شريط الأخبار
المرشح الشيخ أيمن البدادوة.. يبعثر اوراق الدائرة الأولى وشعبيته في ارتفاع 6 اسئلة عن المقابر الجماعية في غزة تضم مئات الجثث .. وهل هناك مقابر لم تكتشف بعد ؟؟ وفاة 7 اشخاص واصابة 32 بحوادث سير في المملكه امس شركة أمن بحري: رصد 3 صواريخ قرب شواطئ المخا باليمن طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس مشروب الشيا والليمون: حلاً معجزيًا للتحكم في الشهية السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج عاجل :انقلاب سيارة بن غفير في الرملة مديرية الأمن العام تحذر من الأحوال الجوية الغير مستقرة والسائدة حاليا مسيرات في عمان والمحافظات للتنديد بالعدوان الغاشم على قطاع غزة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت 51 شهيدا بـالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال 24 ساعة المعايطة: نعمل على مضاعفة عدد مراكز الاقتراع المختلطة حرصًا على التصويت العائلي مسؤول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما الذكور أكثر إقبالا على الانتساب للأحزاب في الأردن والإناث الأعلى بالمناصب القيادية "المستقلة للانتخاب" تعلن عن فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات مجلس النواب رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات "تحديث الاقتصاد": أولويات تشريعية متأخرة ستنجز بالنصف الأول من العام دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 شهداء وجرحى في غارات الاحتلال على غزة

داوديّة… والمروي الاجتماعيّ الشفويّ! رمضان الرواشدة

داوديّة… والمروي الاجتماعيّ الشفويّ! رمضان الرواشدة

يعتبر التاريخ الشفويّ، في أيّ بلد، من المراجع التي ينهل منها كتّاب التاريخ المغاير للرواية الرسميّة ، نظراً لأهمّيته في تدوين السيرورة الحياتيّة الاجتماعيّة والسياسيّة والتطوّر الاقتصاديّ بعيداً عن الإسقاطات التي يقع فيها المؤرّخون الرسميّون وهم يزيّنون الأوضاع ويزخرفون نوازل الحياة. في الأردنّ، لم يحظ التاريخ الشفويّ للأرادنة ، إلّا في قليل القليل من جهد شخصيّ لبعض الباحثين، بالتدوين الحقيقيّ أو الاهتمام من المؤسّسات الثقافيّة والاجتماعيّة المعنيّة بمعرفة الجدليّة الحياتيّة للمجتمع الأردنيّ وتطوّره .والحقيقة، أنّ الرواية الشفويّة في الأردنّ تتقاطع -أحياناً -مع الرواية الرسميّة، لكنّها، في كثير من المواقع والوقائع ،تختلف عمّا كتبه المؤرّخون الرسميّون. يعتبر كتاب الإعلاميّ القدير والوزير السابق محمّد داودية" من الكسّارة إلى الوزارة" الذي أتيح لي ،الاطّلاع على بعض فصوله، قبل صدوره ككتاب، والاحتفاء الكبير والقبول الذي حظي به، من المرويّات الشفويّة المهمّة التي تعطي انطباعات حقيقيّة، وإشارات مهمّة لمرحلة تاريخيّة عاشها الكاتب وعايشها الأردنيّون منذ بداية الخمسينيّات من القرن الفائت. لا يمكنني ، شخصيّاً، تصنيف الكتاب على أنّه سيرة ذاتيّة للمؤلّف؛ كما ذهب بعض من كتب عنه، ولكنّه، في اعتقادي، يقع في باب التاريخ والتأريخ الاجتماعيّ والاقتصاديّ والحياة السياسيّة للأردنيّين ومعاناة أجيال منهم من وقائع الحياة وتداخلات السياسة وتحوّلات المجتمع والمعارضة والدولة من خلال سيرة الراوي أو المؤلّف . عندما يتنقّل بك، داوديّة، بين المفرق والاجفور ومعان ووادي موسى وقرى الشوبك والطفيلة والكرك واربد وأحياء عمّان، فإنّه يصوّر نمط الحياة وطقوس المناسبات الاجتماعيّة والإنتاج الفلّاحيّ-البدويّ والحياة المدنيّة في أرجاء الأردنّ من خلال ضخّ الحقائق والتطوّرات الّتي جرت، بأسلوبه الصحفيّ الممتع والجميل، الذي لا يترك لك مجالاً أن تضع الكتاب جانباً، دون أن تنهيه، في دفعة واحدة ، كما حدث لي ليلة أمس. إنّني ادعو القائمين على الملفّ الإعلاميّ- الثقافيّ للمسارعة ،فوراً،  في دفع الكتّاب إلى كاتب سيناريو قدير ليستخرج منه مسلسلاً دراميّاً يبيّن طبيعة التحوّلات الّتي عصفت بالمجتمع الأردنيّ في سنوات طويلة من المئويّة الأولى من عمر الدولة الأردنيّة الحديثة. ثمّة قصص في الكتاب، تساعد كثيراً في تفهّم طبيعة الإنسان  الأردنيّ وتطلّعاته القوميّة وانتماءاته الثقافيّة" الفرعيّة " ،الّتي لا يمكن فهمها إلّا في سياق "الهويّة الوطنية المركزيّة "  ذات الخصوصيّة ،التي تتداخل مع مجتمعات الجوار العربيّ، ولكنّها، في نفس الواقع، تتمايز عنهم في مناحي كثيرة. ما كتبه داوديّة يختلف ، كثيراً ، عن ما قرأته خلال السنتين الماضيتين من مذكّرات وسير ذاتيّة لبعض الشخصيّات ، فالصدق الذي تجده بين السطور ويتسرّب إلى روحك وعقلك، والمعاناة الحقيقيّة التي عاشها داوديّة وعايشها من جايله من الأرادنة، ومن جاء بعدهم، تصنّف الكتاب في باب " الحقيقة الغائبة" عن الرواية الرسميّة. لم أدخل في عرض التفاصيل التي احتواها الكتب، حتّى لا أضيّع متعة القراءة لمن يحبّ أن يقرأ الأردنّ بين "المعاناة" و "الأمل"، ولكنّني وجدت في الكتاب وصفاً دقيقاً بعين راصدة، لمّا كان عليه المجتمع الأردنيّ، وهو ما دفعني للكتابة عنها، ولإيماني بأهمّية تحويله إلى عمل دراميّ، يؤرّخ مراحل مهمّة من تاريخنا غير المكتوب وغير المفرج عنه.