شريط الأخبار
الشرع يوجه كلمة للشعب السوري: تحررت البلاد وفرح العباد وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/82 إلى أرض المهمة القوات المسلحة تنفذ عملية إجلاء طبي جديدة لأطفال مرضى بالسرطان من غزة اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الأردن والإمارات تدخل حيز التنفيذ الخميس الشديفات: نعمل على خلق بيئة محفزة داخل المراكز الشبابية مباحثات أردنية مصرية عراقية موسّعة في إطار آلية التعاون الثلاثي حجب 12 موقعا أجنبيا تهاجم الأردن ورموزه (أسماء) ابو الفلافل.... الشباب والوطن..... كنا وكنا وفعلوا ودفعنا.... خروج الروسية ميرا أندرييفا من ربع نهائي بطولة روما وزير التجارة الروسي: التسويات مع مصر تتم بعيدا عن الدولار واليورو بوتين: علاقاتنا مع ماليزيا تاريخية ومتعددة الأبعاد رونالدو جونيور يحظى باهتمام 16 فريقا.. وريال مدريد يتجاهل نجل هدافه التاريخي منتدى قازان.. جسر روسي إسلامي يعزز التعاون الاقتصادي والثقافي أمير دولة قطر والرئيس الأمريكي يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين بينها دفاعية مدرب منتخب المغرب يعلق على مواجهة مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب الملك يستقبل مستشار الأمن القومي البريطاني قطر توقع صفقة بقيمة 200 مليار دولار لشراء طائرات من بوينج خلال زيارة ترامب وزير الخارجية السعودي : إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار

تحسين التل يكتب ويوثق :محمود (باشا) يوسف التل ..أحد مؤسسي جهاز الدفاع المدني

تحسين التل يكتب ويوثق :محمود (باشا) يوسف التل ..أحد مؤسسي جهاز الدفاع المدني

قصة الطفل الفلسطيني الذي وجده المرحوم- حياً يبكي بجانب والدته التي استشهدت نتيجة قصف عصابات الهاجاناة عام (1948)، وقد عمل على تربيته، ومنحه اسم العشيرة

القلعة نيوز-كتب ووثق تحسين أحمد التل:-
الكتابة عن رجال تركوا بصمات أردنية لا يمكن أن تزول مع مرور الزمن، يُعد من الأمور الصعبة، والمتعبة، وتحتاج الى كثير من البحث والتحري، فالأمر يستحق إذا كانت الكتابة تتعلق بأحد رموز عشيرة التل على المستوى العسكري.
قدم الباشا محمود اليوسف مساعدات يشهد لها كل من تجند، وعمل في الدفاع المدني، ووصل الى أعلى الرتب العسكرية بفضل الله وبمساعدة اللواء التل، منهم من لا زال على رأس عمله، ومنهم من أحيل الى التقاعد.


