شريط الأخبار
وزير العمل يوجه إلى الإعداد لليوم "الوطني للتشغيل 2025" بعد الكارثة الإفريقية.. أول استقالة في الأهلي المصري صندوق الائتمان العسكري يرفع تمويل السيارات ويطلق خدمات جديدة الجغبير: كاتب العدل يباشر مهامه في "صناعة عمان" ضمن خدمة المكان الواحد الأردنيون على موعد مع عرض سماوي نادر هذا الأسبوع ترامب في 100 يوم.. قرارات طاولت العالم والمهاجرون غير الشرعيين يقفون على رؤوس أصابعهم الأهلي يضرب موعدا مع "الزعيم" في دوري الأبطال وزير العمل يوجه إلى الإعداد لليوم "الوطني للتشغيل 2025" توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الممثلة غادة عبد الرازق تُشبه الفن بالقمار! الروابدة يحاضر في منتدى الحموري عن السردية الأردنية في ظل التحولات الإقليمية اليونسكو تدعم الاستراتيجية الوطنية الثانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية اليونسكو تدعم الاستراتيجية الوطنية الثانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية "النقل النيابية" تناقش ملف التطبيقات الذكية للشركات المرخصة وغير المرخصة تحذير من الأثر النفسي لحقن التنحيف.. تهدد بالأفكار الانتحارية اختار الأكل الصحي .. أطعمة شهيرة تحمي من هشاشة العظام ماذا يحدث لجسمك عند تناول المسكنات قبل النوم؟ 4 تغييرات فى يومك تحميك من الإصابة بالسكر الوجه المظلم للكافيين.. مخاطر الإفراط في استهلاكه كيف تتجنب زيادة الزئبق في الجسم بسبب أكل التونة؟

الفلسطينيون ليسوا هنودا حمرا

الفلسطينيون ليسوا هنودا حمرا

ماهر ابو طير

يأتي من يشبه الشعب الفلسطيني، بالهنود الحمر أو السكان الأصليين في الولايات المتحدة، او نيوزيلندا، او استراليا، والتشبيه هنا ان كان بحسن نية يتجاهل حقائق كثيرة، ويتورط من حيث لا يحتسب بتصنيف الفلسطينيين باعتبارهم مجرد هنود حمر في بلادهم المحتلة.


يتم تداول فيديوهات مجهولة المصدر للمقاومين الفلسطينيين وطبيعة حركة أجسادهم في بعض نقاط المواجهة، وإجراء مقارنة جائرة مع ذات طريقة رقص الهنود الحمر أي السكان الأصليين في الولايات المتحدة، لكن هذه سذاجة لان المقارنة هنا جائرة، فالشعب الفلسطيني ليس مجموعة من الهنود الحمر، وان كان القصد المقارنة بين الفلسطينيين وبين شعوب كانت على أرضها فتمت إبادتها بشكل تدريجي، هذا مع تشكيكي أصلا بحسن نوايا من يتورطون في هذه المقارنات، وتوظيف هذه المقارنات للصورة بطريقة تثير التساؤلات حقا.

إذا عدنا الى التاريخ فإن مذبحة الهنود الأصليين تعد جريمة مرعبة وكانت ممتدة زمنيا لفترة ليست قصيرة، وبدأت بعد اكتشاف البحارة الإسبان للقارة الأميركية في القرن السادس عشر، وتم تنفيذ هذه المذابح والحروب بشكل رئيسي من قبل القوى الاستعمارية الأوروبية، وخاصة إسبانيا والبرتغال وفرنسا والمملكة المتحدة والأميركيين الوافدين، من أجل السيطرة على أجزاء مختلفة من القارة الأميركية وبغرض الاستحواذ على ممتلكات الهنود الأميركيين الأصليين والتي أسفرت عن تدمير مدن كاملة للهنود الحمر وأدت إلى مقتل 100 مليون شخص منهم.

الولايات المتحدة آنذاك ذبحت مائة مليون هندي أحمر، أو أميركي أصلي، فلماذا ستقلق اليوم أمام استشهاد مليون عراقي في حروب العراق وحصاره، أو استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مثلا، والكلام هنا لا يؤشر فقط على الطبيعة الاستعمارية القاتلة للانظمة السياسية، لكنه يؤشر من جهة ثانية على ان استدرار وتوسل عطف الدول المتنفذة في العالم لوقف الحرب في غزة، لن يؤدي إلى أي نتيجة، فأنت تناشد من تاريخه اسوأ بكثير من واقعه، وفي سجلاته التاريخية والسياسية أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في مواقع مختلفة أيضا.

في كل الأحوال فإن تشبيه الفلسطينيين بالسكان الأصليين، أو الهنود الحمر، تشبيه يوجب الوقوف عنده، لان الهنود الحمر في الولايات المتحدة تمت إبادتهم، وحتى لا يتورط المتعاطفون مع الفلسطينيين بتشبيهات تتنبأ بزوال الفلسطينيين فعليا مقارنة بزوال غيرهم من سكان أصليين في دول كثيرة، لا بد أن يقال أن أكثر من 75 سنة من الاحتلال لم تؤد إلى إبادة الشعب الفلسطييني، داخل فلسطين وفي جوارها، وفي مغتربات العالم، كما أن الفلسطينيين جزء من أمة يصل عددها إلى ملياري عربي ومسلم، وعلاقة الكل بفلسطين على ما يفترض ليست مجرد علاقة وطنية بقطعة أرض محتلة، فهي علاقة عقائدية لايمكن محوها وعلى صلة بالمسجد الأقصى والقدس وما يعنيه ذلك دينيا، وهذه الصلة العقائدية تحديدا، تؤدي الى موقف دمختلف، حتى لو كانت بين أيدينا ادلة على الضعف والخذلان وترك الفلسطينيين أمام هذه المذابح.

السكان الأصليون أو الهنود الحمر كما النموذج الأميركي ربما خسروا أوطانهم لكنهم ما زالوا موجودين ولهم مطالبات حاضرة حتى هذه الأيام، وبرغم ذلك فإن قصة الشعب الفلسطيني قصته مختلفة، فهو ليس مجرد نموذج حديث للهنود الحمر أو السكان الأصليين في فلسطين وستتم ابادتهم، وتدمير مدنهم، ويكفي ان إسرائيل ما تزال منذ تأسيسها حتى اليوم غير قادرة على حل أكبر أزمة في بنية إسرائيل أي الوجود الديموغرافي الفلسطيني داخل فلسطين بما يعنيه ذلك من وقوف عملي في وجه المشروع الإسرائيلي بشأن فلسطين، وكل المنطقة العربية حتى نتذكر ان الفلسطينيين هنا يتلقون كل هذه الضربات الدموية أيضا نيابة عن أمة كبيرة.

لا ليسوا هنوداً حمرا، ولن يكونوا كذلك.

الغد