شريط الأخبار
وزير العمل: شبهات اتجار بالبشر واستغلال منظم للعمالة المنزلية الهاربة وزير الصناعة: الفوز بجائزة التميز الحكومي العربي تأكيد على تطور الأداء العام والإصلاحات وزير المياه: اتفاق أردني سوري لإنعاش الأحواض الشمالية قريباً الوزير الرواشدة عن "منحوتة " لواء الشوبك : تجمع روح التاريخ وعراقة المكان ( صور ) "مصير محتوم للعملاء".. مغردون يعلقون على مقتل ياسر أبو شباب من قتل ياسر أبو شباب؟.. ثلاث فرضيات تتصدر المشهد الأردن يحصد 4 جوائز للتميز الحكومي العربي في نسخته الرابعة وزير الطاقة يؤكد حرص الحكومة على دعم مشاريع تطوير الشبكة الكهربائية حجازي: مكافحة الفساد استردت نحو 100 مليون دينار النائب الخزوز ترد بقوة على تأويل حديثها حول دعم ولي العهد للشباب إسرائيل تعلن نيتها قصف مناطق في جنوب لبنان وتدعو السكان لإخلاء مبان رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير القطري مقتل ياسر أبو شباب زعيم المليشيات المتعاونة مع إسرائيل في قطاع غزة اختتام المؤتمر التاسع والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب ( صور ) العيسوي يرعى إطلاق المرحلة الثانية للمبادرة الملكية لتمكين وتفعيل القطاع التعاوني مندوبا عن الرواشدة .. الأحمد يفتتح مركز تدريب الفنون في الطفيلة ويسدل الستار عن النصب الثقافي التذكاري "يا حيهلا " ( صور ) السفير العراقي يعزي بوفاة والدة المحافظ حاكم الخريشا وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 453 موقوفا إداريا وزير المياه يبحث مع ممثل منظمة اليونيسف لدى الأردن التعاون المشترك طاقم دورية نجدة ينقذ حياة طفل في مادبا

مبيضين يكتب : عودة أمين محمود مؤرخًا

مبيضين يكتب : عودة أمين محمود مؤرخًا
د.مهند مبيضين
عمليّاً، أعادتنا جائحة كورونا مع ما رافقها من حظر، ألزمنا البيوت، إلى مناطق غادرناها، وربما كانت العودة جيدة، ومشفوعة بانتاج جديد، وهذه قصة وحال الدكتور أمين محمود، الذي عاد لزاوية التخصص العلمي الدقيق له، وهي عودة طيبة، بعد أن انشغل الدكتور امين محمود بالخدمة العامة من الوقت كثيراً، وخسرناه كمؤرخ له تكوينه العلمي الجيد، وثقافته الواسعة، وعلميّته وموضوعيته في الاحكام، وله فوق ذلك سيرة طيبة في الإدارة، ونفس متصالحة مع الآخرين.

بدأ أبو خلدون الكتابة في ظل زمن كورونا، مع مطلع شهر أيار، عبر موقع الزميلة عمون، وركز مقالاته التي بلغت (25) على الحركة الصهيونية، وعلاقتها مع الروس، والموقف الغربي الامبريالي منها، واستعرض الادوار التاريخية لها، وعالج مفردات متعددة مثل الصهيونية الدينية، ووعد بلفور، ومشروع الدولة اليهودية في مِديَن وغير ذلك من حلقات معرفية تصلح أن تجتمع في كتاب لاحقاً.

وللإنصاف لا يكتب الرجل لقارئ متخصص، فهو عارف بمستويات الكتابة، وانما حاول تثقيف الناس والقارئ العادي، بظروف ولادة الحركة الصهوينية والموقف الغربي منها، ولعل السؤال المهم هنا، لماذ اختار الدكتور أمين محمود العودة للقارئ بتذكرة سفر عنوانها التثقيف بالنشاط الصهيوني؟ وطبيعة تشكل مسارات الحركة الصهيونية؟

لعلّ الاجابة متعددة هنا، ومنها تخصصه الدقيق في التاريخ، ورؤيته للحظة الراهنة التي يعيشها العرب وما طرح في راهنهم من مشروع تصفية للقضية الفلسيطينة، ولأنه أحد المتاثرين مباشرة كأردني فلسطيني بمسار الفشل والاحتلال والضياع والتصفية للقضية الفلسيطينة.

أبو خلدون رجل واقعي ويترك احترامه اينما حلّ وذهب، تعرفت إليه عام 2005 حين سمعت عنه في جامعة باليرمو في صقلية، من مؤرخ ليبي اسمه عقيل بربار، سألني يومها انت من الأردن؟ قلت نعم، وقال: اذكر انه درس معنا في جامعة جورج تاون زميل أردني اسمه أمين محمود. وقد انصف عقيل أبا خلدون بما وصفه به، ولم أدعِ -أنا- معرفة او علاقة بالدكتور أمين، لكني فرحت حقا بتلك الصورة الجميلة عنه، من شخص ربما لم يتواصل معه مطلقا منذ تركا الجامعة، فالناس تترك الانطباع والصورة الطيبة هي التي تبقى وتخلّد، ولاحقا تطوع الصديق المحب لنا الاثنين أ.د سالم ساري بتحصيل فرص، للقاءات جميله وغنية جعلتنا اصدقاء.

أبو خلدون من مواليد بيت لحم عام 1940 ، وابن زمن الوحدة الأردنية الفلسطينية، لاحقاً تخرج من جامعة عين شمس عام 1962 في الآداب ، ثم تخرج من جامعة جورج تاون عام 1968 في تخصص التاريخ الحديث، ودرّس لاحقا في الجامعة الأردنية ثم غادر للكويت للتدريس في جامعتها وبقي هناك حتى عام 1990م، له الكثير من الابحاث والكتب ومن اربزها: مشاريع الاستيطان اليهودي في مرحلة التكوين، والاتحاد السوفيتي وتأسيس دولة إسرائيل، ومشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

لم يَعُد أمين محمود بعد تقلدهِ منصب الوزارة أكثر من مرة للعمل الجامعي كمدرس، بل كان مشتغلاً بالتحديث والتعليم والثقافة أكثر، قطع علاقته بالتعليم والبحث كمعلم او مدرس، لكنه اسهم في تطوير مناخ التعليم العالي والبحث العلمي كرجل تغيير وقائد تعليمي، لم يحفل بالوشاة والطامحين من النخبة العلمية بأدوار تهبط عليهم عادة كمنح وهبات بأثر الجهويات عادة، بل اهتم دوما بمن هم أهل للكفاءة العلمية.

لم ينقطع عن السياسية التي أخذته كثيراً، وتجرأ على أن يُحدث صالوناً سياسياً عرف بنقاشاته وضيوفه، تاركا للأكاديمين برزخهم الخاص وادعاءهم الحياد في القضايا العامة، كل ذلك مشفوعاً بنبل وكرم وبحبوحة في الحياة، ورحابة في العطاء، بلا مِنة أو تفضل على الناس.

"الدستور"