شريط الأخبار
ناجح المصبحيين والد الشاب المفقود المصبحيين يناشد عبر القلعة نيوز بتكثيف البحث عن ابنه ومشاركة الجهات والشركات التي تمتلك إمكانيات كبيرة الوحدات بطلا لكأس الاردن السعودية تبدأ فرض غرامات وترحيل مخالفي الحج دون تصريح الملك وولي العهد يحضران عقد قران الأميرة عائشة بنت فيصل الرئاسة السورية تحسم الجدل ... الشرع لن يشارك في أعمال القمة العربية المزمع عقدها في بغداد الأردن يدين بأشد العبارات اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى رئيس هيئة الأركان المشتركة يلتقي نظيره السعودي بالرياض ابنة شاعر الأردن وصفية مصطفى وهبي التل تبرق برسالة شكر لوزير الثقافة مصطفى الرواشدة ولي العهد السعودي يكرم فريق أهلي جدة بعد تتويجه التاريخي بدوري أبطال آسيا روسيا ترحب بالاتفاق الصيني الأمريكي لخفض الرسوم.. دفعة للاقتصاد العالمي ترامب: نأمل في إطلاق سراح مزيد من الرهائن في غزة والعائلات تريد استعادة رفات القتلى كأنهم أحياء كم نقطة يحتاجها برشلونة لتتويجه رسميا في الدوري الإسباني؟ منتدى "روسيا - العالم الإسلامي" يشهد مشاركة قياسية من 103 دول هيئة البث الإسرائيلية تؤكد تسليم الأسير عيدان ألكسندر للصليب الأحمر "اليويفا" يعلن عن حَكم نهائي دوري أبطال أوروبا الاخبار السيئة.... السياسة الاردنيه والمشهد الإعلامي دروس التاريخ الدموية... الشيباني: اتفاق على عقد قمة حكومية أردنية سورية في دمشق وزير الخارجية: الدمار في غزة وصل لدرجة لا يمكن للعالم الاستمرار بالسكوت عنه

الشرفات يكتب: مجلس الأعيان .. المحافظون وقوى اليسار

الشرفات يكتب: مجلس الأعيان .. المحافظون وقوى اليسار
د.طلال طلب الشرفات
القلعة نيوز - الهجمة التي تعرضت لها قوى اليسار عند انضوائها في عضوية مجلس الأعيان ليس لها ما يبررها ونختلف معها؛ فمجلس الأعيان هو مجلس الملك الذي هو معين لكل المشارب الفكرية والتيارات السياسية في الوسط واليسار والإسلاميين على اختلاف توجهاتهم وألوانهم، واليسار تيار سياسي برامجي يتقن إلى حد كبير قواعد اللعبة السياسية، ويقدم مقاربات واقعية ومنطقية للمشهد الوطني ويتجاوز إلى حد كبير شخصنة المواقع والمواقف، ويلتزم بقواعد التوافق والاتفاق مع الحكم، ويمارس مهامه بمهنية وجرأة وثبات وهدوء.
المحافظون منقسمون بين المتنورين الذين بنشدون المقاربات الإصلاحية وتقديم نماذج حزبية برامجية معقولة ترافق الرؤى الملكية في التحديث والتطوير، وهؤلاء يمثلون نظرياً السواد الأعظم من المجتمع فكراً وأهدافاً وتطلعات، وأولئك الغارقين في الشد العكسي ومحاولاتهم المستميتة للاستئثار بالسلطة، وإقصاء المتنورين، وتقديم شهادات حسن السلوك السياسي لمن يمكن أن يرافقهم أو يشاركهم إشغال المواقع العامة؛ بشرط الامتثال لرغباتهم ومشاركتهم حلقات الوقيعة وموالد اغتيال الشخصية لكل من يحاول المغادرة من مساحات "الأنا" الضيقة إلى فضاءات "نحن" في العمل الوطني البرامجي الذي يشكل ضرورة في هذه المرحلة الدقيقة.
