شريط الأخبار
ترامب : رحلتي إلى الشرق الأوسط ستكون "مميزة جدا" إسرائيل تنقل أسرى إلى النقب وعوفر تمهيدًا للإفراج عنهم حماس: أنهينا التحضيرات لتسليم المحتجزين الإسرائيليين الأحياء حماس تبلغ الوسطاء بتعذر الوصول لجثث بعض الرهائن السيطرة الكاملة على مليشيا تابعة للاحتلال بغزة - تفاصيل أ ف ب": توقيع وثيقة ضمانات بشأن النزاع في غزة خلال قمة شرم الشيخ ضيف من خارج عالم السياسة في قمة شرم الشيخ للسلام .. من هو؟ معالي أمين عمان يستقبل وفدا من أهالي مرج الحمام القاهرة: الحل النهائي بشأن غزة سيكون في إقامة الدولة الفلسطينية مختصان: قمة مصر تبحث إنهاء الحرب على غزة.. وواشنطن تملك مفاتيح القرار الرواشدة ينشر عن جداريات في محافظة مادبا مصادر من «حماس» تكشف أسباب عدم مشاركتها في مؤتمر شرم الشيخ "يديعوت أحرونوت": نتنياهو استسلم بشكل كامل لحماس وأخفى الحقيقة أ ف ب: حماس تصرّ على الإفراج عن 7 قادة فلسطينيين في عملية التبادل بدء دخول شاحنات الوقود والغاز إلى غزة بعد عامين من الحصار الإسرائيلي استشهاد الصحفي الجعفراوي برصاص ميليشيا مدعومة من إسرائيل الحملة الأردنية والهيئة الخيرية تعيدان تأهيل 3 آبار لخدمة النازحين بابا الفاتيكان:وقف حرب غزة بداية لمسيرة السلام في الأرض المقدسة الملك يعزي هاتفيا أمير دولة قطر بضحايا الحادث المروري في شرم الشيخ حكومة جعفر حسّان... هل أحدثت فرقًا؟.

المحامي معن عبد اللطيف العواملة يكتب في الذكرى السنوية لوفاة الباشا والده ..الغائب الحاضر

المحامي معن عبد اللطيف العواملة  يكتب في الذكرى السنوية لوفاة الباشا والده ..الغائب الحاضر
عمان- كتب الاستاذ المحامي: معن عبد اللطيف العواملة
نعيش هذه الايام الذكرى السنوية الاولى لوفاة والدي اللواء عبد اللطيف العواملة ، ففي 25 اب2021 غادرنا الى سعة رحمة ربه و نعيم مغفرتة . صدمة عشناها و لا زلنا. نشعر بالفقدان كل يوم، صحيح أن الموت حق و حقيقة الا أن الكبار لا يعوضون. عزاؤنا في ذكراه العطرة، و التي عمت الاردن من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه. مواقفه تملأ احاديث المجالس و اللقاءات، و كلماته تتردد في الحناجر و الاذهان والقلوب.
قيل قديما ان "كل مصيبة تولد صغيرة و تكبر، الا الموت فهو يولد كبيرا و يصغر"، و لكن لكل قاعدة استثناء. فمرور الايام وحده لا يخفف من حدة الفقدان بل قد يزيدها، فالاحداث و المواقف تعيد مقاربات و سلوكيات تشعل الذاكرة و تجدد الالام.

الاستاذ المحامي معن عبد اللطيف العوامله ------------------------------------------------------------------------
كان والدي رحمه الله، له اسلوب خاص في سرد الوقائع و الاحداث وربطها بطريقة فريدة لايصال حكمة ما او شحذ التفكير الناقد. و كثير من هذه السرديات تقبع في الذهن و تتحرك مع احداث كل يوم و تعيد الفقيد الى الواجهة،
فمن مثلك يا أبا رائد لا غياب لهم بل مغيب ، فالشمس حينما تغادر كبد السماء فهي تغادر لساعات فقط ثم تعود، و كذلك الرجال الذين بلغوا سنام المجد تبقى مواقفهم و سيرتهم وذكراهم على مر الزمان كدورة مغيب الشمس و بزوغها دورة لا تنتهي حتى يرث الله الأرض و من عليها .
عبداللطيف العواملة كانت حياته رحلة مليئة بالاحداث. كان يقبل على الصعاب و يصنع الانجازات بصمت و ايثار. كانت مسيرته حكاية اردنية اصيلة تعبر عن الوطن في مرحلة حاسمة من تاريخه.
مرحلة كان فيها بناء المؤسسات هو العنوان، مع التكامل و التكافل المجتمعي. مرحلة شهدت نهضة شاملة عاش الاردن خلالها تحولات عميقة و احداث جسام. و مع تجاربه الشخصية المتنوعة و علاقاته الرسمية و المجتمعية الواسعة، اتسمت شخصيته القيادية بالانفتاح على الجميع، مع الجرأة و سرعة البديهه، و كذلك الشجاعة في قول الرأي مع الحكمة في اتخاذ القرار. كل ذلك و اكثر ادى الى انه ترك ارثا كبيرا و اثرا عميقا في النفوس. فقد كان رحمه الله ابا و صديقا و قائدا. رجل من طراز فريد، يحق له ان نرثيه و نبكيه و نفتقده ، و أن تنكس له الدلال و تطفأ النار و تتلصم الرجال .
لقد كان لعبد اللطيف العواملة نظرة وطنية خاصة، جوهرها لم يتغير على مدى العقود و مع كل التجارب. فكان ايمانه عميقا ان الاردن نموذج يحتذى به عربيا و اقليميا. فهو بلد التنوع الحقيقي و التسامح الصادق و الوسطية الواقعية في كل شئ. كان يرى في التنوع الثقافي و العرقي و الديني مصدرا للتفوق الاردني و اساسا متينا لانسجام الوطن مع نفسه و سر نجاحه.
عبداللطيف العواملة كان يؤمن ان بدايات الاردن فيها البذور السليمة لاستشراف مستقبله. فالحراك السياسي و الثقافي و الاجتماعي الذي صاحب نشوء الدولة كان يتمحور حول التنوع و الانفتاح و هذا سر قوتها و مفتاح مستقبلها.
في مقال كتبه الراحل الكبير واليدي قبل ثلاثة اشهر من وفاته بعنوان "التاج معقد الاستقلال"، قال رحمه الله فيه: "من دروس الاستقلال ان الرعيل الاول، على اختلاف ارائهم السياسية، اجتمعت و تماهت جهودهم في خدمة الوطن و غاياته الاسمى. اكثر من رأي و وطن واحد، كان بالفعل العنوان و الممارسة. ادام الله الاردن حرا منيعا مهابا مستقرا تحرسه عناية الرحمن و حدقات العيون، و رحم الله الملك عبد الله الاول، و الملك طلال، و الملك الحسين، و اطال في عمر صاحب التاج جلالة سيدنا، و حفظ ولي عهده الامين".
رحمك الله يا ابي، فمواقفك و كلماتك تعيش فينا و بيننا . لنا في ارثك الكبير و سيرتك العطرة اكبر الحافز على استمرارية العطاء. نعاهدك أن تبقى فينا زيت السراج الذي لا ينطفئ ابدآ، نسأل الله لك الرحمة و المغفرة، و نسأله لنا الثبات على نهجك.

لمتابعة القلعة نيوز على الفيسبوك : اضغط هنا لمتابعة القلعة نيوز على تويتر : اضغط هنا لمتابعة القلعة نيوز على اليوتيوب : اضغط هنا