شريط الأخبار
حماس تبلغ الوسطاء "جاهزيتها" لاتفاق هدنة في غزة حسان يزور السلط ضمن جولاته الميدانية الأسبوعية الأردن يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان ميقاتي: متمسكون بسيادة لبنان وعلى إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلها وزير الشباب يبحث مع الوكالة الأميركية للتنمية أوجة تعزيز التعاون الشبابي الملك والرئيس المصري يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة "اليونسيف " : 240 طفلا شهيدا في لبنان جراء العدوان الاسرائيلي الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى مصر وقبرص هل يلقى نتنياهو مصير رابين؟ الموافقة على تسوية الأوضاع الضريبية لـ33 شركة ومكلفا جماهير بايرن ميونخ تفتح النار على ناصر الخليفي الجمارك تضبط 11 ألف سيجارة إلكترونية ومعامل "جوس" غير قانونية "الإندبندنت": سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق والعناكب 3 ملايين دينار زيادة في مخصصات التنقيب عن البترول في 2025 لامين جمال يقف بطريق محمد صلاح إلى برشلونة ضبط سائق تريلا غير مرخص يقود بطريقة متهورة بيان أميركي فرنسي مشترك بشأن اتفاق لبنان النفط يستقر وسط تركيز على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بين النفي والتأكيد.. هل يباع أحد أعرق الأندية المصرية للخليج؟ طقس بارد نسبياً في أغلب مناطق المملكة اليوم

"هابيل" المصري .. ديناصور مفترس عاش قبل 98 مليون عام

هابيل المصري .. ديناصور مفترس عاش قبل 98 مليون عام
القلعة نيوز -

نجح فريق دولي من علماء الحفريات الفقارية بقيادة مصرية في توثيق حفرية ديناصور مفترس عاش قبل 98 مليون سنة في صحراء مصر الغربية.

ومنذ نحو 98 مليون سنة مضت فيما يعرف الآن بالواحات البحرية في صحراء مصر الغربية، عاش ديناصور شرس يشبه إلى حد كبير ديناصور تي ريكس الشهير.

وفي إحدى الرحلات الحقلية المشتركة بين مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وعلماء من وزارة البيئة في الواحات البحرية، عثر الفريق على حفرية لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل.

وبالدراسة التشريحية المفصلة -والتي استغرقت عدة سنوات- لهذه الحفرية بعد ازالة الرواسب وترميمها تبين أنها تمثل الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم.

وأوضح بيان للفريق البحثي الذي أجرى الدراسة، أن هذا النوع من الفقرات يجمع من الصفات التشريحية ما يكفي ليوضح أنها تنتمي لفرد من عائلة من الديناصورات تسمى أبيلوصوريات (Abelisauridae) أو ديناصورات "هابيل". ويرجع أصل تسمية "هابيل" تكريمًا لروبرتوا هابيل (Roberto Abel)، العالم الأرجنتيني الذي اكتشف أول حفريات هذه العائلة.

وتتميز الديناصورات التي تنتمي لعائلة "هابيل"، بحسب البيان، بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة، وتخرج من فكوكها أسنان حادة أشبه بأنصل السكاكين، بينما تُظهر قدماها الخلفيتان كتلة عضلية ضخمة لتساعدها في الهجوم والافتراس. ورغم قصر طرفاها الأماميان لدرجة الضمور إلا أن تلك الديناصورات كانت من بين الأشرس على الإطلاق.

وقال بلال سالم المعيد بجامعة بنها وعضو فريق "سلام لاب" والمبتعث لجامعة أوهايو الأمريكية والمؤلف الرئيسي للدراسة: "رغم أن الواحات البحرية عُرِفت بغناها بالمحتوى الحفري؛ لما أنتجته من هياكل لأكثر الديناصورات شهرة في العالم، إلا أنه لم يتم تسجيل أي ديناصور ينتمي لعائلة ديناصورات "هابيل" من الواحات البحرية من قبل. ولذا فإن هذه الدراسة تكشف أسراراً مهمة عن الحياة السحيقة في المنطقة بتسجيلها لديناصور مفترس متوسط الحجم (يقدر طوله بنحو 6 أمتار) بين بقية عائلته، والأوسط حجماً بين أبناء عشيرته من ديناصورات الواحات البحرية".

بدوره قال هشام سلام مؤسس مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة ورئيس الفريق المصري والأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "قبل نحو 98 مليون عام لم تكن تعرف الواحات البحرية بهذا الاسم، بل كانت "واحة الديناصورات" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. كانت واحة تعج بالحياة، سادت فيها صراعات دامية بين حيوانات مختلفة وعلى قمتها الديناصورات. عاشت ديناصورات تلك الواحة على طول ضفاف نهر قديم عرف باسم "نهر العمالقة"، حيث عاشت واحدة من أضخم الديناصورات أكلات اللحوم وأيضاً أكلات العشب".

