شريط الأخبار
أبو صعيليك: تدريب نحو 20 ألف موظف حكومي العام الحالي وزير الإدارة المحلية يتفقد الخدمات في بلدية الرصيفة أبو عبيدة يشترط لإدخال مساعدات الصليب الأحمر للأسرى الإسرائيليين شكر وتقدير الرواشدة يُكرّم المشاركين في سمبوزيوم الرسم والحرفية ورشه عمل بعنوان التسويق الالكتروني السعودية.. كارلسن يفوز ببطولة الشطرنج الإلكترونية ويحصل على جائزة مالية قيمة "أوبك+": زيادة إنتاج روسيا النفطي إلى 9.449 مليون برميل يوميا والسعودية إلى 9.976 مليون في سبتمبر حادثة "غير مألوفة" في هنغاريا تدخل إسرائيليا إلى المستشفى بحالة حرجة روسيا تواصل حصد الميداليات الذهبية في بطولة العالم للألعاب المائية مصر.. زيادة جديدة كبيرة في الدين المحلي للبلاد مصدر أمني: كييف تسحب احتياطياتها من خط الجبهة بأكلمه إلى مقاطعة سومي النجم الروسي كوليسنيكوف يفوز بذهبية 50 م في بطولة العالم للسباحة برقم قياسي بالتفاصيل...قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم مهرجان الأردن للطعام يطلق الاثنين قافلة مساعدات إغاثية إلى غزة وزير الأوقاف يحمّل الاحتلال مسؤولية سلامة المسجد الأقصى "الاقتصاد والآثار " النيابيتان ترفعان توصيات للحكومة لدعم القطاع السياحي استشهاد 119 فلسطينياً في قطاع غزة يجب لملمة استثمارات الضمان ومراجعتها وإعادة هيكلتها الجيش يواصل انزال المساعدات جواً مع دول شقيقة وصديقة على قطاع غزة

الرسائل المتبادلة: رمزية الضربات الأمريكية والإيرانية في مشهد التوتر الإقليمي

الرسائل المتبادلة: رمزية الضربات الأمريكية والإيرانية في مشهد التوتر الإقليمي
القلعة نيوز:

بقلم: المهندس ثائر عايش مقدادي

في خضم المشهد الجيوسياسي المتوتر في منطقة الشرق الأوسط تبادلت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ضربات عسكرية تحمل في طياتها أكثر من مجرد استعراض للقوة؛ إنها رسائل سياسية مدروسة تُقرأ على أكثر من صعيد وتخضع لحسابات داخلية وخارجية دقيقة.

الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية جاءت في توقيت بالغ الحساسية ويُعتقد على نطاق واسع أنها لم تكن فقط بهدف تقويض القدرات النووية الإيرانية أو منع طهران من التقدم في مشروعها بل كانت أيضاً خطوة ذات بعد سياسي داخلي أمريكي تهدف إلى إرضاء اللوبي اليهودي المؤثر في واشنطن والذي لطالما عبّر عن قلقه من البرنامج النووي الإيراني.
وتشير معلومات وتحليلات سياسية إلى أن الضربة تمّت بتنسيق مسبق، سواء على المستوى الاستخباراتي أو الدبلوماسي بما يضمن عدم الانزلاق إلى مواجهة شاملة خارجة عن السيطرة.

في المقابل لم تتأخر إيران في الرد. فجاءت ضربة طهران باتجاه قواعد أمريكية في المنطقة كجزء من معادلة الردع المتبادل لكنها كما يرى مراقبون لم تكن عشوائية أو غير محسوبة. بل إن هناك مؤشرات على أن الرد الإيراني تم أيضاً بتنسيق غير مباشر أو عبر قنوات خلفية، في محاولة لإبقاء المواجهة ضمن حدود "الاستعراض الرمزي” دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة.
وقد شملت الضربات الإيرانية قواعد أمريكية حساسة تمثل رموزاً للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، مثل قاعدة العديد في قطر، وقاعدة عين الأسد في العراق، وقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في السعودية. هذه المواقع لم تُستهدف عبثاً، بل تم اختيارها بعناية لإرسال رسالة بأن النفوذ الأمريكي، مهما اتسع جغرافياً ليس في مأمن من الرد الإيراني.

الرمزية في هذه الضربات المتبادلة تتجاوز الحسابات العسكرية المباشرة؛ فهي جزء من لعبة أكبر تُستخدم فيها القوة كأداة رسائل سياسية واستراتيجية. الولايات المتحدة أرادت عبر الضربة أن تؤكد التزامها تجاه حلفائها في المنطقة، وفي مقدمتهم إسرائيل، وأن تضبط الإيقاع النووي الإيراني، بينما سعت إيران لإثبات قدرتها على الرد، وحماية صورة الدولة القوية في وجه التهديدات.

لكن خلف هذه الحسابات الاستراتيجية، تبقى الشعوب في المنطقة هي من تدفع الثمن الأكبر. فتبادل الضربات، مهما كان منسقاً أو محسوباً يزيد من حالة التوتر ويقوّض أي فرصة لاستقرار حقيقي في المنطقة. وفي وقت يتزايد فيه الاحتقان، تبرز الحاجة إلى صوت العقل والدبلوماسية بديلاً عن لغة الصواريخ والرمزيات الدامية.

وفي ختام هذا المشهد المعقد، نسأل الله عز وجل أن يحفظ وطننا الغالي الأردن حصناً منيعاً في وجه الفتن والأطماع وأن يحيط جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بموفور الصحة والتوفيق ويشدّ أزره بولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وأن يديم على قيادتنا الحكيمة نعمة البصيرة والحنكة لما فيه خير الأردن والأمة العربية والإسلامية