شريط الأخبار
ولي العهد وبن سلمان يحضران ختام كأس العالم للرياضات الإلكترونية الفيصلي يتفوق على الوحدات.. والرمثا يمضي بصدارة الدوري الأردني للمحترفين CFI مراسلة "سكاي سبورتس" تقع في موقف محرج خلال مقابلتها مع قائد فريق فيردر بريمن وزير الخارجية الأوكراني السابق: ينبغي على كييف تناول "جرعة سامة" لإحلال السلام كندا تخصص 1.45 مليار دولار دعما لأوكرانيا وتوقع اتفاقية بشأن الإنتاج العسكري المشترك سيميوني يتحدث بمرارة عن البداية المخيبة لأتلتيكو مدريد في "الليغا" "طاعة مطلقة!".. خطاب نادر لخامنئي عن تجاوز مطالب ترامب من إيران حدود المعقول مواطنون بولنديون ينظمون مظاهرة مناهضة للهجرة وسط وارسو السلامي يعلن قائمة منتخب الأردن لمواجهة نظيره الروسي مركز الملك عبدالله الثاني للتميز يختتم ورشة "مقيِّم معتمد" بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) إعلان القائمة الأولية للمنتخب الوطني ت23 لمواجهتي البحرين وديا والتصفيات الآسيوية العماوي يعلن ترشحه لرئاسة مجلس النواب من أوائل الثانوية بمحافظة شمال سيناء.. وفاة الطالبة شروق المسلماني وزارة المياه تضبط مصنعا يعتدي على خط ناقل في المفرق قبل تناول أدوية السكر.. تعرف على الأطعمة التي ترفع الغلوكوز! كيف يسلب مرض الزهايمر حاسة الشم؟ «نبتة خضراء» زهيدة الثمن تقلّص مخاطر السرطان والضغط رخيصة الثمن.. الكشف عن نبته خضراء تحمي من السرطان وأمراض القلب بمناسبة موسم العنب.. الفاكهة الخارقة لصحة قلبك ودماغك! الامانة تنظم زيارةأعضاء المجلس البلدي السابع للأطفال الى مجلس الأمة

الدائن والمدين والمجتمع والاقتصاد. .

الدائن والمدين والمجتمع والاقتصاد. .
الدائن والمدين والمجتمع والإقتصاد...
القلعة نيوز -
المال عصب الحياة النابض، والدم الذي يصل جميع اعضاء المجتمع بعضهم ببعض، وينقل اسباب الحياة من هذا لهذا، ويساهم في نهضة الأمم وإنهيارها، عندما تفسد دورة المال في المجتمع تفسد دورة الحياة وتزداد المعاناة، ونشعر بأن الحياة تزداد ضنكا ونكدا على الجميع، ولكن هل ندرك دور الجميع فيما آلت إليه الأمور، الحياة اليومية نحن من يرسم صورتها، ويرفع وتيرة الصعوبات والمعاناة فيها، فعندما نتعامل مع الأخر، نحن نضع خريطة الطريق التي يجب أن يتعامل معنا بها.

الحال الذي تعيشه المجتمعات العربية والإسلامية عموما هو حال مؤسف، بين إنسان الحضارة الذي يعي تماما دور المادة في صناعة القيم والإنسان والحضارة كمنتج لاحقا، وبين الإنسان الذي يعلق في المادية والسعي إليها ويفقد روحه وانسانيته، ويصبح مسيطرا عليه من عالم المادة، هناك فرق بين إنسان يوظف المادة، وإنسان توظفه المادة، الأول منتج حضاري ديني انساني، والثاني مادي متشيء وسلعة تتعامل مع سلع، وقد يصبح جامع للسلع سواء الحضارية او الإستهلاكية، فهو في الحقيقة مادة تتعامل مع مادة، ما يميز الإنسان هو طريقة التوظيف والاستعمال للأشياء المتاحة بين يديه.