من جانبه لفت "مات لمانا" عالم الديناصورات الأمريكي والمؤلف المشارك في الدراسة إلى "أن الواحات البحرية اتخذت مكانة شبه أسطورية بين علماء الأحافير لأنها أنتجت أول أحافير معروفة للديناصورات التي أدهشت العالم. ولكن لقرابة القرن، كانت تلك الحفريات موجودة فقط كصور بسبب تدميرها أثناء قصف متحف برلين بألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية".

وعلق "باترك أوكانور" الأستاذ بجامعة أوهايو الأمريكية والمؤلف المشارك في الدراسة بالقول: "لقد ألقيت نظرة على فقرات عدة ديناصورات من جميع أنحاء القارات الجنوبية، من باتاغونيا إلى كينيا إلى تنزانيا إلى مدغشقر، ولكن عندما رأيت صورة هذه الفقرة لأول مرة في عام 2016، عرفت على الفور أنها عظام رقبة ديناصور أبيليصوريد مميزة للغاية"

والجدير بالذكر أن ديناصورات "هابيل" كانت تجوب القارات الجنوبية القديمة (جندوانا) وأوروبا، لذا قام الفريق البحثي بمقارنة تلك الفقرة مع مثيلاتها من مختلف القارات، وأظهرت نتائج شجرة الأنساب وجود قرابة وثيقة بين ديناصور "هابيل المصري" وبين أقرانه من ديناصورات أمريكا الجنوبية أقرب حتى من ديناصورات مدغشقر وأوروبا، مما يدعم نظرية انفصال مدغشقر عن أفريقيا قبل انفصال أمريكا الجنوبية عنها.

وفي هذا السياق يضيف سالم: "على النقيض من ديناصورات تي ريكس الشرسة التي عاشت في أمريكا الشمالية، جابت ديناصورات "هابيل" القارات الجنوبية القديمة (جندوانا) وأوروبا، إلا أن التشابه بين ديناصورات تي ريكس وديناصورات "هابيل" في القوة والشراسة جعل المجتمع العلمي يُلَقب عائلة "هابيل" بـ "تي ريكس قارات العالم الجنوبية القديمة".

وأوضحت سناء السيد النائب السابق لمدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وطالبة الدكتوراه بجامعة ميتشجان الأمريكية والمؤلف المشارك بالدراسة أن "اكتشاف هذه العائلة الجديدة من الديناصورات من الواحات البحرية يؤكد على أن أرض مصر ما زالت تحوي الكثير من الكنوز التي لا تحكي فقط تاريخ مصر القديم، بل أيضا تساهم في تغيير رؤيتنا لتاريخ الحفريات الفقارية في العالم ولذلك لا يكف مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية عن الانطلاق في الرحلات الاستكشافية في كل ربوع مصر".

يذكر أنه عندما قام مستكشفو القرن العشرين بالتنقيب في الواحات البحرية، تفاجئوا من العدد الكبير لهياكل الديناصورات آكلة اللحوم بالمقارنة مع تلك الديناصورات العاشبة التي استوطنت المنطقة. وقد تمكن العلماء من اكتشاف حفريات لهياكل شبه مكتملة لثلاثة ديناصورات آكلة للحوم هي سبينوصورس (وهو أضخم ديناصور مفترس عاش على وجه الأرض) وكاركردونتوصورس وبحرياصورس، بالإضافة لديناصور آكل للعشب هو إيجيبتوصورس.

ومنذ ذلك الحين وحتى بعد أن دمرت الحفريات الأصلية لتلك الديناصورات في الحرب العالمية الثانية، لم يتم الكشف عن أية ديناصورات من هذه المنطقة، حتي تمكن فريق أمريكي في مطلع القرن الحالي من اكتشاف ديناصور عملاق آكل للعشب سمى باراليتايتان، لتظل بقية وحوش أرض الواحات من الديناصورات آكلات اللحوم مطمورة في الصخور.

وبعد عقود من الجفاف فيما يخص دراسات الديناصورات من الواحات البحرية، يزيد ديناصور "هابيل" بدوره من دموية المشهد في الواحات البحرية، ويثير التساؤل من جديد حول زيادة أعداد الديناصورات آكلة اللحوم في المنطقة آنذاك.

وبهذا الكشف فإن فريق "سلام لاب" البحثي يستمر في السعي نحو إيجاد المزيد من الحفائر والدلائل على الحيوات القديمة لتكتمل الصورة عمّا حدث حينذاك في تلك الأزمنة السحيقة.