شريط الأخبار
الملك يهنئ الرئيس العراقي بالعيد الوطني لبلاده كولومبيا تطرد البعثة الإسرائيلية بعد اعتراض "أسطول الصمود" غزة.. حماس تسعى لتعديلات على خطة ترامب للسلام "أسطول الصمود".. السفينة "ميكينو" تنجح بكسر الحصار عن غزة النائب عطية : الاعتداء على أسطول الحرية جريمة حرب وحشية رويترز: الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لضرب روسيا المعايطة: التحول الرقمي في العملية الانتخابية "لا يعني التصويت عبر الإنترنت" بمنشور "مؤثر": نائب سابق تؤكد أن "المحبة مؤقتة" والعلاقات بين الناس تخضع لـ "المزاج والمصالح"! حكومة حسان : انتهاء اعداد مشروع الخدمة الاحتياطية المعدل إيطاليا: مظاهرات حاشدة وإضراب عام احتجاجا على اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود السفير الياباني يشيد باستضافة الأردن للاجئين السوريين ويؤكد الشراكة مع برنامج الأغذية العالمي وفد سوري يزور مصانع تعبئة وتغليف بمنطقة شرق عمان الصناعية وزير العمل يزور مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بالمغرب تجارة الأردن: اهتمام ولي العهد بالأمن السيبراني يعزز الثقة بالبيئة الرقمية الأردنية شهيدان وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت أكثر من 100 مدني في لبنان منذ وقف إطلاق النار 20% ارتفاع عدد الشركات المسجلة حتى نهاية الربع الثالث ترامب يفتح أبواب البيت الأبيض لنزال ماكغريغور المرتقب أجواء لطيفة اليوم وارتفاع على الحرارة نهاية الأسبوع خطر ينتشر على تيك توك.. لماذا يحذر الأطباء من لصق الفم أثناء النوم؟

بني مصطفى تكتب : عندما يطرق الخريف أبواب المزاج

بني مصطفى تكتب : عندما يطرق الخريف أبواب المزاج
الدكتورة مرام بني مصطفى / استشارية نفسية وتربوية
في أوائل الأربعين من عمرها، جلست سلمى قرب نافذتها في أحد أيام الخريف، تحدّق في الأشجار التي أخذت تتساقط أوراقها والسماء التي بدت مثقلة بالغيوم. لم يكن الجو بارداً بعد، لكن شعوراً غريباً بالفتور والكسل كان يسيطر عليها. تقول سلمى: "كلما حل الخريف، أشعر أن طاقتي تتسرب مني شيئاً فشيئاً، وكأنني أغرق في مزاج ثقيل لا يزول إلا حين تعود شمس الربيع”.
ما تعانيه سلمى لا يختلف كثيراً عن معاناة آلاف الأشخاص حول العالم، إذ يصف الأطباء النفسيين هذه الحالة بعد التشخيص بما يُعرف بـ الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو نوع من الاكتئاب يرتبط مباشرة بتغيّر الفصول. تبدأ الأعراض عادة في الخريف وتستمر طوال الشتاء، لتتلاشى تدريجياً مع عودة الدفء وأشعة الشمس في الربيع والصيف.
أن قلة الضوء الطبيعي خلال الأشهر الباردة تلعب دوراً أساسياً في هذه الحالة، إذ يؤدي انخفاض التعرض للشمس إلى تراجع مستوى مادة السيروتونين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج. كما أن تغيّر طول النهار والليل يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم فيؤثر على النوم والاستقرار النفسي، بينما يؤدي نقص الضوء إلى الشعور بالنعاس والخمول.
النتيجة تكون مجموعة من الأعراض التي تتراوح بين الحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، مروراً بالإرهاق وانخفاض الطاقة وصعوبة التركيز، وصولاً إلى اضطرابات النوم والشهية وحتى الإحساس بالذنب،وانخفاض الدافعية. وفي كثير من الأحيان، يصف المصابون في هذه المرحلة بأنها "شتاء داخلي طويل”، يثقل كاهلهم ويجعل أبسط تفاصيل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
لكن مواجهة هذه الحالة ليست مستحيلة. فالأخصائين النفسيين ينصحون بمحاولة قضاء أكبر وقت في الهواء الطلق حتى في الأيام الغائمة، والحفاظ على روتين ثابت للنوم والاستيقاظ. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تعزيز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والإندورفين، فيما يلعب النظام الغذائي الصحي دوراً مهماً في دعم التوازن النفسي، لا سيما الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 والمغنيسيوم والبروتين والخضراوات والفواكه وشرب الماء.
ولا يقل الجانب الاجتماعي أهمية في هذا السياق، فمحاولة الانخراط في أنشطة محببة مثل القراءة، مشاهدة الأفلام، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، يساعد في خلق أجواء إيجابية تخفف من وطأة المزاج الموسمي. أما في حال استمرار الأعراض و تفاقمها، يبقى الحل الأمثل هو مراجعة الطبيب النفسي والاخصائي النفسي وطلب المساعدة لتلقي العلاج المناسب قبل أن تتحول الحالة إلى عبء أثقل.
الخريف والشتاء قد يحملان الغيوم والبرد، لكنهما ليسا بالضرورة موسمين للحزن والانطفاء. ومع الوعي والوقاية، يمكن تحويل هذه الفترة إلى مساحة للتأمل والهدوء الداخلي.