نحتاج إلى الإنسان المرتبط بالقيم والدين والأخلاق والحضارة، ما اراه في مجتمعات اليوم هو في المجمل ليس عجزا ماديا، بقدر ما هي عبودية مالية، البعض فهم دورة الحياة للإنسان ودوره فيها من خلال المادة، فهو يحرص على التجميع، فتجد عنده كم من الملابس يستعمل بعضها، وعنده كماليات ووسائل رفاهية متعددة، ومع ذلك يسعى للمزيد، ويسعى لبيت ضخم ومركبة جديدة، ويستدين لأجل ذلك، وحتى من قصرت قدرته المادية تجده عالق في كم كبير من التكديس للأشياء والوسائل التي يحتاج بعضها فقط، وهنا تتضح الصورة القائمة اليوم بين الدائن والمدين، وهنا علق فلاسفة المال من غرانشي إلى نيتشه وظهرت الدراسات الإقتصادية التي تحاول فهم المادة ودورها في المجتمع، وكيف تسيطر على حياة الإنسان والمجتمع، وما تأثيرها على الأمم والحضارات.

عند بن نبي: الإنسان مركز الفعل الحضاري، فإذا تحول إلى "شيء" أو "مستهلك"، انهارت دورة الحضارة. هل ادركنا المشكلة وما هو السبب في المشكلة الحقيقية بين الدائن والمدين، عندما يكون الإنسان أخلاقي حضاري، لن يسعى للإستدانة إلا لهدف، ويدرك قيمة المادة وتوظيفها في صناعة المجتمع، فهو حريص على دورة المال في المجتمع، لأنه يدرك تماما حاجات الإنسان الأساسية التي اشار إليها ماسلو، طبعا هنا نحن نتكلم عن الكتلة الحرجة التي تصنع المجتمع، ولا يعني انه لن تكون هناك استثناءات.

أن الشريعة الإسلامية الغراء جعلت مقاصد الشريعة العليا هي الغايات العظمى، وهنا الفرق في توظيف المادة، لخدمة المقاصد او لإستغلال المقاصد والشريعة لأهداف مادية، وبنظرة مادية للكون والحياة، بعيدا عن التوظيف الحقيقي باستعمال المادة لخدمة الحياة.

عندما يتربى المجتمع تربية أخلاقية دينية انسانية، عندها ستنحصر مشاكل المادة بشكل كبير في المجتمع، وسيضطر رجل القضاء ورجل الشرطة إلى الجلوس والإنتظار، وبعدها الإستقالة فهنا الحقوق والواجبات واضحة بين دائن ومدين، وبائع ومشتري، ومواطن وأخر، على إختلاف هذا الأخر من تاجر إلى صانع إلى مزارع،وستتجه المؤشرات الإقتصادية إلى الأعلى، ومع ذلك وفي ظل هذا المجتمع تجد ان اطول آية في القرآن هي أية الدين، والحقوق لا تسقط إلا بالوفاء او المسامحة، والكل يعلم ذلك ويلتزم به.
حارب الإسلام الكنوز والإكتناز واصحابها، ووعدهم بالعذاب، فهو من جهة يسعى لأن يحرك المال في الأمة، ومن جهة أخرى يضبط الحركة التي تضمن هذا السعي وتحقق العدالة لجميع الأطراف، فحرم الربا والإحتكار ونظم المنافسة العادلة، وشجع على التسامح والوفاء واعطاء الحقوق، هل كل ذلك يعطي صورة ما عن المجتمع الذي يريده الإسلام ويسعى إليه، ام ما زال البعض يعتقد بأنه إذا اقام العبادات مع اهميتها قام بما عليه، ولو كانت حقوق العباد تثقل كاهله، يا هذا أنظر لحال الصحابة وتعاملهم مع الحقوق والتاجرة والمال والحياة، كما تنظر لحال العبادات واثرها في الحياة، وإلا لن يستقيم حالنا.

إبراهيم ابو حويله ..