وقال الدكتور الشياب بأن العالم ما زال منذ أربعة عقود يواجه فيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز، ويسعى إلى الحد من إنتشاره والتخفيف من آثار الإصابة به على المجتمعات والأفراد مؤكداً ان الأردن لم يدّخر جهداً في مواجهة الفيروس منذ تسجيل أول إصابه عام 1986 حيث تم تأسيس البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في ذلك العام . وواصل ان هذا البرنامج الذي رسم وقاد ونفذ استراتيجيات ومدخلات متميزة كفلت حتى اللحظة بقاءنا ضمن الدول ذات معدلات الإنتشار المنخفض لهذا الفيروس . واضاف إننا اليوم نشارك العالم إحتفالاته باليوم العالم للإيدز ، هذا الإحتفال الذي يجيء للتأكيد على استمرار جهودنا في الوقاية والحد من الإنتشار وتقديم أفضل أنواع العلاجات للأشخاص المتعايشين مع الفيروس وإتاحة خدماتنا الى طالبيها من المجموعات السكانية المتأثرة بالفيروس إنسجاماً مع مبادئنا في الأردن المتمثلة بإتاحة الخدمات الصحية للجميع بما تعنيه هذه الإتاحة من كمِ ووفرةٍ وجودةٍ . وبين الشياب ان المؤسسات الدولية ترفع شعار (المساواة) هذا العام للإحتفال باليوم العالمي للإيدز حيث أننا في الأردن ننسجم مع هذا الشعار من وحي رؤيتنا ورسالتنا في وزاره الصحة مؤكدين على الإستمرار ببذل الجهود والإرتقاء بنوعية الخدمات وإزالة كل ما يعوق من طلبها أو الوصول والحصول عليها بحيث تتاح للجميع وبأيسر السبل وأسهلها . ولفت إلى ان بعض الأشخاص المصابين قد يعانون من الفيروس والأشخاص الأكثر عرضه للإصابة من الوصمة والتمييز بسبب الثقافة المجتمعية السائدة، وقد تؤدي تلك الوصمة الى إحجام البعض عن طلب الخدمة ولا سيما خدمة الفحص الطوعي التي نعتبرها نواة جهودنا في الحد من انتشار هذا الفيروس والوقاية منه مشيراً الى كفاءة مقدمي الخدمة ، وجودتها ضمن معايير السرية والخصوصية والمجانية. وثمّن الشياب جهود منظمات المجتمع المدني خاصة مركز سواعد التغيير على ما يبذلونه من جهود ويقدمون من خدمات بتعاونٍ واشرافٍ من وزارة الصحة وضمن المعايير الدولية العالمية التي نسعى جميعا للأمتثال لها .
من جهته قال مدير عام مركز سواعد التغيير لتمكين المجتمع عبدالله حناتلة ان إطلاق هذه الحملة يأتي ضمن رؤية المركز بتسليط الضوء على معاناة الأشخاص المتعايشين لإزالة الحواجز الهيكلية امام وصولهم للخدمات وإنهاء أوجه عدم المساواة بتمتعهم بحقوقهم . وأكد الحناتلة ان الحملة الإعلامية مستوحاة من قصص لأشخاص حقيقيين متعايشين مع الفيروس مطالباً ان يمتلك هؤلاء الأشخاص حياة طبيبعية وخفض وصمة العار والتمييز. وواصل ان هذه الحملة هي ضمن مشروع "ندوم" الإقليمي الذي يهدف الى استدامة تقديم الخدمات المقدمة لمكافحة فيروس الإيدز .
وجرى على هامش اللقاء إقامة ندوة نقاشية ادارها الدكتور موسى العجلوني وشارك فيها النائب الدكتور تيسير كريشان ومن وزارة الصحة الدكتور محمد الحوارات ومن منظمة الصحة العالمية الدكتور علاء الشيخ والمنظمة الدولية للهجرة هبا اباظة ومن مؤسسة انفنت الدكتور يوسف القاعود وعدد من المتعايشين تم خلالها التحدث عن حقوق الاشخاص المتعايشين بالعمل والصحة وسبل التمتع بها وتجسيد الشراكة بين كافة القطاعات المعنية. واكد المشاركون على أهمية إجراء البحوث والدراسات الوطنية لتوفير أدلة علمية تقود البرامج والمداخلات المعنية بهذا المجال .