اليسار ليسوا ملائكة، ولكنهم أكثر واقعية في سلوكهم السياسي، ولا ينشدون أهدافاً شخصية إلا في إطار النتاج الديمقراطي للعمل البرامجي، وهذا سلوك مشروع. يبررون التمويل الأجنبي ومزالق السفارات – مع تحفظنا عليه – لخدمة برامجهم، وتحقيق أهدافهم السياسية والاجتماعية للولوج الى آتون الدولة المدنية، ولكنهم لا ينشدون الهبات والعطايا الداخلية والخارجية، وتقديم وصفات النصح للحكومة ودعمها في العلن ومحاولة تقويض عملها وإفشالها وتقريعها في الغرف المغلقة من أجل الحلول مكانها، كما يفعل بعض غلاة المحافظين في معظم أروقة السلطة وخارجها.
التحديث السياسي والعمل الحزبي البرامجي سيلفظ قريباً كل المستأثرين بالسلطة زوراً، ويكشف كل خطابات الموالاة المغلفة بنوايا الفردية والوقيعة والوهم، واليسار – على قلتهم – لم يسجل عليهم ممارسة اغتيال الشخصية الوطنية أو الولوج في مساحات الثأر السياسي التي خلفتها ثقافة الغزو التي غادرتها الدولة منذ تأسيسها. واليسار يسارع إلى الإنجاز الفعلي والعمل الجاد، وليس إنجاز الاجتماعات المفبركة والتصريحات الاعلاميةغ التي تسمع جعجعة ولا نرى فيها طحناً، وركوب موجة كل حدث أو حادثة لصناعة العبث ووهم الإنجاز.
الأصوات المهابة غالباً في مجلس الأعيان هي أصوات اليسار وأعيان الضرورة المناطقية والاقتصادية الكبار؛ فإنجاز لجنة الخدمات مثلاً برئاسة العين مصطفى حمارنة يعادل ثلثي إنجاز المجلس اذا استثنينا اللجنة القانونية برئيسها الحكيم أحمد طبيشات الذي وإن اختلفنا معه حول تشريعات مهمة كقانون الكسب غير المشروع وحماية أملاك الدولة وقانون هيئة مكافحة الفساد، إلا أنه احترم شرعية الاختلاف في العمل البرلماني بكل مهنية ومسؤولية والتزام، مطبقاً مبدأ أن الإصلاح دائماً يكمن في قبول الآخر والإخلاص في القول والفعل للوطن ومؤسسة العرش.
اليسار- وأنا لست منهم- يعترض ولا يشتم، ويمارس سلوكه السياسي بجرأة ووضوح اتفقنا معه أم اختلفنا، وله تماس مع الشارع وأكثر قرباً لهموم الناس اليومية من الإسلاميين الذين يحاكون القضايا الخارجية في الغالب الأعم، واليسار يلتزم بقواعد وأدبيات شرف الخصومة السياسية ويمارس لغة هادئة وحوار جاد دون أحقاد أو إسقاطات شخصية لأن رواده عادة مثقفون بطبيعتهم وتكوينهم الفكري وسلوكهم السياسي الرشيق.
خالد الكلالدة رفع السقف كثيراً في ساحة النخيل إلى درجة الإدانة، ولكنه عندما دخل الحكومة والهيئة المستقلة مارس دوراً إيجابياً في خدمة الدولة والعرش، وخالد رمضان الذي اختلف مع مرجعيته السياسية التي آذت الوطن ذات يوم؛ لكنه في لجنة الحوار الوطني إبان الربيع العربي نجحنا معاً يومها - وكان يمثل المعارضة في الحوار- في الوصول الى مقاربة مقبولة في اعتماد القائمة النسبية المفتوحة على مستوى المحافظات، وهو القائل -وقتذاك - دخلنا إلى لجنة الحوار من حصون متعددة وخرجنا من حصن واحد هو حصن الوطن.
مجلس الأعيان بحلته الجديدة وذواته الكبار يمثلنا، وثقة جلالة الملك حفظه الله بهم حكمة لا يدركها إلا عاقل منفتح لا يقبل احتكار الحقيقة، وتداول السلطة بطريقة أو بأخرى هي ظاهرة ديمقراطية أخلاقية تنسجم مع منطلقات التحديث والتطوير، والنخب التي تختصر الوطن بأشخاصها ومصالحها هي نخب باغية، والتغيير هو سنة الحياة، لأن الولاء للوطن وقيادته هو سلوك راقٍ تكلله التضحية وتقدير الرؤى الملكية وإرادة سيد البلاد مهما خالفت هوى النفس.
وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء…اللّهم آمين