شريط الأخبار
مواجهة سياسية بين الشرفات وزيادين حول التجربة الحزبية الأردنية شهيد بغارة إسرائيلية على مركبة في بلدة برج رحال جنوبي لبنان موازنة 2026.. تخصيص 95 مليونا للناقل الوطني والتنقيب عن غاز الريشة الحكومة تتوقع تراجع العجز الكلي في موازنة 2026 إلى 2.1 مليار دينار بني مصطفى تلقي كلمة الأردن في القمة العالمية للتنمية الاجتماعية في الدوحة موازنة 2026: ارتفاع النفقات الجارية إلى مليار 145 مليون دينار برنامج الأغذية العالمي يدعو لفتح جميع المعابر إلى غزة الأردن يعزز حضوره السياحي بمشاركته في معرض سوق السفر العالمي وزير النقل: تطوير بيئة استثمارية جاذبة في قطاع النقل الجوي مجلس الوزراء يقر مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 بوتين: روسيا قد تستأنف التجارب النووية بعد تصريحات ترامب مصادر أمنية: تركيا وحماس تناقشان المراحل التالية من خطة غزة "برلمان المتوسط" يختتم أعمال دورته التدريبية حول مكافحة الإرهاب بالذكاء الاصطناعي منتدى البلقاء الثقافي يقدّم نموذجًا تطبيقيًا رائدًا في إعداد الأخصائيين الاجتماعيين لمواجهة العنف الأسري الأشغال تُنهي مشروع مهارب النجاة على طريق العدسية – البحر الميت الحكومة توافق على مذكرة تعاون مع فلسطين في مجال الطاقة الكهربائية الحكومة تقر مشروع نظام لتنظيم عمل موظفي المحكمة الدستورية الحكومة توافق على تسوية 272 قضية بين مكلفين وضريبة الدخل إقرار تعليمات إعداد دراسات تقييم الأثر للتشريعات والسياسات مشروع قانون يلزم شركات التأمين بالرد على الطلبات خلال 10 أيام

فؤاد دبور يكتب : النظام العربي ... مشاريع وازمات

فؤاد  دبور يكتب : النظام العربي ... مشاريع وازمات


سوف تبقى الجهات المعادية للامة تعمل على وضع العراقيل امام النظام العربي لتحقيق اغراضها ومراميها ومصالحها الخاصة التي تستهدف خلخلة النظام العربي عبر مساريع وازمات...الا ان امتنا قادرة على درء هذه الاخطار ودفن هذه المشاريع قبل ان ترى النور وهذا ما تنجزه المقاومة التي تواجه هذه المشاريع على امتداد مساحات واسعة من الوطن العربي والاقليمي. "


القلعة نيوز :فـــــــــــؤاد دبـــــــــــور
جاء تشكيل النظام العربي الراهن اثر اتفاق استعماري بريطاني فرنسي مدعوما من روسيا القيصرية وايطاليا في السادس عشر من ايار عام 1916 وكان هذا أحد الاسباب الرئيسية للحالة العربية السائدة، حيث تقدم ظروف تأسيسه وتطبيقاته صورة واضحة عن مواقع الخلل فيه، وتوضح اسباب تعثره حيث يساعد فهمها على رسم طريق جديد لإصلاحه وتطويره ان لم نقل، بناء نظام عربي جديد يستوعب الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل. وقد تجسد النظام العربي في جامعة الدول العربية وميثاقها، التي تأسست في الثاني والعشرين من شهر آذار عام 1945م من سبع دول عربية مستقلة (سورية، مصر، العراق، لبنان، شرق الاردن، اليمن، السعودية).

وكانت اول منظمة اقليمية عربية وانضمت الدول العربية كافة الى جامعة الدول العربية ليصبح عددها الان 22 دولة عربية، وقد تعرضت جامعة الدول العربية منذ قيامها، الى مراحل مختلفة من التراجع وواجهت ازمات عربية داخلية وخارجية متعددة وعبر تاريخها، مثلما تعرضت لازمات هيكلية وسياسية متنوعة، شكلت تراكماتها ازمة حادة للنظام العربي مما اوصلها الى المرحلة الصعبة الراهنة.

ومن اهم عوامل هذه الازمة، الخلافات العربية – العربية والتي ادت الى انقسامات حادة ومحاور وتكتلات سياسية وهيمنة انظمة عربية معززة بالمال السياسي على قرارات الجامعة وقيام الدول العربية بتحويل الخلافات في أي مجال من المجالات الى خلاف يشمل المجالات كافة خاصة، اسقاط الخلاف السياسي على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الاقطار العربية التي تختلف واحيانا تتصاعد وتيرة هذه الخلافات لتصل الى حد الصدام، مما الحق الضرر بالأمن الوطني والقومي وسبب ازمات في النظام الاقليمي العربي، كادت ان تودي به، رغم انفراد النظام العربي دون غيره من الانظمة الاقليمية الاخرى في العالم، بخاصية ايديولوجية، هي القومية العربية، التي تتبلور في تيار فكري من ناحية، وحركة سياسية من ناحية اخرى، مما يجعل التفاعل بين اعضاء النظام العربي والعلاقات بينهم ليس مجرد علاقات بين دول تربطها المصالح فقط، بل ترتبط ايضا، بروابط التاريخ واللغة والثقافة ,,,و

