وضع اسمه على أي علامة تجارية، من شرائح اللحم والفودكا إلى الألعاب والعطور، طالما تساهم في زيادة شهرته.
ووقع اتفاقية ترخيص مع شركة "سِرتا" Serta للأثاث التي حصدت له أكثر من 15 مليون دولار أميركي. كما حصل على 15 مليون دولار أميركي من ربطات العنق والقمصان والملابس الداخلية التي يرتديها من شركات مثل "فيليبس فان-هيوزن" Phillips-Van Heusen.
وأظهرت سجلات ضرائبه أنه جمع 5.2 ملايين دولار أميركي، من 11 حملة إعلانية مختلفة وفعالية تحدث فيها، وكلها مدفوعة بشعبيته المتزايدة كرجل أعمال في عالم تلفزيون الواقع.
بعد طلاقه للمرة الثانية، وبعد فشل الكازينوهات التي يملكها في أتلانتيك سيتي، واجه ترامب مشاكل مالية متصاعدة واحتمال توجهه مجدداً إلى محكمة الإفلاس. وفيما يتعلق بإقرارات ضريبة الدخل الخاصة به، أبلغ عن خسائر صافية سنوية طوال التسعينيات، وانتقل بعضها من سنة إلى أخرى، ما من شأنه أن يتضخم إلى 352.8 مليون دولار أميركي نهاية عام 2002، وفقاً لـ"نيويورك تايمز".
لكن ترامب تلقى دعماً من "مصدر غير متوقع" من شأنه "تغيير مستقبله ومستقبل البلد"، وهو المنتج التلفزيوني البريطاني مارك بورنت الذي اقترح عليه فكرة برنامج The Apprentice. ووافق ترامب على تقديم البرنامج. حينها تساءل بعض موظفي بورنت كيف يمكن لرجل أعمال ثري، يُفترض أنه يدير إمبراطورية عقارية، أن يضيع وقته هكذا، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أنّ ما يروج له ترامب عن عالمه ليس كما يبدو في الحقيقة.
في البرنامج الشهير يلعب ترامب دور المدير الذي يجري مقابلات عمل مع مجموعة من الراغبين في التوظيف، ثم يقصيهم واحداً تلو الآخر. ويحصل الفائز على منصب أحلامه مع راتب خيالي.
تجدر الإشارة إلى أن تحقيقاً لـ"نيويورك تايمز" كشف أنّ ترامب لم يدفع سوى 750 دولاراً أميركياً من ضرائب الدخل الاتحادية في عامي 2016 و2017، بعد الإبلاغ لسنوات عن تكبد مشروعاته التجارية خسائر فادحة. وذكرت الصحيفة أنّ ديون ترامب بلغت مئات الملايين من الدولارات الأميركي، وسط خسائر مزمنة لأعماله يستخدمها لتجنب دفع الضرائب. وأضافت أنها حصلت على بيانات الإقرارات الضريبية التي تغطي أكثر من عشرين عاماً لترامب والشركات داخل مؤسسته التجارية.
وفي سلسلة تغريدات، رد ترامب على "نيويورك تايمز" واصفاً تقاريرها بـ"الأخبار الزائفة"، وقائلاً إنه دفع "ملايين كثيرة من الدولارات كضرائب"، وإنه يملك أصولاً أكثر بكثير من الديون، لكنه لم يقدم أدلة أو يتعهد بنشر أي بيانات مالية قبل انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ووفقاً للتقارير نفسها التي نشرتها "نيويورك تايمز"، فإنّ الرئيس الأميركي أنفق 70 ألف دولار أميركي على تسريح شعره في الإطلالات التلفزيونية، و95.464 ألف دولار أميركي صنفت كنفقات من شركات ترامب التسع على تسريح شعر ابنته إيفانكا ترامب.