لكن قبل أن نبدأ بالحديث عن هذا الفارس، علينا أولاً أن نعطي القارىء نبذة عن أحد أهم الأجهزة (شبه العسكرية) التي تعمل من أجل راحة المواطن، وحماية ممتلكاته، وتعمل على توفير أقصى درجات الأمن والأمان عند حدوث طوارىء، وأزمات، وكوارث يمكن أن يتعرض لها المواطن أو المجتمع الأردني.
قبل تأسيس الدفاع المدني؛ كان هناك: الإطفائية، وهي شاحنة صغيرة تحمل تنك ماء قامت بلدية إربد بتعبئته بالماء، وتجهيزه بالبرابيش، وكانت مهمته إطفاء الحرائق التي تتعرض لها المزروعات، أو البيادر، أو المنازل، وأول مكان وضعت فيه سيارة إطفائية كان في شارع فلسطين بالقرب من مدخل مضافة عشيرة التل، ولم يستمر عمل الإطفائية طويلاً.
تأسس جهاز الدفاع المدني الأردني عام (1956) بأوامر من الملك الراحل الحسين بن طلال ليكون رديفاً لجهاز الأمن العام، وأشرف على تأسيسه وإعداده عسكرياً حوالي عشرة ضباط من القوات المسلحة، كان أبرزهم المرحوم محمود اليوسف التل.
في البداية كان جهاز الدفاع المدني يتبع وزارة البلديات، وفي العام (1959) انضم مالياً وإدارياً الى مديرية الأمن العام حتى عام (1970) انفصل إدارياً، وفي العام (1978) انفصل مالياً عن الأمن العام، وبقي هكذا الى أن انفصل مالياً وإدارياً عام (1999).
كان اللواء محمود اليوسف ضابطاً في الجيش الأردني المتمركز في فلسطين، مسؤولاً عن سرية الإسناد والإنقاذ، منطقة يافا، وقد وقعت حادثة خلال حرب فلسطين عام (1948)، وكان سببها القصف العشوائي الذي كانت تقوم به العصابات الصهيونية ضد الجيش الأردني، وجيش الإنقاذ، والسكان دون تمييز.
وقد عثر الضابط محمود التل على طفل فلسطيني يبكي الى جانب جثة والدته، فأخذه معه وسلمه لزوجته أم زياد التي ربته كأنه ولد من أولادها، وكان اسمه سمير أبو عمارة؛ لكن اللواء محمود اليوسف منحه اسماً جديداً، وصاروا ينادونه جهاد محمود التل، وأصبح أحد أفراد العائلة، وبعد مرور اثنا عشر عاماً، وبالصدفة تعرفت عليه عمته في السلط، وبلغت أعمامه وشقيقه الأكبر الذي جاء الى عمان يبحث عنه حتى وجده، وأخبره بأنه ليس جهاد التل وإنما سمير أبو عمارة الفلسطيني الأصل، وصمم على تغيير اسمه وجواز سفره ووثائقه الرسمية ليعود من جديد الى هويته الأصلية.
عمل المرحوم اللواء محمود التل على تعيين سمير أبو عمارة أو جهاد محمود التل في القوات المسلحة، الفرقة (12) الملكية، وكان مركزه في الشونة الشمالية في إحدى كتائب مدفعية الفرقة، وبعد أن أحيل الى التقاعد قام اللواء محمود اليوسف بتعيينه أيضاً في كلية الزرقاء الأهلية مسؤولاً عن حركة النقل في الكلية، وبعد إصابته بمرض لم يمهله طويلاً توفي رحمه الله ودفن في عمان.
هذه واحدة من مآثر المرحوم محمود اليوسف التي سجلت في تاريخه المشرف في فلسطين، أو في الأردن، ويشهد له كل من انضم الى خدمة الدفاع المدني أن له أيادٍ بيضاء على جهاز الدفاع المدني منذ تأسيسه، وكيف استطاع أن يوظف الكفاءات لرفع مستوى الأداء، والمحافظة على الإنجاز، ومدى الجاهزية في كل الظروف والأحوال.
تُعد فترة وجود الضابط محمود التل في الدفاع المدني؛ من الفترات الذهبية في عمر الجهاز، إذ كان يزامله في تلك الفترة الفريق خالد الطراونة مدير عام الدفاع المدني لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، وكانت بحق من الفترات الذهبية في تاريخ هذا الجهاز العريق بضباطه، وكوادره، وإنجازاته. اللواء محمود اليوسف التل كان أحد أبرز شخصيات العشيرة، والوطن، وهو شقيق القائد المجاهد عبد الله التل بطل معركة القدس الشهيرة، وشقيق الدكتور أحمد اليوسف التل أمين عام وزارة التعليم العالي سابقاً (رحمه الله)، وشقيق المرحوم (محمد زكي) يوسف التل مدير الشؤون الاجتماعية والعمل سابقاً، وشقيق المرحوم عبده اليوسف التل.
عمل رحمه الله لأكثر من نصف قرن ضابطاً في القوات المسلحة، وحارب في فلسطين المحتلة، وساهم في تأسيس جهاز الدفاع المدني، وهو من أعمدة العشيرة الذين نتفاخر بوجودهم بيننا أحياءً كانوا أم في رحاب الله، رحمهم رب العزة جل وعلا، وأنزلهم منازلهم في الفردوس الأعلى. توفي الباشا في (17- 4 - 2007)، وكانت جنازة (المغفور له بإذن الله) اللواء محمود اليوسف؛ تمت وسط مراسم عسكرية كبيرة في مسقط رأسه - مدينة إربد، وقد شاهدت من بين المودعين؛ حملة الدروع، والأوسمة، يتقدمون الجثمان الطاهر المسجى على أحد المدافع العسكرية، وضباط وأفراد الدفاع المدني يسيرون خلف المدفع ببطء شديد، وبحركة عسكرية مهيبة، وكان الجثمان الطاهر ملفوفاً بالعلم الأردني، وودعه الحرس بإحدى وعشرين طلقة، ودفن في مقبرة العائلة.