اذ يرتكز النظام العربي على الشرعية القومية ومجموعة من قواعد السلوك السياسي والمصير المشترك، حيث تواجه اقطار النظام العربي مجتمعة اخطارا وتحديات تستهدفها جميعا وفي مقدمتها الخطر الصهيوني والاطماع الاستعمارية في ثرواتها مما جعلها عرضة للصراعات والحروب،


وهنا لا بد وان نستذكر مشاريع الدول الاستعمارية الاوروبية منها والامريكية التي استهدفت اقطار الامة العربية مثل مشاريع الدفاع عن الشرق الاوسط وحلف بغداد المعاهدة المركزية والشرق الاوسط الجديد، وما طرحته ادارة ترامب الامريكية بما يسمى "صفقة القرن"، وتهدف كل هذه المشاريع الى الهيمنة على المنطقة العربية بخاصة، ورسم حدود المنطقة كاملة بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني على حساب اقطار الامة العربية.
لقد واجه النظام العربي ومنذ نشأته اختراقا غربيا خطيرا تمثل في اقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين العربية، في مؤامرة استعمارية واضحة تهدف الى التأثير على الامة والتحكم بمسارها والابقاء عليها مجزأة مشتته مما يحول دون بناء وحدتها وقوتها، كما واجه اختراقات خارجية اخرى في المجالات السياسية والاقتصادية،

وقد اثرت هذه الاختراقات في صياغة العلاقات العربية – العربية بشكل مباشر او غير مباشر، واصبح العنصر الدولي وبالتحديد الامريكي من اهم العناصر في صياغة سياسات اقطار عربية متعددة الامنية منها والسياسية والاقتصادية
وظهر هذا الامر واضحا عبر فتح انظمة عربية اراضيها ومياهها للقواعد والقوات الامريكية، والذي القى بثقله الشديد على النظام العربي، وبالتأكيد فسوف تبقى الجهات المعادية للامة تعمل على وضع العراقيل امام النظام العربي لتحقيق اغراضها ومراميها ومصالحها الخاصة.

وامام صورة المشهد الراهن للنظام العربي، يمكن ان نتوقف عند بعض اسباب وعناصر ازمة النظام العربي للتخلص منها عند البحث عن الإصلاح والتطوير:

1.العجز عن اقامة مؤسسات متطورة للنظام الاقليمي العربي وعدم تمكين المؤسسات والمنظمات العربية التابعة له من الاضطلاع بدور فاعل في المجالات الاقتصادية والدفاعية.

2.عجز النظام عن حل المشكلات البينية التي واجهت اقطار الامة العربية مما جعل هذه المشكلات تتفاقم الى درجة وصلت فيه الى حد استخدام القوة المسلحة بين انظمة عربية.
3.الفشل في الدفاع عن الامن القومي العربي، والعجز امام التهديدات الخارجية وعدم مواجهة مؤامرات اعداء الامة الهادفة الى الابقاء على تجزئة الامة.
4.الافتقار الى تفعيل البنية الاساسية للنظام العربي باتجاه خدمة العمل وتفعيل البنية الاساسية للنظام العربي بما يؤدي الى خدمة المصالح الوطنية والقومية ويحول دون ارتباط بعض الأقطار العربية بالتبعية الخارجية سياسيا واقتصاديا.

5.تكثيف جهود الدول الاستعمارية المعادية وعلى رأسها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية لإنهاء النظام العربي لصالح مشروعات اقليمية بديلة كالنظام الشرق اوسطي الجديد او الكبير.
تستهدف المشاريع الامريكية والصهيونية الى جعل أنظمة عربية تقدم على التطبيع مع الكيان الصهيوني عبر اقامة علاقات طبيعية معه في مختلف المجالات.

لكن، الولايات المتحدة الامريكية والصهاينة لن تقدرا على انجاح مشاريعهما المعادية للامة العربية، لان الامة العربية والشعوب الاسلامية تدرك تماما ان الطرفين المعنيين من اشد اعداء الامة واكثرهم خطورة، مما يجعل شعوب الامتين العربية والاسلامية يتصدون بكل قوة لإفشال مثل هذه المشاريع الصغرى والكبرى رغم ادراكنا بأن الامة تمر بمرحلة عصيبة هي من أخطر ما واجهته في تاريخها المعاصر.

ندرك في الوقت نفسه ان الامة العربية والشعوب الاسلامية تمتلك طاقات كبيرة وامكانات هائلة إذا ما تم حشدها بجدية واخلاص على قاعدة مواجهة التحديات والاخطار ومواجهة المشاريع التي تستهدف الامة، سوف تستطيع درء هذه الاخطار ودفن هذه المشاريع قبل ان ترى النور وهذا ما تنجزه المقاومة التي تواجه هذه المشاريع على امتداد مساحات واسعة من الوطن العربي والاقليمي.

*الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي