
القلعة نيوز:
كلما نويت الاعتزال، كتبت، أكتب لا لأدوّن حبرًا على ورق، ولا لتكون الكلمات مجرّد صور عابرة، بل لأن في الكتابة شرف البداية، ولعلّ من يأتي بعدي يهتدي بما سُطّر، أو يتبع خُطى من آمن بأن الإصلاح لا يكون بالصمت، بل بالفعل والكلمة الصادقة.
اكتب عن وطن يستحق أن يُصان، عن شعب لا يزال يحمل في قلبه الأمل رغم التحديات، عن مواقف نحتاج أن نقف فيها بصدق مع أنفسنا، الإصلاح لا يُبتدأ من حيث بدأ الآخرون، بل من حيث انتهى الفساد، ليُشق طريق جديد، نظيف، مستقيم.
أيها المصلحون، أيها الشرفاء، ابدأوا من مواقعكم، لا تلقوا حِمل الأخطاء على من سبق، ولا تمضوا على النهج ذاته ثم تتساءلوا لماذا تتكرر الإخفاقات، الإصلاح الحقيقي يبدأ عندما ترسم لنفسك دربًا واضحًا، عندما تكون القدوة، لا الشكوى، حينها فقط، نعيد هيكلة المؤسسات لتكون خنادق مقاومة للفساد، لا ملاذًا له.
لقد أراد القائد الأعلى، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، أن يكون الأردن نموذجًا في النزاهة والعدل، ودولة مؤسسات يحكمها القانون وتُبنى على الكفاءة والشفافية، فهل نحن على قدر هذا الطموح؟
فلنكتب… لا لنسجل موقفًا، بل لنفتح طريقًا، لنكتب لأن في كل كلمة صادقة بذرة نهضة، وفي كل موقف شريف بداية وطن جديد.
الإصلاح يحدث عندما يبدأ الكل من موقعه بداية بنفسه وعمله هذا هو الإصلاح.