شريط الأخبار
طلبة جامعة الحسين بن طلال يحصدون المركز الثالث في المهرجان الوطني التكنولوجي الثاني عشر لمشاريع التخرج العمل تحرر 3413 مخالفة وتنذر 3181 منشأة خلال 5 أشهر امين عام وزارة على التقاعد .. قريبا 16 شهيدا في غزة منذ فجر السبت الى متى يستمر تاثير الكتلة الحارة على المملكة ؟ ارتفاع أسعار الذهب في الأردن 60 قرشا السبت وفاة شاب متأثرًا بإصابته بعيار ناري اثر مشاجرة في منطقة الحلابات دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز وزير الثقافة يكشف نسبة مشاركة الفنانين الأردنيين في مهرجان جرش البيت الأبيض ينشر صورة للرئيس.. "سوبرمان ترامب" السير: مخالفات عكس الاتجاه تسببت بـ0.5% من وفيات حوادث عام 2024 "FBI" يخضع موظفيه لكشف الكذب لقياس ولائهم لإدارة ترامب روسيا تدعو لاستمرار وقف إطلاق النار بين ايران وإسرائيل اختتام معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب وشابات الزرقاء النموذجي الاحتراق العاطفي للأمومة: استنزاف القُدرة النفسية في رعاية مراهق مدمن مهرجان صيف الأردن يواصل فعالياته في الزرقاء الأردن يحمي أكثر من 1600 متر مربع من الفسيفساء في مأدبا صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا صحة غزة: كميات الوقود لا تلبي أدنى احتياجات المستشفيات ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية

“فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ” الصحفي محمد الفايز

“فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ”   الصحفي محمد الفايز
القلعة نيوز:

في توجيه قرآني بليغ، يقول الله تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ﴾، وبهذه الآية، يُقدّم لنا القرآن الكريم فلسفة عظيمة، للحياة والعمل، مفادها أن الفراغ ليس راحة، بل اختبار آخر في درب الاستخلاف، إنها دعوة متكررة للنهوض بعد كل إنجاز، للإصرار بعد كل اكتمال، لأن الوقوف عند حدود ما أنجزناه، هو شكل آخر من أشكال التراجع، فهو قنطرة إلى مهمة جديدة، ورسالة أخرى، وسبيل مختلف للإعمار أو الإصلاح، فاحذر أن تركن إلى الرضا، بل اجعل منه محرّكًا لمسيرةٍ جديدة.


وليس هذا المعنى محصورًا في الموروث الديني وحده، بل تجده أيضًا عند فلاسفة الغرب، فقد قال فريدريش نيتشه، "من له سببٌ للعيش، يمكنه أن يتحمّل كلّ شيء”، والسبب هنا لا يُولد من الفراغ، بل من الامتلاء بالسعي، ومن الشغف بالتحول.


وفي المشهد الحياتي، تتعدد صور "النصَبْ” المطلوبة، ليست في العبادة فقط، بل تمتد لتشمل السعي في طلب العلم، والتصحيح عند الخطأ، والإرشاد حين يضلّ الآخرون الطريق، فحين نرى الجهل، أو التعجرف، أو الغفلة، فإننا نُستدعى، لا لنقف، بل لنقوم بدورنا، نرشده، نحتسب، فإن لم يتعظ، عدّلنا الوسيلة وتغيّرت الخطة، فالهُدى ليس نُزهة، بل معركة ضد الجهل.

ولعلّي أروي ما سمعته في مشهدًا مسجلاً، وصلني حديثا، لتلك السيدة الرزينة، عن واقعه مؤلمة في صورة فكاهية، تتحدث عن شخصٌ سفيه يحمل مفتاح الوصول إلى الساذجٍ الاخر، لتنسيق اجتماع ما بين السيدة والساذج، حيث كان السفيه هو الوسيط بينهم، وواحد من المنتفعين من السيدة، ومن الذين ينتمون لنفس المؤسسة التي تجمعهم كشركاء عمل، كان يمكن أن يكون معينًا لهداية، فإذا به شريك في التيه والضياع!.

فتكمن القصة عندما طلبت السيدة بكل بساطة موافقة تأشيرة دخول، لإتمام الصفقة السابقة ما بينهم، السيدة والسفيه والساذج، هنا اقترح عليها السفيه التهريب بديلاً عن الإجراءات النظامية! وكأنّ العقل قد عُطّل، والمنطق قد أُجّل، فصار الباب موصدًا والنافذة طريقًا!، ونسي أنها تستطيع الدخول بكامل أناقتها، مع استقبال مشرف، أيها السفيه عندما تتحدث عن أمر تأنّى، "المفاتيح بيدك، لكنك ابتعدت عن الباب، وتريد ان تدخلها كمن يتسلل إلى بيته دون وجه حق”، وكأن العقل مات، أو تنازل عن أدواته، وفي آخر المقطع المسجل تطلب الاستشارة وانا لست خبيرا ، هنا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، سواء إِذَا فَرَغْتَ بإنجاز أو بفشل، لا تتوقف فالتذهب إلى مرحلة الادراك والعمل بطريقة صحيحة، نسأل أهل الاختصاص، يا سيدتي اتبعي ما أرسلته لك قد يكون خيرا.

لقد ضحكتُ، لا سخريةً منها، فهي تستحق التقدير، بل للمنطق الذي تحدث به صاحب المشورة، الاستهزاء، يا للعيب على عمق المأساة، وغباء المتذاكي، أيها المسكين، ما هذا الغباء الغارس في المستنقع الطينيّ؟!، ويا أيها الساذج، أما آن لك أن تُغربل ذاتك قبل أن تذوب في ترابٍ لا يُنبت إلا حنظلًا؟.

إن كنتم نشأتم من طينة واحدة، وعلى نفس المبدأ لدى "العرّاب” نفسه، فوالله، هي طينة قذرة، بيئة تستحق إعادة تدوير، آن الأوان لإعادة تشكيلها، لا نبذًا، بل تأهيلاً،….كل إنسان يمكن إصلاحه… فلكل إنسان قابلية للإصلاح… إن هو اختار أن يُصلِح.

ولعلنا نستعيد في هذا السياق المثل العربي الشهير:
"جنت على نفسها براقش”، حيث دلّت كلبة اسمها براقش على قومها بنباحها فكانت سببًا في هلاكهم، وهكذا يفعل بعض الناس حين يظنون أن تصرفاتهم نُصحٌ، بينما هي ضرر محض.

في النهاية، اعلم أن الوقوف بعد الإنجاز ليس حكمة، بل فخٌ قاتل،،،،، ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ﴾.